بعض خيال لمواجهة الإرهاب
آخر تحديث GMT 19:08:29
 فلسطين اليوم -

بعض خيال لمواجهة الإرهاب

 فلسطين اليوم -

بعض خيال لمواجهة الإرهاب

عمار علي حسن

لن تفلح طريقة رد الفعل، أو الحرب الدفاعية، فى وضع حد للإرهاب، إن لم يكن بالقضاء عليه قضاء مبرماً، فعلى الأقل تقليل خطره إلى أدنى حد وتعويق وجوده إلى أقصى مدة ممكنة، وهى مسألة تبدو ملحة لأى دولة وأى مجتمع يواجه أفعال الإرهابيين من قتل وتخريب وتدمير.

والحرب الناجعة فى مواجهة الإرهابيين يجب أن تعتمد على «المبادأة» أو «المبادرة» التى تمكننا من مداهمة الإرهاب فى طريقة تفكيره، ووسائل تدبيره، على حد سواء، بما يشتت جهد الإرهابيين، ويحبط أعمالهم، ويسهل عملية الوصول إليهم والقبض عليهم لمعاقبتهم بما يستحقونه من جزاء.

لقد سمعنا وعوداً كثيرة من كبار الساسة فى العالم عن استئصال شأفة الإرهاب، لكنها لم تُجد نفعاً، فلا تزال ترن فى الآذان كلمة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش وهو يقول عقب حدث 11 سبتمبر 2001: «سنخرجهم من جحورهم وسنسحقهم»، لكن بعد عقد من وعيده هذا، اتسعت رقعة الإرهاب، وزادت مكنته، إلى درجة أن استطاع، لأول مرة فى التاريخ المعاصر، اقتطاع أرض من دولتين وإقامة «دولة» عليها.

واستفحال الإرهاب يدل على أن الطريقة التقليدية لمواجهته لم تعد شافية ولا كافية، وتفرض ضرورة استعمال بعض الخيال فى النظر إلى الإرهاب كظاهرة، وإلى الإرهابيين كبشر عدوانيين، تجمّعت أسباب على ميلاد هذه العدوانية فى نفوسهم وسعوا إلى تنفيذها فى الواقع بتلك الطريقة الدموية.

واستعمال الخيال فى خطط مكافحة الإرهاب يعنى أمرين أساسيين هما:

1- أن نعرف كيف يفكر الإرهابيون، ونضع تصورات قبلية لمواجهة تفكيرهم.

2- أن نعرف كيف يدبر الإرهابيون ونضع الخطط المسبقة التى تمنعهم من تنفيذ عملياتهم الوحشية.

وهذان الأمران مرتبطان إلى حد بعيد بتوفير معلومات وافية عن التنظيمات الإرهابية، من حيث تاريخ نشأتها وأفكارها التى تتباين فى بعض التفاصيل من تنظيم إلى آخر وإن تطابقت فى الرؤية العامة، وأماكن توزعها وتمركزها ونشاطها، وكذلك الشخصيات البارزة فى هذه التنظيمات، وخلفياتها التعليمية وشبكة علاقاتها البينية، وما إذا كانت هناك ارتباطات مع أجهزة استخبارات أجنبية من عدمه، وكل العمليات الإرهابية السابقة التى شارك أعضاء التنظيم فيها، ومدى تقييم التنظيم لنتائج هذه العمليات.

فهذه المعلومات ستجعل بوسعنا أن نضع عشرين سيناريو، فى الحد الأدنى، للعمليات المتوقع حدوثها فى المستقبل، كأن نقول: فى المرات العشر السابقة نفذ تنظيم (كذا) عملياته على النحو التالى (ثم نضع تفاصيل العمليات أمامنا) ومع الأخذ فى الاعتبار أن عناصر التنظيم قد درست طريقة المواجهة التى قامت بها قوات الأمن أو الجيش أو فرق مكافحة الإرهاب، فإنها من المتوقع أن تفكر فى عملياتها المقبلة على هذا النحو (ونضع السيناريوهات)، وقد تصبح الأمور سهلة إن وجدنا أن عمليات الإرهابيين يغلب عليها التكرار والنمطية، وستصبح أكثر تعقيداً إن وجدنا فى هذه العمليات تجديداً مستمراً فى وسائل التنفيذ وأدواته.

ومثل هذا يخلق كفاءة عالية فى التصدى للإرهابيين، سواء عبر تحصين دفاعاتنا فإن هاجمونا يجدون أمامهم رجالاً مستعدين تماماً ويعرفون كل ما سيقدم عليه الإرهابيون وبالتالى يحبطونه، ويلقنونهم درساً قاسياً، أو بالمبادرة بالهجوم عليهم أو على وسائل دعمهم لإجهاض العمليات قبل الشروع فى تنفيذها.

ويمكن تعزيز هذه الكفاءة بجمع مزيد من المعلومات عن تحركات الإرهابيين المستقبلية، فمثل هذا الوضع سيجعل بمكنتنا أن نعدد السيناريوهات ونضبطها، بل نحاكيها إذا لزم الأمر، على أن يتم هذا فى سرية تامة، إذ من الضرورى أن يُحرم الإرهابيون من أى معلومات تساعدهم على تغيير السيناريوهات وتجديدها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعض خيال لمواجهة الإرهاب بعض خيال لمواجهة الإرهاب



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday