أقاصيص قصيرة جدًا
آخر تحديث GMT 23:06:33
 فلسطين اليوم -
وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن انتهاء أول تدريبات مع القوات الأميركية باستخدام ذخائر حية لمنظومات دفاع جوي الجيش الاسرائيلي يعلق على تقارير استهداف حزب الله لقوات اليونيفيل مؤكدا استمرار حزب الله في انتهاك القانون الدولي وتعريض المدنيين والمنظمات الدولية للخطر وزارة الخارجية الأميركية تعلن أن التشريع المتعلق بحظر عمل الأونروا قد يترتب عليه عواقب وفقًا للقانون والسياسة الأميركية الخارجية الأميركية تقول إن الغارة الإسرائيلية التي قتلت العشرات في شمال غزة "مروعة" قصف إسرائيلي يستهدف سوق الصحابة في غزة ويخلّف عشرات القتلى والجرحى ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 43 ألف قتيل و101 ألف مصاب وفق وزارة الصحة في القطاع" استشهاد شاب فلسطيني مُتأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب رام الله إطلاق نار في دير بميانمار يودي بحياة 22 ومعارضون يتهمون الجيش الاحتلال الإسرائيلي يفرج عن 4 فتيان فلسطينيين شرط إبعادهم عن البلدة القديمة بالقدس الجيش الإسرائيلي يعتقل شابًا يعتقد أنه تسلل من الأراضي اللبنانية
أخر الأخبار

أقاصيص قصيرة جدًا

 فلسطين اليوم -

أقاصيص قصيرة جدًا

عمار علي حسن

الطاغية الذى ملأ الأرض ناراً ودماً، لم يجد من يلوذ به فى لحظة انكساره سوى كتف امرأة يعشقها، وضع رأسه عليه، وبكى بحرقة، وهو يكتم نشيجه الحار حتى لا يصل إلى أسماع مطارديه.

غمست أصابعها الناعمة فى شعره المسترسل، والعجب يملأها، إذ لم تكن قد رأته هكذا أبداً، بل تخيلت أنه إذا بكى فسيسقط من عينيه حصى مسنون وجمر صافٍ.

قلبت وجهه الخشن فرأته طفلاً لوّعه ضياع لعبته، وتذكرت كيف كان يلهو بمن حكمهم سنين قبل أن يخلّى ملكه وراء ظهره.

كان بالفعل طفلاً، وتمنت هى لو أن هذه الهزيمة قد جاءت قبل سنين حتى تلهو بصغيرها زمناً طويلاً.

صور

جلس الولد ذو الجسد المطلى بالشحوم والزيوت والطين وسط الأطباق اللاقطة المبعثرة على سطح البناية الشاهقة. حملق فى تجاويفها الناعمة التى يحط عليها غبار كثيف، فرأى رجلاً وسيماً يقبّل امرأة جميلة، ولاعباً يركل كرة فتهوى بعيداً، وشجراً يهتز تحت مطر شديد، وعرائس من خشب وقطن تتراقص يمنة ويسرة، وأسداً يلتهم وعلاً، وضباعاً تربض بعيداً تنتظر انتهاءه من طعامه، وهدهداً يحلق فى سماء قريبة، ثم يهبط على مهل، ونهراً عذباً جارياً، ينجرح فى طريقه، فتظهر ترعاً وسيعة، ومسارب ضيقة، وشاباً يتشاجر مع قرينه على جسر عالٍ.

فرك الولد عينيه وهو يغمضهما، ثم فتحهما فجأة، وراح يخلع ملابسه على مهل، ليلقى جسده فى النهر، محاذراً من أن يراه الأسد والضباع، أو ينبئ الهدهد الشابين المتشاجرين بما فعل.

شطرنج

حرك بيدقه الأسود فحاصر الملك الأبيض، وأدرك خصمه أن قد خسر اللعبة. عندها ترك الرقعة، ووقف يرقص بشدة، ويقول:

- من هنا فى هذا المقهى المعزول الصغير يمكن أن تجرى معجزة لا ينالها البشر فى ساحات الحياة المديدة.

احتلال

وأنا جالس فوق بقعة أرض محتلة، رفعت بصرى إلى الوهج والنور الغامر، وسألته:

- لماذا لا نسمع يوماً عن الشمس المحتلة؟

ورأيت طائرات حربية تمرق فى الفضاء إلى أعلى، ودبابات تطحن جنازيرها الهواء، وناقلات جند تصعد على عجل، وأنساقاً متتابعة من جنود لا حصر لهم يصوبون بنادقهم فى وجه الفراغ، ويحفرون خنادقهم فى قطع السحاب المتتابعة، ثم يفارقونها ويغيبون فى الأزرق الفسيح.

لم تمض سوى ساعات حتى رأيت جمرات ضخمة تتساقط من جوف السماء، كانت تتوهج أمامى، لكنها قبل أن تصل إلى البقعة التى أجلس عليها، اختفت تماماً، وبدا قرص النار والنور أقرب إلى رأسى من أى وقت مضى.

قنبلة

قضى ثلاث ليالٍ يجهز قنبلته وحوله البارود والمسامير، وصفائح من صاج. طاف ذهنه وهو عاكف على صناعة الموت بمشاهد ملأت رأسه، جثث ممزقة ملقاة فى الشارع، وبرك من دماء تتابع بلا انتهاء، وذعر يسكن عيون العابرين، وصافرة عربات الشرطة تنعق بلا هوادة، وكاميرات التليفزيونات تهرع لتمسح المكان، وتحط على وجوه الثكالى، وتبرق الدموع فى ضوئها المبهر.

فى الليلة الرابعة أراد التأكد من أن قنبلته جاهزة، فقلبها ومد يده فى حذر إلى فتيل صغير، فانفجرت. ولم يجد الناس سوى جثة واحدة، لم يبك عليها أحد، ولا سعت إليها كاميرا، ولا زعقت نحوها أبواق عربات الشرطة، وانصبت عليها كل اللعنات.

حرب

قرر الصاروخ الذى أطلقته الطائرة بالغة التعقيد والتطور أن ينحرف عن الهدف الذى هو ذاهب إليه بدقة متناهية، بعد أن رأى طفلين يلعبان الكرة، وشجرة ترقص فى النسيم، وقطة منكمشة إلى جانب سور البناية العسكرية التى أخلاها الجنود قبل نصف ساعة فقط.

شكوى

يخرج عند الضحى من بيته على حماره قاصداً حقله. فى الطريق يستوقف المارة، لا يترك أحداً إلا ويقضى ويشكو له حاله، الزوجة المريضة والديون التى تراكمت وإخوته الذين ظلموه وابنه الغائب.

حفظ الناس حكايته التى لا يمل من تكرارها، ويضيف إليها كل يوم عبارات أخرى بقدر ما يسعفه لسانه. لم يعد لديه جديد، فكان الناس يتجنبونه، مختبئين بين الزروع، أو مسرعين وهم يديرون وجوههم إلى الناحية الأخرى.

عرف أن الكلام مع الناس لا يرجى منه، فكان يخاطب حماره، ويكلم الشجر والنخيل. لم يرد عليه أى منها، فراح يرفع يديه إلى الفضاء، ويكلم الله، مكتفياً به عن الناس والأشياء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقاصيص قصيرة جدًا أقاصيص قصيرة جدًا



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ فلسطين اليوم
في مهرجان الجونة السينمائي 2024، تألقت الممثلة التونسية هند صبري بإطلالة مميزة أبهرت الحضور وجذبت الأنظار، اختارت هند صبري فستانًا باللون الوردي الراقي من توقيع علامة MOONMAINS، والتي تميزت بتصاميمها العصرية والأنيقة، الفستان تميز بقصته الأنيقة وأكمامه المنفوخة، التي أضافت لمسة من الأنوثة والرقي لإطلالتها، اللون الوردي اللامع أضفى على هند لمسة مشرقة وملفتة، تتماشى تمامًا مع الأجواء الاحتفالية للمهرجان. لم تكتفِ هند صبري بالفستان الراقي فحسب، بل أضافت لمسة من الفخامة على إطلالتها من خلال ارتدائها لمجوهرات مميزة من تصميم عزة فهمي، المصممة المصرية الشهيرة، اختارت سوارًا مزينًا بأحجار كريمة تضفي بريقًا إضافيًا على مظهرها، هذه المجوهرات لم تكن مجرد إضافة جمالية، بل كانت بمثابة تكريم للتراث المصري بلمسات عصرية تتماشى مع أجواء ...المزيد

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024
 فلسطين اليوم - كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 06:11 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
 فلسطين اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 09:41 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 08:34 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 12:32 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل وفيس بوك تطلقان مبادرة لمواجهة الأخبار الكاذبة

GMT 14:46 2016 الأحد ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاثة عروض جديدة ومميزة في مهرجان "آفاق مسرحية" الأحد

GMT 07:22 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نور عرقسوسي تستعد لتصوير جديدها الغنائي في أربيل

GMT 15:13 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد "التجميل" التي تجعل النساء يرغبن في الاعتناء بأظافرهن

GMT 13:51 2016 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

اوبل" تعلن عن إطلاق سيارتها الجديدة كاسكادا موديل 2017
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday