66 عاماً من «الطفرة» و»الشذوذ»
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

66 عاماً من «الطفرة» و»الشذوذ» !

 فلسطين اليوم -

66 عاماً من «الطفرة» و»الشذوذ»

بقلم : حسن البطل

نعم، إسرائيل تجمع الاستثناء إلى الفرادة.. فإلى الشذوذ، أو هي «طفرة» في النشوء والمسار الطبيعي لتشكل الدول (في العادة الشعوب تشكل دولها؛ وفي إسرائيل فالدولة تشكل شعبها).

مناسبة هذا الكلام أن محكمتهم العليا ردّت، قبل نصف سنة، التماساً من مجموعة إسرائيليين بأن تعلن المحكمة أنهم ينتمون إلى «قومية إسرائيلية» ومن ثم، تغيير صفتهم في سجل السكان من «يهودي» إلى «إسرائيلي».

ذكّرني هذا، بسجال دار بين فلسطيني مسيحي من الرعوية الإسرائيلية، هو الأديب انطون شماس، والأديب العبري أ. ب. يهوشواع (ابراهام بولي يهوشواع) حول الوطنية والهُويّة والانتماء الديني.

تعلمون أن انطون شماس له كتاب معنون «أرابيسك» ووضعه باللغة العبرية، وقرّظه أدباء عبرانيون لإغنائه هذه اللغة (ربما لأنه فكر بالعربية وكتب بالعبرية).

مساجلة أ. ب. يهوشواع إسرائيلي صهيوني يهودي.. وعلماني، والسجال دار إبّان الانتفاضة الأولى، أي قبل أوسلو والسلطة الفلسطينية، وبالطبع، قبل رد محكمتهم العليا طلب إسرائيليين يهود تغيير صفتهم في سجل السكان من «يهودي» إلى «إسرائيلي». قال شماس في ختام السجال ما معناه: الانتفاضة الأكبر سيقودها «عرب إسرائيل» !

احتكم المتساجلان إلى الذهاب للسفارة الفرنسية في تل أبيب، كما تحدّاه إلى ذلك انطون شماس، فاكتشف يهوشواع أن شماس على حق لأن لفرنسا، وهي طليعة الدول العلمانية (لكنها تتصرف سياسياً كحامية المسيحيين في الشرق منذ الحروب الصليبية) تعريفها للقومية (الوطنية في العربية) والهُويّة الدينية (لا تضعها في السجل السكاني) يتوافق مع حجج شماس، الذي يريد توصيفه في سجل السكان بأنه فلسطيني ـ إسرائيلي وليس عربيا أو مسلما (أو مسيحيا). المصري والأميركي والفلسطيني ينسبون إلى أوطانهم.. لا إلى دياناتهم مثل إسرائيل ؟!

في حوار طازج، اعترف أبرز الأدباء والكتاب العبرانيين الإسرائيليين، عاموس عوز، بأنه يخشى ويعارض توصيف إسرائيل «دولة يهودية» علماً انه الأديب الإسرائيلي الأكثر «عالمية» و»إسرائيلية».. وربما «صهيونية».

يقودنا الحوار مع يهوشواع؛ والحوار اللاحق مع عوز إلى سبب من أسباب مقت محمود درويش ليهوشواع، لكن ربما قاد أدباء علمانيون إسرائيليون مثل العاموسين (عوز وكينان) إلى قول درويش: نعم.. لإسرائيل معجزة واحدة هي إحياء اللغة العبرية وإغناؤها.
هناك في إسرائيل من يضيف إلى الخرافات المؤسسة لإسرائيل و»أرض إسرائيل» والمعجزات (والاستثناء والفرادة.. والشذوذ) أن الجيش الإسرائيلي (بوتقة صناعة وصياغة شعب) هو الأقوى في المنطقة.
في ذكرى «الهولوكوست» كتب ديفيد ليفي عن سبب تقديس الجيش القوي، وهو أن يهود أوروبا ذهبوا، عموما، كالخراف إلى المحارق النازية.

لا مقارنة بين «المحرقة» اليهودية وبين «النكبة» الفلسطينية، لكن في صالح الفلسطينيين أنهم قاوموا النكبة وذيولها، وحاربوا ضدها، واصطدموا مع الدول العربية.. وحتى العالم، وها هم يواجهون الدولة والجيش الأقوى، ويعارضون الاعتراف بيهودية إسرائيل. إنهم لم ولن يهزموا !

صحيفة «هآرتس» تساءلت في افتتاحيتها، عشية السنوية الـ 66 لقيام إسرائيل (ونكبة فلسطين؟) عن مسوغات رفض محكمتهم العليا وجود قومية (وطنية) إسرائيلية (علماً أن معظم الإسرائيليين من مواليد الدولة بنسبة 85%) أو ما تقوله «هآرتس»: من نشوء أدب إسرائيلي، وفن، وموسيقى، ومسرح، ورياضة، وسياسة إسرائيلية، ولهجة إسرائيلية عبرية.. ألا يكفي هذا للحديث عن قومية أو وطنية إسرائيلية !

يقول نتنياهو، عشية 66 عاماً على إقامة إسرائيل، أن يهودية الدولة ستكرس رموزها ومنها العلم والنشيد الوطني واللغة.

لا علاقة لـ 20% من سكان إسرائيل بنجمة داوود التي تتوسط العلم، ولا بنشيد «هاتكفاه ـ الأمل» الذي يتحدث عن «النفس اليهودية تعادل مئة نفس».. ولا عن تهميش العربية (لغة رسمية قانونياً). هناك في إسرائيل شعبان ولهما علمان ونشيدان قوميان.

قلنا إن إسرائيل فريدة الدول (مثلاً.. هي الوحيدة التي أقيمت بقرار الجمعية العامة (وتعارض قراراً آخر بدولة فلسطين).. وهي الاستثناء والشذوذ (شعب الله المختار.. إلخ).. وهي الطفرة في قيام الشعوب والدول.

هل تعرفون أن قوانين الطبيعة تقوم بإلغاء 99,9% من الطفرات الشاذة عن قانون الارتقاء والاصطفاء الطبيعي؟
66 عاماً ليس إلاّ برهة قصيرة من طفرة الشذوذ في قانون الارتقاء والاصطفاء.. أو ربما تنجح بنسبة 1% ويتوقف هذا على الفلسطينيين وعنادهم.

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

66 عاماً من «الطفرة» و»الشذوذ» 66 عاماً من «الطفرة» و»الشذوذ»



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday