الإعلان عن صفقة ترامب هدية لنتنياهو وتوريط لغانتس
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الإعلان عن صفقة ترامب: هدية لنتنياهو وتوريط لغانتس!

 فلسطين اليوم -

الإعلان عن صفقة ترامب هدية لنتنياهو وتوريط لغانتس

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

تتدخل الولايات المتحدة، في عهد ترامب، كما في العهود السابقة في ظل حكم الجمهوريين او الديمقراطيين، وتتلاعب في الشؤون السياسية لدى الدول الأخرى، الصديقة والحليفة والعدوة على حد سواء، وذلك من خلال سفاراتها وأجهزتها الاستخبارية، وفقاً لما ترتئيه من مصالح وتأثير على الأحداث، ورهاناً على مستقبل تظل به قائدة للعالم، هذا التدخل كما التلاعب، لا يستثني إسرائيل، الدولة الحليفة والتي تحظى بعلاقات اقتصادية. تدخلت واشنطن من خلال ما يسمى المفاوضات على الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ومن خلال «خارطة الطريق» حيناً، ومن خلال دورها في عقد «اتفاقات سلام» بين إسرائيل وكل من الأردن ومصر وفلسطين.

الا ان هذا التدخل، كما التلاعب في الأوضاع السياسية والحزبية، في إسرائيل من قبل إدارة ترامب مختلف هذه المرة، لسبب جوهري، ذلك أن هذا التدخل وهذا التلاعب يأتي في سياق مصالح شخصية وفردية، أكثر من أن يكون له علاقة مباشرة برؤية الولايات المتحدة لمصالحها. جملة «الهدايا الانتخابية» التي وفرتها إدارة ترامب لنتنياهو بدأت منذ الإعلان عن خطة أو صفقة ترامب، مع الاعلان عن القدس عاصمة للدولة العبرية، ونقل السفارة الإميركية اليها، مروراً بوقف الدعم الأميركي لوكالة الغوث، وليس نهاية بالإعلان عن الجولان، تحت السيادة الإسرائيلية. توقيتات هذه الهدايا الانتخابية، كلها توازت مع الحملات الانتخابية في المرتين السابقتين، لضمان فوز نتنياهو بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، الا ان هذه الهدايا لم تكن كافية لتمكينه من ذلك، الأمر الذي أدى الى توجه الناخبين الإسرائيليين إلى انتخابات ثالثة في الثاني من آذار القادم، مع شكوك متزايدة حول إمكان نتنياهو من تحقيق هدفه بقيادة اليمين الى حكومة جديدة.

وأجلت واشنطن الإعلان عن صفقة ترامب، أكثر من مرة، ارتباطاً مع الانتظار حتى تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، برئاسة نتنياهو، وحيث ان هذا لم يتم، فقد أعلنت إدارة ترامب أنها بصدد الإعلان عن الخطة قبل الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية الثالثة، وليس بعدها كما كان التأجيل المتكرر سابقاً، في رسالة هي الأوضح من أن واشنطن تتدخل علناً لنصرة نتنياهو ودون انتظار للنتائج، بل تتدخل في هذه النتائج قبل أن تحدث فعلاً، وهذه المرة أيضاً بتنسيق واضح ومعلن بين كل من ترامب ونتنياهو، بعدما تبين ان دعوة الأول لكل من الثاني وغانتس الى واشنطن للاطلاع على ما تبقى من خطة ترامب، جاء بطلب من نتنياهو الذي رأى في دعوة غانتس، إزاحة لأي تمييز حول موقفهما من ضم الضفة الغربية المحتلة، وباعتبار أن غانتس التحق بنتنياهو، وأن «أزرق ـ أبيض»، ما هو الا تابع يميني لقيادة نتنياهو لليمين، ما يدفع الناخب الاسرائيلي للتصويت للأصل اليميني، وقد أثار تأييد غانتس لضم الضفة، بعد اعلان نتنياهو عن ذلك، العديد من الاتهامات لغانتس من انه قليل الحنكة السياسية وضعيف في قراءة المشهد السياسي، ذلك أن اعلانه حول الضم، استفاد منه نتنياهو وجاء لصالح حملته الانتخابية، الأمر الذي ربما يدفع غانتس إلى عدم تلبية دعوة ترامب للقاء به يوم الثلاثاء القادم بصحبة غريمه نتنياهو!

وفي حال تم اجتماع نتنياهو، مع غانتس أو بدونه يوم الثلاثاء القادم مع ترامب، فإن المصالح الشخصية وراء هذه الدعوة تبدو أكثر وضوحاً للطرفين نتنياهو وترامب، فيوم الثلاثاء هو اليوم الذي ستبدأ لجنة الحصانة لدراسة رفعها عن نتنياهو، لكن الحديث عن خطة ترامب والاجتماع، ستحظى بكل التغطية الإعلامية بعيداً عن اتهامات نتنياهو ولوائح الاتهام هذه، في حين ان هذه الفوضى التي تتعلق بالإعلان عن خطة ترامب، من شأنها أيضاً توجيه وسائل الإعلام لتغطيتها وإزاحة المسائل المتعلقة بالتحقيقات حول اتهامات ترامب بهدف تنحيته، الأمر الذي يشكل مصلحة شخصية للطرفين أكثر من كونها مصلحة تتعلق بمصالح ذات طبيعة استراتيجية لكل من اسرائيل والولايات المتحدة!

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

إسرائيل: حملات انتخابية تتجاهل التحقيقات مع نتنياهو وتركز على الفلسطينيين!

قراءة متباينة لتقييم «أمان» السنوي!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلان عن صفقة ترامب هدية لنتنياهو وتوريط لغانتس الإعلان عن صفقة ترامب هدية لنتنياهو وتوريط لغانتس



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday