تهويد الخليل القديمة مسألة وقت أيضاً
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

تهويد الخليل القديمة مسألة وقت أيضاً

 فلسطين اليوم -

تهويد الخليل القديمة مسألة وقت أيضاً

عبد الناصر النجار
بقلم : عبد الناصر النجار

في أوج الدعاية الانتخابية لأقطاب اليمين الاستيطاني الإسرائيلي وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تسارعت الخطوات الخاصة بتهويد البلدة القديمة من الخليل ومن ضمنها الحرم الإبراهيمي الشريف.الخليل في العرف الاستيطاني هي المدينة الثانية من حيث الأهمية بعد القدس، بل هي أكثر أهمية عند بعضهم، ولهذا فقد كانت أولى بؤر المستوطنات العنصرية عقب الاحتلال، في العام ١٩٦٧، في مدينة الخليل.ففي العام ١٩٦٨ احتل عراب الاستيطان اليهودي ليفنغر فندقاً شمال الخليل، معلناً بذلك بداية الاستيطان في أكبر تجمع فلسطيني في الضفة الغربية، بعد أقل من عامين كانت سلطات الاحتلال تقيم أول مستوطنة بحجم مدينة. ربما سبقت ذلك إقامة بعض البؤر الاستيطانية في الأغوار لكنها لم تكن مخططة على شكل مدينة، كما كان الأمر في مستوطنة «كريات أربع».

بدأت عملية الاستيطان بإقامة معسكر بقرار من موشيه ديان وزير الحرب الإسرائيلي في حينه بزعم محاولة إخراج ليفنغر والعشرات من مؤيديه من شمال الخليل لإصرارهم على الاستيلاء على البلدة القديمة بالكامل في حينه.
"كريات أربع" هي بمثابة حاضنة البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة من الخليل وما حولها، وحتى المستوطنات التي أقيمت في المنطقة، بعد أن أقامت سلطات الاحتلال شبكة طرق خاصة تصل مركز «كريات أربع» بأطراف الاستيطانية.

في العام ١٩٧٨، استولت مجموعة من المستوطنين بقيادة ليفنغر على مدرسة الدبويا وثلاثة منازل في المنطقة، وبذلك أقيمت أول بؤرة استيطانية في الدبويا تحت اسم «بيت هداسا» وبعد العملية الفدائية في الدبويا في الثاني من أيار ١٩٨٠، شرعت سلطات الاحتلال بمجموعة من الإجراءات الاستيطانية منها هدم مجموعة من المحال التجارية المقابلة للمبنى ثم الاستيلاء على عدد آخر من المنازل.في العام ١٩٨٣ تمدد الاستيطان في البلدة القديمة عبر الاستيلاء على مدرسة أسامة بن منقذ، التي كانت تضم مئات الطلبة الفلسطينيين وأطلق المستوطنون على البؤرة الثانية اسم "بيت رومانا" التي تبعد عن الدبويا نحو ٣٠٠ متر تقريباً.

الأخطر من ذلك هو إعادة فتح المقبرة اليهودية في تل الرميدة ودفن جثامين هناك لأنه وفق الديانة اليهودية لا يجوز نقل المقابر، وبالتالي كان هذا مجرد وتد آخر يدقه المستوطنون لتثبيت وجودهم في الخليل، حيث أعلن في العام ١٩٨٤ عن إقامة نقطة استيطانية جديدة أطلقوا عليها اسم «أبراهام افينو» في حي تل الرميدة الذي حوصر ومنع أهالي الخليل من الوصول إليه، وقصر دخوله على سكان المنازل المقامة فيه وبتصاريح خاصة. بعد ذلك نصبت مجموعة من الكرفانات على التل، وأجبر أهالي الخليل على تغيير خط سير المركبات الذي كان يمر بجانب البؤرة الاستيطانية.

وحتى تستكمل دائرة الاستيطان في المنطقة الممتدة من تل الرميدة وحتى الحرم الإبراهيمي الشريف، استولت قوات الاحتلال على محطة الباصات المركزية التي كانت تعتبر القلب النابض للمحافظة وممراً إجبارياً لمن يمر في البلدة القديمة، بحيث كانت شوارع الخليل القديمة تشهد ازدحامات شبيهة بتلك التي تحصل في القدس القديمة أيام الجمع والمناسبات الدينية.جاءت الذروة في ٢٥ شباط ١٩٩٤ عندما أقدم الإرهابي المستوطن باروخ غولدشتاين على ارتكاب مذبحة في الحرم الإبراهيمي الشريف التي استشهد فيها ٢٥ مصلياً في فجر الجمعة ١٥ رمضان ١٤١٤ للهجرة وأصيب ١٥٠ مصلياً، حينها هبت الأراضي الفلسطينية ليرتقي ٦٠ شهيداً في الضفة والقطاع.
شكلت سلطات الاحتلال في أعقاب المذبحة لجنة لتقصي الحقائق وكانت النتيجة تقسيم الحرم الإبراهيمي زمانياً ومكانياً، وكانت هذه سابقة أكثر من خطيرة تحاول سلطات الاحتلال تطبيقها اليوم في الحرم القدسي الشريف. وقد نصت صفقة القرن على مثل هذا التقسيم في الأقصى.

بعد ذلك استولت قوات الاحتلال على كامل الدائرة ابتداء من تل الرميدة مروراً بشارع الشهداء الذي تم إغلاقه كاملاً وحتى شارع السهلة ثم سوق الخضار المركزية وانتهاء بمنطقة الحرم الإبراهيمي. ومنه صعوداً إلى جذر الاستيطان "كريات أربع".قبل أشهر عدة أعطت حكومة الاحتلال الإذن ببناء مساكن جديدة في سوق الخضار، وبالتالي تكثيف الاستيطان الممنهج للبلدة القديمة التي أغلقت معظم محالها التجارية بسبب إجراءات الاحتلال العدوانية والحصار والاعتداءات على المارة مما جعل الأسواق الداخلية شبه مهجورة لا يدخلها إلا عدد قليل من السكان أو السياح.

زار نتنياهو البلدة القديمة من الخليل ومستوطنة كريات أربع والحرم الإبراهيمي الشريف مؤخراً وأعلن عن مجموعة إجراءات تهويدية إضافية.ثم لحق ذلك قرارات لوزير الجيش الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي أعطى ترخيصاً لإقامة مصعد داخل الحرم الإبراهيمي، ما يعني استيلاء شبه كامل عليه، وجعله تحت قبضة المستوطنين والاحتلال في الوقت الذي كثف فيه عدد الحواجز والبوابات الإلكترونية وأغلق الشوارع المؤدية إلى الأحياء الفلسطينية، فهناك اليوم أكثر من ٢٠ حاجزاً في البلدة القديمة من الخليل وهناك أكثر من ١٨٢٩ محلاً مغلقاً منها ٥٢٠ محلاً على امتداد شارع الشهداء.

المخطط الإسرائيلي المتكامل في نهايته سيؤدي إلى تهويد كامل البلدة القديمة وبعض الأحياء الأخرى مثل تل الرميدة وحتى مستوطنة كريات أربع التي ستصبح مجرد كتلة واحدة.على الرغم من المحاولات الفلسطينية الحثيثة لدعم البلدة القديمة وسكانها وتجارها فإنها ما زالت دون الحد الذي يمكن من مقاومة الاستيطان وتهويد البلدة القديمة، فهل هو مجرد وقت فقط حتى يعلن الاحتلال عن تهويد البلدة القديمة بشكل كامل.

قد يهمك أيضــــــــــًا :

فلسطينيو الداخل بمقدورهم!!

استقالة نقيب الصحافيين الفلسطينيين وتكليف ناصر أبو بكر بمهامه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تهويد الخليل القديمة مسألة وقت أيضاً تهويد الخليل القديمة مسألة وقت أيضاً



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة

GMT 18:08 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

سانتياغو سولاري في حيرة بسبب خط الوسط قبل مواجهة "العين"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday