للمرة الثانية الكرة في ملعب أنقرة
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

للمرة الثانية... الكرة في ملعب أنقرة

 فلسطين اليوم -

للمرة الثانية الكرة في ملعب أنقرة

عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

منعت «النصرة» وحلفاؤها في إدلب، تسيير دوريات روسية – تركية مشتركة على طريق «M4» الواصل بين حلب واللاذقية ... هذه المرة، باستخدام «المدنيين» دروعاً بشرية، وحيثما تعذر الزج بالمدنيين، رابَطَ مقاتلو «النصرة» و"أنصار التوحيد" مدججين بأسلحتهم وراياتهم السوداء، على الطريق الدولي، لتكون النتيجة: فشل أول محاولة لفتح الطريق باعتباره محوراً «لمنطقة آمنة» بستة كيلومترات شماله ومثلها جنوبه، وفقاً لبروتوكول موسكو الذي وقعه بوتين وأردوغان، وكنتيجة للمحادثات المكثفة، العسكرية واللوجستية بين الجانبين التي شهدتها أنقرة خلال الأيام الفائتة.

هي ليست المرة الأولى التي تُعرقل فيها «فصائل جهادية» تنفيذ اتفاق خفض التصعيد ... في المرة الأولى، سقط اتفاق سوتشي بنتيجة إخفاق أنقرة في إقناع هذه الفصائل بالانسحاب وسحب أسلحتها الثقيلة، مثلما أخفقت أنقرة في الفصل ما بين جماعات جهادية (إرهابية) وأخرى معارضة (معتدلة) وفقاً لمنطوق الاتفاق ذاته ... تركيا أنكرت من قبل عجزها عن الوفاء بالتزاماتها، وحمّلت دمشق وموسكو وطهران المسؤولية عن تجدد المعارك الضارية، فهل ستفعلها أنقرة ثانية اليوم، وتعود لخطابها الاتهامي – الهجومي الذي يخفي في العادة فشلها في احتواء «الجهاديين»، وأحيانا سعيها للتنصل من الاتفاقات المبرمة ذاتها؟

من أستانا وحتى سوتشي، قبلهما وبعدهما، سعت أنقرة للظهور بمظهر «الكفيل» و"الضامن" للفصائل المسلحة في الشمال السوري، وهي وإن عدّت بعضها – رسمياً على الأقل – فصائل إرهابية، إلا أن «السر الذائع» الذي لم يعد يخفى على أحد، أن تركيا أقامت وتقيم علاقات مع هذه الفصائل، وتزودها بمختلف أشكال الدعم والتدريب والتسليح والتمويل والتغطية السياسية.هذا الاحتضان التركي يجعل فصائل من «المعارضة السورية» مجرد أدوات وجيوش مرتزقة عند «الباب العالي»، يحركهم تارة في «غصن الزيتون» وأخرى في «درع الفرات» وثالثة في «نبع السلام»، والأهم أنها أرسلت بما يقرب الخمسة آلاف مسلح منهم إلى ليبيا، لقتال قوات الجنرال حفتر، تحت راية حكومة فايز السراج ومن يدعمها من فصائل سلفية وإخوانية.

لكن هذا الاحتضان التركي «السخي»، لم ينجح حتى الآن على ما يبدو، وقد لا ينجح مستقبلاً كذلك، في شراء ولاء «فصائل جهادية» أو يجعل منها مجرد أدوات في يد «السلطان»، إذ على الرغم من المحاولات المتكررة، متعددة الأطراف، والممتدة لسنوات عدة خلت، لإعادة تأهيل «النصرة»، وبالرغم من «المرونة الفائضة» التي أظهرها «الجولاني» للحفاظ على مكانته ومكاسب «إمارته»، إلا أن التنظيم «القاعدي»، جنباً إلى جنب مع فصائل «جهادية» أخرى، ما زال يحتفظ لنفسه بـ"هامش" من الاستقلالية و"حيز للمناورة"، وهي بعد الكشف عن برتوكول موسكو، عبّرت عن رفضها له، تماماً مثلما فعلت بعد الكشف عن اتفاق سوتشي.
الكرة الآن في ملعب تركيا، وهامش المناورة أمام أنقرة ضيق ومحدود، فروسيا أظهرت فهماً وتفهماً لحسابات أنقرة وحساسيات رئيسها...والتعهدات التي قطعها أردوغان وجنرالاته على أنفسهم، لم يجف حبرها بعد... وعناصر القوة التركية في الدوريات المشتركة، شهود عيان على العرقلة «الفصائلية» لمسار تنفيذ الاتفاق ... لم يعد أمام أنقرة من مناص سوى التصرف وفقاً لالتزاماتها كدولة طرف في الاتفاق وضامنة لتنفيذه وراعية للفصائل المُخاطبة به على الأرض.
بخلاف ذلك، سيكون من حق موسكو وحلفائها، التصرف وفقاً لما يرونه مناسباً، وبما تقتضيه مصالحهم وحساباتهم، حتى وإن عاودت تركيا الجأر بالشكوى، وتعالى تهديد رئيسها ووعيده، سيما بعد أن أظهر المرة تلو الأخرى، بأنه يهبط من فوق قمة الشجرة بذات السرعة التي يصعد فيها إليها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للمرة الثانية الكرة في ملعب أنقرة للمرة الثانية الكرة في ملعب أنقرة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday