إسرائيل أمام المرآة
آخر تحديث GMT 18:14:58
 فلسطين اليوم -

إسرائيل أمام المرآة

 فلسطين اليوم -

إسرائيل أمام المرآة

طلال عوكل
بقلم : طلال عوكل

تبدو الدعوات التي صدرت عن نتنياهو وتكتله اليميني بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية وكأنها محاولة لإقفال الطريق أمام مثل هذه الحكومة ولإحراج "أزرق - أبيض" أمام الإرباك الشديد الذي يجتاح إسرائيل بسبب انتشار فيروس كورونا.بعد أن حصل نتنياهو على موافقة المحاكم بتأجيل موعد محاكمته وقد حصل ذلك أيضاً تحت ضغط الظروف الطارئة الناتجة عن "كورونا"، يحاول أن يستثمر الوقت للعثور على وصفة لإنقاذ مستقبله السياسي. يملك رئيس الحكومة المتهم بثلاثة ملفات فساد قدرات عجيبة على المناورة والتضليل والتهرب ونصب الأفخاخ، ووضع خصومه في زوايا حرجة وفي مواجهة خيارات صعبة.

م يكن أمام الرئيس الإسرائيلي ريفيلين إلا أن يكلف بيني غانتس تشكيل حكومة بعد أن حصل الأخير على توصية 61 عضو كنيست، لكن غانتس ضعيف التجربة لا يعرف الطريق إلى النجاح، ويبدو أن مهمته محكومة بالفشل.كان من المفاجئ أن يرفع ليبرمان اعتراضه على مشاركة النواب العرب إن كان بصورة مباشرة أو غير مباشرة، أو حتى ان يتم الاعتماد على أصواتهم لمنح غانتس الأولوية بتشكيل الحكومة، لكن من المعلوم أن الرجلين يسعيان فقط لتحقيق هدف واحد وهو إسقاط نتنياهو وأنهما لا يؤمنان أبداً بالشراكة مع النواب العرب.

البحث عن الشراكة مع العرب لا يقوم على مبادئ واستراتيجيات وقناعات ولا يعكس حرص هؤلاء على تغيير الطابع العنصري للدولة، أو حماية ما يسمى الديمقراطية، ما يعني أن أي صيغة تؤدي إلى تشكيل حكومة بشبكة أمان عربية من غير المقدر لها أن تستقر حتى لأشهر قليلة، إذ سيعود كل شيء إلى أصوله.في الطريق لإقفال السبل أمام نتنياهو، يسعى كل من "أزرق - أبيض" و"إسرائيل بيتنا" لتقديم مشاريع قرارات تضع حداً زمنياً لولاية رئيس الحكومة ولمنع أي مسؤول متهم بملفات جنائية من أن يحظى بتشكيل حكومة، فضلاً عن إبعاد نتنياهو عن مواصلة إدارة حكومة انتقالية.

وبموازاة ذلك، يحاول غانتس وليبرمان إقامة اتصالات مع بينيت و"شاس" و"يهدوت هاتوراة" لتفكيك التكتل اليميني وإغراء هؤلاء بالمشاركة في حكومة وحدة وطنية، لكن الردود جاءت سلبية وتدل على ضعف الخبرة، ما يعكس وحدة كتلة اليمين خلف نتنياهو.الأوضاع باتت معقدة إلى حدود لا يبدو معها أن ثمة مخرجاً أو وصفةً لتشكيل حكومة وعدم الذهاب إلى انتخابات رابعة. في المقابل، ولإبطال مفعول مشاريع قرارات غانتس وليبرمان للكنيست، يتقدم رئيس كتلة "الليكود" ميكي زوهر بمشروعي قانون، الأول لضم غور الأردن وشمال البحر الميت، والثاني لفرض عقوبة الإعدام على منفذي العمليات الفلسطينيين.
من شأن هذه الصواريخ التي يطلقها أو يهدد بإطلاقها "الليكود" أن تفرض على غانتس وليبرمان التراجع عن تقديم مشاريع القرارات التي تستهدف نتنياهو، وهما إن فعلا ذلك فإن مشاريع قرارات "الليكود" من شأنها أن تنسف الأغلبية التي حصل عليها غانتس لتشكيل حكومة.
تتسبب مشاريع القرارات الليكودية في دفع غانتس وحلفائه إلى حافة الهاوية، فهم إن رفضوا التصويت لصالح تلك المشاريع فإنهم يكونون قد انقلبوا على السياسة التي يتبنونها عن قناعة عميقة. غانتس كما ليبرمان رحبا بصفقة القرن وأعلنا التزامهما بضم غور الأردن وهما ينتميان إلى اليمين المتطرف، ولا يمكن أن يضعا أحزابهما في موقع ميرتس، ولذلك فإن المتوقع أن يفضلا التصويت على مشاريع قرارات الضم، حتى لو أن ذلك سيؤدي إلى فرط العلاقة مع القائمة المشتركة.
الملاحظ هنا مدى أهمية الحجم الذي حصلت عليه القائمة المشتركة ومدى تأثيرها في المشهد السياسي الإسرائيلي، حتى لو أنها تساهلت في شروطها لدعم غانتس لجهة تشكيل الحكومة، فإنها بالتأكيد ستقاتل ضد مشاريع القرارات الليكودية.
هل يتراجع "الليكود" أم أنه سيواصل ممارسة الضغط الشديد على الطرف الآخر لإجباره إما على قبول تشكيل حكومة وحدة مع اليمين برئاسة نتنياهو وبالتناوب معه ووفق شروطه، أم أن الطرفين سيتوصلان إلى مساومة ينتج عنها التوقف عن تقديم مشاريع القرارات، حتى يبقى خيار وحيد وهو الذهاب إلى انتخابات رابعة؟
في الحالتين، نتنياهو هو الرابح، ذلك أن انتخابات رابعة تمنحه فرصة من الوقت لاختلاق طريقة تنقذ مستقبله السياسي وتبقيه على رأس الحكومة إلى ما بعد الانتخابات المقبلة، وهو رابح في حال ألحق الهزيمة بغانتس وتحالفه وأرغمه على الدخول في حكومة وحدة مع تكتل اليمين برئاسة نتنياهو.
غير أن إمكانية تشكيل حكومة وحدة كما يريدها نتنياهو، من شأنها أن تقوض رصيد خصومه الذين استندت دعايتهم الانتخابية على التحريض بالفساد، طالما أنهم على ذات الأرضية السياسية. في هذه الأثناء، يجند كل طرف كل إمكانياته في توجيه الاتهامات الصعبة للآخر، فـ"الليكود" يتهم "أزرق - أبيض" بالتخلي عن الدولة كدولة يهودية ديمقراطية، أما الطرف الآخر فيتهم "الليكود" بإدارة نظام ديكتاتوري يقضي على الديمقراطية.
والحال أن الطرفين يعترفان من خلال ما يصدر من اتهامات بأن إسرائيل لا يمكن أن تكون دولة ديمقراطية طالما أنها تختار الهوية اليهودية. الحراك السياسي الداخلي في إسرائيل مفتوح على مزيد من الوقت ومزيد من الصراعات والانهيارات الأخلاقية والقيمية والسياسية، والمهم أن يدرك الفلسطينيون كيف يمكن أن يفعّلوا دورهم في الحياة السياسية لمجابهة وإفشال المخططات التوسعية الصهيونية ومقاومة كل محاولات إقصائهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل أمام المرآة إسرائيل أمام المرآة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday