تحديات العمل الصحافي في زمن الـ «كورونا»
آخر تحديث GMT 21:02:01
 فلسطين اليوم -

تحديات العمل الصحافي في زمن الـ «كورونا»

 فلسطين اليوم -

تحديات العمل الصحافي في زمن الـ «كورونا»

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

تتدفق ملايين الأخبار في كل لحظة حول اجتياح وباء الـ»كورونا» الذي يحظي بالتغطية الواسعة والشاملة التي تحيط بما يتعلق بهذا الوباء في استجابة غير مسبوقة لحاجة المواطن الدولي أينما كان لهذه الأخبار.هذه الأخبار في زمن الـ»كورونا» لها معناها ودلالتها الجديدة والمتغيرة، فباتت لا تتعلق بالأحداث والأرقام فحسب بل بالمعلومات والمعارف الشاملة والدقيقة حول هذا الوباء، أخبار ومعلومات أحاطت بتفاصيل علوم البيولوجيا وأجهزة التنفس والتعقيم وخصائص الحجر الصحي ومكونات الخلايا، إضافة لطبيعة الحال إلى الأخبار المتعلقة بالأحداث والأرقام المتغيرة في كل لحظة، وما كان لكل ذلك أن يتحقق إلاّ من خلال أدوات الإعلام من صحافيين وإعلاميين بالدرجة الأولى وبما وفرته لهم التقنيات الحديثة بدرجة لا تقل أهمية.

إلاّ أنّ الإعلام عموماً والصحافيين على وجه الخصوص، يواجهون تحدّيات لم تكن بالحسبان تتجاوز تلك التي سادت قبل زمن الـ»كورونا»، وتلك التي اختبروها في تجاربهم السابقة حتى أثناء تغطية الحروب، من هنا فهم يخوضون تجربة جديدة تماماً وعليهم وحدهم تقريباً وضع الأسس والمقومات التي ترسم طريقة أدائهم لهذه المهمة في الزمن الجديد دون الاعتماد فقط على تجاربهم السابقة.ولعل التحدّي الأمثل في هذا السياق يتعلق بما تبقى من الصحافة الورقية والتي كانت تعاني من أزمات حادة حتى ما قبل زمن الـ»كورونا» إلاّ أنها باتت أمام تحدٍ هو الأخطر والمتعلق هذه المرة بوجود واستمرار ما تبقى منها، في الأردن مثلاً وفي خطوة غير مسبوقة، قرر مجلس الوزراء وقف طباعة وتوزيع الصحف الورقية كونها تسهم في نقل عدوى الوباء عن طريق اللمس، هذا الوقف من شأنه أن يترك آثاره بالضرورة على أحوال وحقوق الصحافيين العاملين في الصحافة الورقية إلاّ انّ الأهم في هذا السياق هو أنّ الصحافة الورقية تمتاز عن غيرها من أدوات العمل الصحافي بالمسؤولية الاجتماعية والمسؤولية القانونية، وبالنسبة للمتلقي فإن هاتين المسؤوليتين تنعكسان على قيم المصداقية الأعلى التي تتمتع بها الصحافة الورقية مقارنة مع مختلف وسائل الإعلام الرقمي، وظلت الصحافة الورقية أداة من أدوات التحقق من قبل المتلقي في ظل تدفق الأخبار والمعلومات المزيفة التي سادت عموماً في الصحافة الإلكترونية.

ويواجه الصحافي في زمن الـ»كورونا» تحديات أكثر جدة، خاصة إذا كان يعمل من البيت، ذلك أنّ إمكانياته للتحقق المباشر من الأخبار تظل محدودة قياساً بما كان الأمر عليه قبل زمن الـ»كورونا»، ويصبح مجرّد ناقل للأخبار التي من الصعب التحقق منها ولا يستخدم في هذا السياق سوى حدسه الخاص، ويزداد هذا التحدي من قبل الصحافي في ظل رقابة حكومية خاصة فيما يتعلق بضرورة التوازن الدقيق بين الحقائق من جهة واحتمالات إثارة الخوف والذعر لدى الجمهور من جهة أخرى، الأمر الذي يترك آثاره الاجتماعية والاقتصادية على مختلف أشكال الحياة في المجتمع وهنا تبرز بضعة أسئلة، ماذا إذا كان لدى الصحافي معلومات حقيقية موثوقة تتعارض مع ما يورده الناطق الحكومي الرسمي، ماذا لو استخدم المستوى الرسمي حالة الطوارئ للحد من حرية الإعلام، ماذا لو لم توفر المؤسسة الإعلامية وسائل الحماية وأدوات العمل الإعلامي اللازمة في ظل ظروف هذا الوباء كما كان الحال عليه في ظل الحروب السابقة.

إنّ الآثار الاقتصادية المترتبة على مواجهة الـ»كورونا» من قبل الحكومات والتي من نتائجها وقف العمل في مؤسسات الإنتاج أو على الأقل معظم هذه المؤسسات، الأمر الذي يطال المؤسسات الإعلامية فالعمل من البيت في ظل الاحتجاز الإجباري، يتواكب مع طرد عدد كبير من الصحافيين وإحالتهم إلى قوائم البطالة والإبقاء على آخرين للعمل من المنزل بما يسمح بتوفير ذريعة لإدارة المؤسسات الصحافية لتقليص رواتبهم، ما يشكل تحديا يؤثر مباشرة على قدرة الصحافيين لأداء مهامهم الخطيرة، وفي هذا السياق، لا يجب تجاهل الخطر الأكبر المحدق والتحدي الأكثر خطورة والمتعلق باحتمالات كبيرة لإصابة بعض الصحافيين بالوباء أثناء تأديتهم لهذه المهام وهنا لا بد من تحديد مسؤولية المؤسسات الإعلامية والدولة عن وضع القوانين التي توفر لهؤلاء ضمانات الحصول على حقوقهم بهذا الشأن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحديات العمل الصحافي في زمن الـ «كورونا» تحديات العمل الصحافي في زمن الـ «كورونا»



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday