كورونا وشيوخ من زمن الطاعون
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

كورونا وشيوخ من زمن الطاعون

 فلسطين اليوم -

كورونا وشيوخ من زمن الطاعون

زكرياء الابراهيمي
بقلم : زكرياء الابراهيمي

ينشط العقل الديني زمن الأزمات، ويجد في مصائب الأمم ومآسيها مناسبات لإنتاج أغاليط وترهات تقتات على الخوف والقلق الذي يميز الأمم والشعوب في أزماتها عادة، لم يشذ بعض تجار الدين في المغرب عن هذه القاعدة، ولم يكتفوا بالبحث في تاريخ للدين لا يعرفون أسانيده إلا هم، واختيار ما يناسبهم من وقائع وأحاديث وآيات يفسرون بها سبب الوباء والبلاء. بل اجتهد بعض كبار جهالهم في رفض قرار سيادي يكفله الدستور لرئيس الدولة بالمغرب باعتباره ملكا وأميرا للمؤمنين، ويسانده أغلب رجاح العقول، بل وأفتى المجلس العلمي بالمغرب بإغلاق المساجد بالمغرب، مثلما أفتت الكثير من الهيئات الدينية في العالم بنفس الفعل.

لن نناقش جهل هذا الشيخ بالدين، ولن نعتبر خفته في إطلاق الأحكام والتحريض على العنف بعدما جعل من المغرب دار حرب، مسألة ذات بال، فهو كأي معتوه، لا يسمع الناس كلامه ولا يثقون في أحكامه، وهذا بالفعل ما قام به المغاربة الذين عابوا على أبو الجهل إسهاله، وضحكوا من كلام شيخ إحدى الجماعات السياسية، مثلما تندروا بكل الأشكال على كثير من تجار الدين من الرقاة والدعاة والمتظاهرين بالتدين من كل نوع. وإنما سنسعى عبر هذه الحلقات إلى تفكيك الخطاب الديني حول الأوبئة والأمراض والمسائل التي فكر فيها، والأحكام والفتوى التي أنتجت طيلة تاريخ هذا العقل بالمجتمعات المسلمة، والتي عبرت في الغالب عن الشرط التاريخي التي أنتجته بما شرط لم يكن للعلم ولا للطب الموقع الذي عليه اليوم في مجال إنتاج المعرفة بالعالم، ولا الحاجة إلى إنتاج معرفة سياسية حول الأوبئة كالتالي كانت فالماضي.

إن النصوص التي أنتجها الفقهاء والمؤرخون والإخباريون والرواة من كل نوع وجنس، تعبر من جهة أولى عن عصرها، وتجيب على أسئلة أهلها، وهي على قلتها تقدم الكثير من النماذج على ضعف ما يعتقده هؤلاء حقائق لا شك فيها، نتحدث هنا عن بذل الماعون في فضل الطاعون لابن حجر، وأحكام الطاعون للرهوني، أقوال المطاعين للمشرفي، ما رواه الواعون في أخبار الطاعون للسيوطي...إلخ. تطرح هذه النصوص نفس الأسئلة تقريباً وتقدم نفس الإجابات، عن طبيعة الطاعون والوباء وسبب الإصابة به، عن الفرق بين وجوده كابتلاء ووجوده كعقاب، عن حقيقة استثناء الوباء لمكة، وعن الهروب من الطاعون، والدعاء برفعه، وعن وجوده كقضاء وقدر....إلخ.

لا يعلم أبو النعيم ربما أن عمر ابن الخطاب لم يدخل الشام بسبب حيطته من الطاعون، وربما لم يعلم أن الحنابلة حرموا حتى الدعاء برفعه، وأن ابن يحي السوسي دعا فقط إلى الصبر، ما لا يعلم أن هوميروس قبلهم جميعاً اعتبر أن الطاعون ليس إلا عقابا من الإله أبولون للإغريق بسبب حصارهم الطويل لطروادة.

لا نحتاج أبو النعيم ولا غيره للإفتاء في الحرام والحلال والجائز والمكروه والممنوع وخلافه من الأحكام الفقهية، نحتاج اليوم علماء يفكرون في حلول عملية لملايين المغاربة يعيشون على وقع الخوف من المرض والحاجة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا وشيوخ من زمن الطاعون كورونا وشيوخ من زمن الطاعون



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday