خيارات نتنياهو الافتراضية
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

خيارات نتنياهو الافتراضية !

 فلسطين اليوم -

خيارات نتنياهو الافتراضية

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

رغم تكليف بيني غانتس، زعيم تكتل "أزرق ـ أبيض" بتشكيل الحكومة من قبل رئيس دولة الاحتلال، والإعلان عن تشكيل حكومة ضيقة بإسناد من القائمة المشتركة، إلاّ أن سيناريوهات عديدة لا تزال تطرح كبدائل عن حكومة ضيقة لن تعمّر طويلاً وتفتقد الاستقرار، ويبدو أن أولويات غانتس باتت أكثر وضوحاً بعد تكليفه بتشكيل الحكومة، إذ انه سيبدأ بمحاولة تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتناوب مع حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو. اللجوء إلى هذا السيناريو يعود بدرجة رئيسية إلى عدة عناصر، إذ هناك تفكك في التكتل الذي يتزعمه غانتس، خاصة من قبل عضوين يمينيين مؤثرين في تكتله: هاندل وهاوزر اللذين لن يمنحاه الموافقة على تشكيل حكومة بإسناد خارجي من "المشتركة"، ويبدو أن المقترح الأخير من قبل غانتس حول تشكيل حكومة وحدة قومية مع التكتل اليميني بزعامة نتنياهو على أن يترأس هذا الأخير السنة الأولى من رئاسة الحكومة، مع حصول كتلة غانتس على وزارة العدل والحق في "الفيتو" على الأمور القضائية، هذا "الحل" من قبل غانتس يبدو وكأنه محاولة جدية من قبله لإقناع كل من هاندل وهاوزر بأنه بذل كل ما يمكن من أجل عدم تشكيل حكومة بإسناد من "المشتركة"، بالذهاب إلى حكومة وحدة وطنية مع التكتل اليميني، وعليه فإن هذه المناورة من قبل غانتس تهدف إلى إقناعهما بأن لا حل، في حال رفض نتنياهو هذا المقترح الذي يعتبر تنازلاً من قبل غانتس، سوى الذهاب إلى حكومة "يسار ـ وسط" بإسناد من القائمة المشتركة، وبذلك يعودان عن معارضتهما لهذه الحكومة!

وإذا صحّ ما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، من أن نتنياهو وافق على حق "الفيتو" إلاّ أنه رفض تولّي وزارة العدل من قبل "كاحول ـ لافان"، فإن أهداف غانتس في هذه الحالة تكون قد تحققت من خلال هذا الرفض، الأمر الذي سيسهل عليه، ربما تشكيل حكومة ضيقة بإسناد من قبل "المشتركة" مع عدم معارضة هاندل وهاوزر في هذه الحالة.إلاّ أن رفض نتنياهو هذا المقترح الذي يمنحه سنة أولى لرئاسة الحكومة، وسنة أخرى من السنوات الأربع وبينهما سنتان لغانتس، يعود إلى أنه يفكر في التوجه إلى انتخابات برلمانية رابعة محملاً مسؤولية ذلك إلى غانتس، هذا الأخير، كما يتوقع نتنياهو والعديد من المحلّلين السياسيين والحزبيين في إسرائيل، لن يتمكن في نهاية الأمر من تشكيل حكومة ضيقة بعد أربعة أسابيع، ثم التمديد لأسبوعين بسبب مشكلات التوزير والمعارضة الداخلية، ما سيدفع برئيس دولة الاحتلال إلى تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة، ولن يتمكن من إنجاز ذلك، حتى لو انضمت زعيمة "غيشر" اباكسيس إلى هذا التشكيل، ذلك أنه يظل بحاجة إلى مقعدين آخرين، لن يتوفرا له، إذ إن الرهان على انضمام هاوزر وهاندل، هو رهان خاسر، ذلك أنهما أعلنا عن موقف مبدئي برفض الانضمام إلى حكومة يتزعمها نتنياهو، لذلك فإن نتنياهو لن يتمكن من تشكيل الحكومة، الأمر الذي يدفع باتجاه واحد، هو التوجه نحو انتخابات عامة رابعة، ما يبقيه رئيساً لحكومة إسرائيلية انتقالية من ناحية، وكذلك تطلعه إلى أن الجولة القادمة من الانتخابات، وحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، ستمنح "الليكود" 39 مقعداً، بينما ستمنح "أزرق ـ أبيض" 30 مقعداً فقط، الأمر الذي يفتح المجال واسعاً أمام فرصة أكيدة لتشكيل الحكومة القادمة من دون الحاجة إلى أي دعم من قبل أحزاب تكتل "يسار ـ وسط" يضاف إلى ذلك فإن نتنياهو مستعيناً بأزمة الكورونا، بإمكانه أن يحقق العديد من "الإنجازات" باعتباره الأكثر خبرة وتجربة، ما يعزز موقعه أكثر في الحياة السياسية في دولة الاحتلال.

إلاّ أن كل هذه السيناريوهات لا تزال افتراضية إلى حدٍّ بعيد، ذلك أن المساعي من أجل استبدال رئيس الكنيست إدلشتاين "الليكودي"، برئيس من قبل "أزرق ـ أبيض"، لا تزال محمومة رغم رفض إدلشتاين لذلك، هذا الاستبدال في حال نجاحه من المفترض أن يؤدي إلى تمرير قوانين تمنع تفويض أي عضو كنيست بتشكيل الحكومة في حال خضوعه لمحاكمات بالفساد، وهذا يعني إقصاء نتنياهو من معركة رئاسة الحكومة، وتزعزع حزب "الليكود" وظهور قيادات طامعة وطامحة كبديل عنه، الأمر الذي يفرض على نتنياهو مغادرة الحياة السياسية والانشغال بمعاركه القضائية.

كما يراهن نتنياهو، في هذه الأثناء على استفحال "كورونا" ما يجعل الحديث عن حكومة طوارئ هو الطاغي على مسألة تشكيل الحكومة. استمرار هذه الأزمة، "هدية بيولوجية" لصالح استمرار نتنياهو على رأس الحكومة في ظل تراجع احتمالات السيناريوهات الأخرى!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيارات نتنياهو الافتراضية خيارات نتنياهو الافتراضية



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday