عن تنمّر «أردوغان» واستقوائه
آخر تحديث GMT 06:56:25
 فلسطين اليوم -
الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي ليلي أوكراني وتؤكد اعتراض 29 طائرة مسيرة كان تستهدف مواقع روسية الجيش الإسرائيلي يعلن نجاح اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن المرصد السوري يعلن عن مقتل 3 من فصائل موالية لتركيا في غارة روسية على ريف حلب الشرقي أمر ملكي في المملكة العربية السعودية يقضي بتحويل مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون إلى مؤسسة مستقلة عاصفة شتوية تجتاح شمال أميركا مع موجة برد قارس تضرب الجنوب وتسجل درجات حرارة تحت الصفر قرار كويتي بسحب الجنسية من داود حسين ونوال الكويتية يثير ردود فعل واسعة عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى الواجهة مجددًا مع انتشارها في سوق السيارات المصري بشكل ملحوظ الفيضانات في تايلاند تُسّفر عن مقتل 9 أشخاص ونزوح 13 ألف آخرين قصف إسرائيلي على خان يونس يؤدي إلى مقتل عاملين بمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» بعد استئناف عملياتها في غزة الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام
أخر الأخبار

عن تنمّر «أردوغان» واستقوائه

 فلسطين اليوم -

عن تنمّر «أردوغان» واستقوائه

صادق الشافعي
بقلم : صادق الشافعي

لا تجنٍّ ولا مبالغة في وصف حال أردوغان في السنوات الأخيرة بالتنمر والاستقواء والشراسة واي مرادفات أخرى من نفس الفصيلة، أومن توابعها.
البدايات القوية والمؤسسة لتشكل هذا الحال جاءت مع البدايات الأولى للأزمة في سورية. وذلك حين لعب أردوغان دوراً حاسماً في تشكلها عبر فتح حدوده لانتقال الإرهابيين من كل الجنسيات اليها وانتقال ثرواتها الطبيعية وصناعاتها الى مدنه، وحين جعل من تركيا القاعدة الأساسية لقيادة المعارضة وحركتها السياسية.

وقد تطور هذا الحال ليصبح وجوداً ثابتاً ومؤثراً- عسكرياً بالدرجة الأولى- في بعض مدن سورية ومناطقها، وعاملاً مقرراً في مسار الأزمة وتعقيد محاولات حلها.
في موازاة التطور في حال أردوغان الموصوف ولدت ونمت شهوة استعادة الخلافة العثمانية البائدة، حتى ولو جاءت استعادتها بصيغة وشكل يتناسب مع عالم اليوم ومعطياته وحدوده.

الآن أصبح لحال التنمر والاستقواء، ومعه شهوة استعادة الخلافة، اطماع وجود من كل نوع وشكل في أكثر من بلد عربي، بغض النظر عن الدرجة والشكل والمستوى: في سورية والعراق واليمن ولبنان وفلسطين وليبيا. ووصل أيضا الى درجة التهديد لمصر وحضورها الإقليمي وأمنها الوطني ومصالحها الحيوية براً وبحراً، وامتد ليصل الى التطلع الطامع في حقول نفط وغاز البحر الأبيض المتوسط، والى التصادم مع بعض الدول الأوروبية وإن بشكل محسوب. وما زال الحبل على الجرار.

اردوغان بحاله الموصوف قاد تركيا الى حال يشكل تطوراً نوعياً للحال الذي ظل مستقراً في عموم المنطقة (الإقليم) لعقود. وهو الحال المتمثل بوجود ثلاثة مشاريع إقليمية فيها هي: المشروع التركي والمشروع الإيراني والمشروع الإسرائيلي.
ومع غياب تام لأي مشروع عربي يحفظ التوازن معها، او يجابه أي طموحات إقليمية في البلاد العربية لأي منهم.

حال اردوغان، ومعه تركيا، المتوازي مع شهوة استعادة الخلافة، استفاد في وصوله الى حال التنمر والاستقواء المذكورة من عدد من العوامل أهمها:
- القوة الذاتية التركية العسكرية والسياسية والاقتصادية.
- تحالفه مع الدول الغربية ومعها أميركا، ومشاركته لهما في الحلف الأطلسي.
والى ذلك فهو في الفترة الأخيرة يستثمر في حال السكوت الأميركي، ويفهمه على انه توافق ضمني معه.

ويستثمر أيضا في مجال تهديد الدول الأوروبية بفتح الباب أمام موجات هجرة اللاجئين المتواجدين على أراضيه الى شواطئها وأراضيها.
- تجيير ما تبقى من دور وقوة عدوانية وحضور لحركة الإخوان المسلمين في تنفيذ طموحاته العدوانية. خصوصا وقد أصبحت تركيا واقعياً هي المركز القيادي العالمي للحركة وأصبح أردوغان في موقع المرشد العام لها. (الغنوشي رئيس حركة الإخوان في تونس ورئيس مجلس النواب فيها، لعب دورا مساعدا في التوصل الى اتفاقية التعاون بين تركيا وليبيا).

وهذا العامل بالذات، هو ما يفسر دعم اردوغان لأعمال حركة الاخوان العدائية داخل حدود الدولة المصرية، ودعم تجمعاتهم المسلحة على حدودها (كما في ليبيا) واعمالهم العدائية ضدها.
وهو أيضا، ما يفسر مساندة أردوغان لإثيوبيا في بناء سدها العملاق على النيل وبالشكل والمستوى الذي يهدد الأمن المائي والحياتي المصري.
وفي هذا السياق وقع مع اثيوبيا اتفاقا بنفس صيغة اتفاقها مع إسرائيل ويدعو في أحد بنوده الى تطوير مصادر المياه في إثيوبيا ....»وتوفير الحماية لها».

- لكن، يبقى عامل الواقع العربي هو العامل الأهم بين كل العوامل لما هو عليه من حال الضعف والتشرذم والتصارع الذي تعيشه دوله واطرافه.
لقد تراجع الواقع العربي عن حال عدم القدرة على تشكيل مشروع إقليمي مواز ومجابه للمشروع التركي وطموحاته، ووصل الآن الى حال أصبح اردوغان معه قادراً على التحكم او التأثير على بعض اطرافه وتوجيهها لمصلحته، وقادرا على الاعتداء على أطراف أخرى.
الداخل التركي لم يسلم من حال تنمر اردوغان واستقوائه الموصوف.

كان من اول من طالهم التنمر، حزبه الذي اوصله الى موقع المسؤولية الأول.
فقد تخلص من عدد من رموز الحزب المؤسسين مثل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية السابقين وعدد كبير ممن كانوا في موقع المسؤولية.
وقد تحولوا جميعاً الى مواقع المعارضة، وأعلن أحدهم فعلاً عن قيام حزب سياسي معارض، وأعلن بعض آخر النية لتأسيس أحزابهم.

وترافق ذلك مع ادخال اردوغان تغييرات جوهرية على نظام الحكم، إذ حوله من نظام برلماني الى نظام رئاسي لصالح تحكمه الشخصي بقرار الدولة وسياساتها.
وطال التنمر أيضا الحركة الكردية وحزبها السياسي الشرعي وقياداته، ولم تشفع لهذا الحزب مشاركته في البرلمان الوطني بأعضاء منتخبين فيه.
وطال اعداداً كبيرة من كبار القادة في الجيش وفي الشرطة والأمن.

ثم انه قام باستغلال المحاولة الانقلابية الفاشلة والمحدودة جدا في تموز 2016 في «تنظيف» أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع من عشرات آلاف الناشطين المعارضين لأردوغان وحكمه وبأشكال وطرق على طلاق بائن مع الديموقراطية وقوانينها وأعرافها.
هذا الحال من التنمر والاستقواء لأردوغان وتركيا مرشح لمزيد من الاستمرار، والتصاعد أيضا، طالما استمر الواقع العربي على ما هو عليه.
ولن يكون قادراً على وقفه بالدرجة الأولى إلا صحوة يشهدها واقع النظام العربي.

قد يهمك أيضا :  

نعم هناك ما يُفرح

  عن تموز واستحقاقاته

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن تنمّر «أردوغان» واستقوائه عن تنمّر «أردوغان» واستقوائه



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أزياء الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الأناقة الملكية والطابع العصري

عمان ـ فلسطين اليوم
استطاعت الأميرة رجوة الحسين زوجة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، خلق بصمة مميزة عبر إطلالاتها الجمالية الراقية، التي تعكس شخصيتها كملكة وكأم، سواء من خلال اختيارها للمكياج الكلاسيكي، أو طريقة تزيين شعرها بتسريحات ناعمة وفخمة، إطلالاتها الجمالية، دائماً تحمل رسالة من الرقي والاحترام، حيث تجمع في اختياراتها بين التراث العربي الأصيل ولمسات الحداثة العصرية، ما جعلها أيقونة الجمال والأناقة في العالم العربي، ومثالاً يحتذى به للسيدات اللواتي يبحثن عن التوازن بين البساطة والجمال الطبيعي. الأميرة رجوة تتألق بمكياج ناعم وتسريحة ذيل الحصان البف في أحدث ظهور للأميرة رجوة الحسين، وعلى هامش حضورها خطاب العرش للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال افتتاح مراسم الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشري...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 08:05 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الأسد" في كانون الأول 2019

GMT 19:06 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

أفكار فساتين ربيعية ناعمة من ياسمين صبري

GMT 06:04 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

تخلص من نقر الطيور على النافذة بـ"ورقة"

GMT 11:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إليكِ خطوات رسم الحواجب بالماسكارا

GMT 01:22 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

بهاء مجدي يكشف تلقيه عروض خلال الانتقالات الصيفية

GMT 19:28 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

مصير مجهول ينتظر "ديزل" محمد رمضان بسبب أزمة هيفاء وهبي

GMT 23:13 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

طريقة سهلة وبسيطة لعمل فيلية السمك المشوي

GMT 16:29 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

فوائد المكسرات الضرورية لنظامك الغذائي

GMT 13:25 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"مانشستر سيتي" يخشى انتقال إبراهيم دياز إلى "ريال مدريد"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday