فخامة الرئيس ميشال عون رئيس المخالفات الدستورية
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

فخامة الرئيس ميشال عون... رئيس المخالفات الدستورية

 فلسطين اليوم -

فخامة الرئيس ميشال عون رئيس المخالفات الدستورية

عوني الكعكي
بقلم : عوني الكعكي

لم يُقْدِمْ أي رئيس جمهورية في تاريخ لبنان.. لا قبل «الطائف» ولا بعده... على ارتكاب مخالفات دستورية كما فعل فخامة الرئيس العماد ميشال عون، رغم ما أحاط نفسه بمستشارين قانونيين، ورغم وجود وزير مختص بالقانون، وهو في الوقت نفسه محامٍ من المفروض أن يكون مُلِمّاً بكل شاردة وواردة في الدستور.
أقول ورغم ذلك كله، يصرّ فخامته على مخالفة الدستور.

حقيقة، لا أعلم ما دور هؤلاء المستشارين، ومعهم الوزير السابق سليم جريصاتي... وأتساءل: هل يستشير فخامته هؤلاء بالمواد القانونية التي تصل إليه، أو تلك التي يريد أن يتصرّف بموجبها، أم أنه يتصرّف من تلقاء نفسه، وعلى هواه؟.

صدّقوني، لا أملك الحقيقة الكاملة حول هذا الموضوع، ولكن كل ما أعرفه تمام المعرفة، المخالفات التي ارتكبها فخامة الرئيس، فكانت كل مخالفة إسفيناً أتمنى ألا يكون قد دُقّ في نعش الدستور اللبناني.

أولاً: المخالفة الأولى عدم توقيع التشكيلات القضائية. فإنّ خبراء القانون يرون في تصرف رئيس الجمهورية «مخالفة دستورية تستحق المحاكمة». فاقتراح التشكيلات يأتي من مجلس القضاء الأعلى، الذي يضع قائمة بأسماء القضاة، وتُـحال اللائحة الى وزير العدل. وبالفعل أحيلت التشكيلات الى وزيرة العدل ماري كلود نجم. هنا كان للوزيرة الحق في الإعتراض، إذا كانت هناك أسباب موجبة، كوجود قاضٍ «عليه تفتيش». اما إذا كانت الاعتراضات غير جدية ولا قيمة لها إطلاقاً كالتشكيلات المرسلة من مجلس القضاء الأعلى، وحتى لو رُدّت الى المجلس، وأصرّ المجلس عليها، تصبح التشكيلات وفقاً للقانون موجبة، وعلى رئيس الجمهورية أن يوقعها حتماً، وإلّا يكون قد خالف موجبات الوظيفة واستحق المحاكمة وفقاً لأحكام المادة 60. إشارة الى ان هناك بدعة اختلقها أيضاً العهد بتقسيم التشكيلات الى مرسومين: احدهما للتشكيلات المدنية والثاني لتشكيلات المحكمة العسكرية.

والأغرب من ذلك كله، أنّ وزيرة العدل كانت قبل تسلم التشكيلات من مجلس القضاء الأعلى قد صرّحت أنها تنتظر بفارغ الصبر أن تأتيها التشكيلات كي توقعها وتحيلها لرئيس الجمهورية، لكنها وبقدرة قادر، وبوحي، من فوق، تراجعت في تصريح عجيب غريب يناقض ما قالته، لتقول من جديد: «انها ليست صندوق اقتراع» انها حقاً وزيرة مطيعة وصاحبة ضمير، لا تحمل ضميرها وزر أي خطأ... حقاً لقد بات القانون في عهدها، إيحاء، فإن هو إلاّ وحي يوحى».

ثانياً: رفض فخامة رئيس الجمهورية توقيع مرسوم إعفاء مدير عام الجمارك بدري ضاهر، الموقوف لدى السلطات في قضية مرفأ بيروت، والمحسوب على «التيار الوطني الحر»، المؤيّد للرئيس عون، مطالباً بتطبيق مبدأ «المساواة» على جميع الموقوفين عدلياً. إشارة الى ان قرار إعفاء ضاهر أقرّته الحكومة اللبنانية... وهنا دخل الرئيس والحكومة في سجال جديد... والله يستر...
ثالثاً: قانون التعيينات:

في خطوة مفاجئة من رئيس الجمهورية ميشال عون، إذ عمد الى تعطيل أحد أهم القوانين الايجابية التي تصبّ في مصلحة اللبنانيين، ومن شأنها أن تحدّ من المحاصصة الحزبية والطائفية والذي تمّ إقراره في مجلس النواب، وهو قانون آلية التعيينات، الذي يشكل بارقة أمل أمام اللبنانيين لرفع يد الأحزاب عن الإدارة العامة، ويسهم في وضع حدّ للمحسوبيات والزبائنية.
رابعاً: تأجيل استشارات التكليف:

في الدستور، لا يحق لرئيس الجمهورية تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية لتشكيل الحكومة. وهذا ما يؤكده مهندس «الطائف» الرئيس حسين الحسيني، أنّ المبدأ الدستوري هو أن لا فراغ في السلطة، وعندما يؤجل رئيس الجمهورية إجراء الاستشارات، فإنه يكون يمدّد الفراغ في السلطة.
خامساً: قضي التفاوض التقني لترسيم الحدود:

كثر الكلام في الأيام الأخيرة عن خرق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الدستور في معرض عطفه على المادة 52 منه للإعلان عن الوفد اللبناني، الذي سيتولى التفاوض التقني لترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وأتى كلام مضاد بأنّ رئيس الجمهورية عليه ألاّ يعطف على المادة 52 من الدستور، لأنها تلحظ المعاهدات الدولية، في حين أننا لسنا بصدد معاهدة دولية مع العدو الاسرائيلي، وهذه تعني ما تعنيه على صعيد التطبيع والإعتراف.

إنّ «المعاهدة الدولية» المشمولة بالتعبير الحرفي في المادة 52 من الدستور وتشمل كل الصكوك الدولية على ما ينص عليه المقطع A من الفقرة الأولى من المادة الثانية من «اتفاقية ڤيينا» حول المعاهدات الدولية لعام 1969.

إنّ كل كلام آخر، هو كلام تحريفي للدستور، والهدف منه إما التضليل أو ما هو أدهى من ذلك.
إنّ السجال القائم بين رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ورئاسة الجمهورية، حول ضرورة إشراك رئيس الحكومة بتسمية الوفد، أثار مخالف جديدة للدستور، تضم الى مخالفات عدة سبقتها.

وأخيراً فإننا لم نقصد من خلال تبيان هذه المخالفات تجريحاً لأحد، ولا شماتة بشخص معيّـن، وإنما كان همّنا الأول والأخير إصلاح الوضع، حبّاً بلبنان، ورأفة باللبنانيين الذين يتطلعون الى بعض الأمل، ولو كان هذا الأمل بصيص نور ضعيف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فخامة الرئيس ميشال عون رئيس المخالفات الدستورية فخامة الرئيس ميشال عون رئيس المخالفات الدستورية



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday