سعدي يوسف وجنة الشيوعي الأخير المنشودة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

سعدي يوسف وجنة الشيوعي الأخير المنشودة

 فلسطين اليوم -

سعدي يوسف وجنة الشيوعي الأخير المنشودة

عادل الأسطة
بقلم : عادل الأسطة

تعود صلتي بأشعار الشاعر سعدي يوسف إلى١٩٨٠، فأول ديوان شعري اقتنيته له هو «تحت جدارية فائق حسن»، وقد قرأت قصائده مرات ومرات وحفظت منها بعض مقاطع.
عندما قرأت قصص فاروق وادي «طريق إلى البحر»، في الفترة نفسها تقريبا، راق لي بيتان لسعدي ضمنهما الكاتب:
«للبحر أنت تعود مرتبكا
والعمر تنشره وتطويه
لو كنت تعرف كل ما فيه
لمشيت فوق مياهه ملكا».

رأيت، وأنا في القدس في١٩٨١، أعماله الشعرية الكاملة الصادرة عن دار الفارابي١٩٧٩، فاشتريتها، وتضم أشعاره بين١٩٥٢و١٩٧٧، وفيما بعد عثرت على المجلد الثاني صادرا عن دار العودة، ب (٩ تموز ١٩٨٨)، فاشتريته.

في بداية٨٠ ق٢٠ قرأت ترجمات سعدي لثلاثة دواوين «أوراق العشب» لـ (والت وايتمان) وقد صدر عن دار ابن رشد في١٩٧٩، و»وداعا للاسكندرية التي تفقدها» لـ (كفافي) وقد صدر عن دار الفارابي في١٩٧٩أيضا، و»ايماءات» لـ (يانيس ريتسوس) وصدر عن دار ابن رشد.

ولم أنقطع عن متابعة أشعار الشاعر اللاحقة، وكلما حصلت على عدد من «الكرمل» ولاحظت قصائد له فيها قرأتها، ولا أنسى قصيدته التي كتبها بعد خروج المقاومة من بيروت وجعل عنوانها «إلى ياسر عرفات»، وهي القصيدة الوحيدة التي كتبت عنها من أشعاره، لا لأنها مهداة إلى عرفات، وإنما لأنه في فترة لاحقة لنشرها في «الكرمل» غير عنوانها وجعله «الوردة» (مجلد ٢ طبعة دار العودة، ص٢٩٥).
كنت أتابع التغيرات التي يجريها الشعراء على قصائدهم فالتفت إلى هذا الجانب فيها.

لم أكتب عن أشعار سعدي كما كتبت عن مظفر النواب، ولكني قرأته وتابعت أشعاره التي راقت لي كما راقت لآخرين، وأذكر في هذا الجانب أنني أصغيت إلى المرحوم الكاتب الأردني ناهض حتر، وكان شيوعيا، يقول إن سعدي يوسف أشعر من محمود درويش وهذا كلام لا يروق للفلسطينيين فابتسمت، وكنت رأيت أن درويش أهم شاعر عربي بعد المتنبي.

لم ألتق بسعدي، ولكني حين عدت أسافر إلى عمان، بعد انقطاع سبعة عشر عاما عنها، وأخذت أتردد على مكتباتها، التفت إلى دواوين الشاعر الصادرة.
في تموز من العام ٢٠٠٠ سافرت إلى عمان لأشارك في مؤتمر النقد الأدبي في جامعة اليرموك، وعدت إلى نابلس بزاد وفير من الكتب وبينها ديوان شعري للشاعر عنوانه «يوميات أسير القلعة» (٢٢ تموز ٢٠٠٠) .

عادة ما لا أشتري دواوين الشعر، ولا أذكر أنني خلال سفري اشتريت دواوين لشاعر عدا محمود درويش ومظفر النواب وسعدي يوسف وأحمد دحبور، فأنا أشتري الروايات والسير وكتب الدراسات وبعض المجلات، ومن دواوين سعدي التي اشتريتها عدا الديوان المذكور ديوانا «الشيوعي الأخير يدخل الجنة» (٤ حزيران ٢٠١٢) و «عيشة بنت الباشا» (٢٤ أيار ٢٠١٤)، وفي ١٩٨١ قرأت له مجموعته القصصية التي صدرت عن دار ابن رشد في ١٩٧٩ «نافذة في المنزل المغربي» فلم ترق لي، وتابعت ما كتبه عن عبد الوهاب البياتي وصلته بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهي كتابة ترسم للبياتي صورة مظلمة (انظر مجلة «الكرمل» خريف ١٩٩٩ العدد ٦١).

ولسعدي قصائد كثيرة في الموضوع الفلسطيني كتبها بين ١٩٧٦ و ١٩٩٣ جمعها في «الديوان الفلسطيني» وصدرت في عمان عن «اللجنة الشعبية الأردنية لدعم الانتفاضة».
ما كتبه سعدي عن البياتي يعلق بالذاكرة جيداً، إذ تبدو الكتابة صادرة من موقف ايديولوجي أخلاقي لعلاقة الشاعر بالسلطة، فسعدي يساري والبياتي يساري سابق رفعه الحزب ودعا إلى قراءته مفضلاً إياه على بدر شاكر السياب.
كيف نظر سعدي إلى البياتي؟

إن لم تخني الذاكرة فقد أتى على تعيين سعدي مستشاراً ثقافياً للسفارة العراقية في اسبانيا بين ١٩٨٠ حتى ١٩٩٠ ثم انقلابه على صدام. طبعا كتب سعدي عن البياتي ما كتب منطلقاً من منطلق ماركسي ليدين الشاعر وليقول إنه ما كان يوماً شيوعياً حقيقياً.

وأنا أقرأ قصائده تحت عنوان «الشيوعي الأخير» كنت أقرأها بمتعة وأحياناً كنت أتخيل أنه كان يكتب عن تجارب قريبة أو سلوكات قريبة مما أسلك.
في آخر مقابلة معه أزجى سعدي يوسف السلام إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وعبر عن علاقته بالجزيرة العربية، ففوجئت، ثم تذكرت مآل كثير من اليساريين في الواقع وفي الرواية العربية.
«الطفل أبو الرجل» قال (وردزوورث) واقتبسها منه جبرا ابراهيم في سيرته «البئر الأولى» ونحن في طفولتنا قرأنا القرآن والحديث النبوي و.. والشعر الجاهلي والإسلامي، فهل كان ما قام به سعدي يستدعي الدهشة؟
يا لمكر التاريخ، فماذا سيفعل بنا؟!!

قد يهمك أيضا : 

الفلسطيني في الرواية العربية: اليساري الثوري المتطرف في "سينالكول" (١ من 3 )

    صورة الفلسطيني في الرواية العربية: دلال المغربي رمزاً للمرأة الفلسطينية (٣ من ٣)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سعدي يوسف وجنة الشيوعي الأخير المنشودة سعدي يوسف وجنة الشيوعي الأخير المنشودة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday