ثم أغمضت عينيها واستيقظت
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

ثم أغمضت عينيها واستيقظت

 فلسطين اليوم -

ثم أغمضت عينيها واستيقظت

زياد خداش
بقلم : زياد خداش

على حافة حوض نوافير الطيرة أجلس، كل مساء، جلسةً صغيرةً، ربما هي استراحة حالم في طريقه إلى يافا، منذ سبعة وأربعين عاماً وأنا أذهب إلى يافا. آه، كم أريد أن أصل إليها! في الحياة والكتابة والعلاقات العاطفية والشطح الوجودي دائماً أصيح: «إياكم والوصول؛ لأن الوصول هنا مذبحة للدهشة ونهاية للشغف».

في السفر اليومي إلى يافا، أريد فعلاً هذه المرة أن أصل؛ لأن الوصول إليها بداية للدهشة وعرس للشغف، يافا ليست قصيدةً أو امرأةً، إنها مدينتي وحقي وكرامتي.
ما الذي يفعله كهل في أول الليل، قرب حوض نوافير؟ أتساءل أنا والناس وهم يرونني من داخل سياراتهم وهي «تلف» حول دوار النوافير، حين ينظرون إلى حيث أنظر

بتحديق يشبه الفكاهة، يهمسون: آه يافا، فأشكرهم في سري لأنهم عرفوا، بالحدس أو ببعض تحليل. كنت أنتظر بنتاً ومدينة، البنت اليافاوية اللاجئة، قالت لي: خذني إلى يافا. ولاحظت أنها أغمضت عينيها واستيقظت، ولأنني عاجز بخجل عن الوصول إلى يافا، فقد أقنعت نفسي بأن يافا ستتحرك من مكانها وتتقدم تجاهي، أليس على المدن المسروقة

من شعبها أن تتصرف في انتكابات كهذه؟. ستأتي يافا بعد قليل، تجلس معي قليلاً ثم تعود إلى بيتها البحر، سأعزمها على العشاء في «شقيرة» القريب، وسنمشي قليلاً في شوارع رام الله، ونزور ذكريات الناس عنها، قد نثمل في «زرياب»، ونبكي في «الجلزون»، ونحتار ونغضب أمام «بيت إيل»، ونجن أمام المقاطعة، لن تفهم يافا كلمة

«مقاطعة» سأحاول أن أفَهِّمَها بكل حمولاتي من لغة ومكر وتاريخ، لكنها لن تفهم، ستقول لي زياد: «لو سمحت احكي فلسطيني»، ستبقى عاجزة عن الفهم، وستخفي وجهها بيديها، تبكي أو تضحك، أو تخجل. يافا في متناول وجعي، جالساً فيها وأمامها، وبانتظارها، ومطلاً على ذكرياتي التي لم تحدث هناك بعد، ما زلت أجلس بالقرب من النوافير،

حدّقت في ذروة إحدى النوافير الصاخبة طويلاً، لاحظت أن شكل وقوة القمة يختلف في كل اندفاعة، لم يكن اكتشافاً علمياً، لكنني أدركت لحظتها أن هذه النوافير التي خلفي ليست نوافير، إنها اندفاعات روحي وتموجاتها وهي تواصل سفرها المستحيل إلى قلبها: يافا. ولم يكن ثمة بنت، كانت يافا نفسها، تلعب معي لعبة التحولات.

قد يهمك أيضا : 

كـلّ هـذا لـم يـعـد يـحـدث

  في تذكّر غادة الشافعي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثم أغمضت عينيها واستيقظت ثم أغمضت عينيها واستيقظت



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday