هل ستنجو غزة من الحرب
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

هل ستنجو غزة من الحرب؟

 فلسطين اليوم -

هل ستنجو غزة من الحرب

عبد المجيد سويلم
بقلم : عبد المجيد سويلم

إذا وجد نتنياهو نفسه، قبل نهاية الحملات الانتخابية في إسرائيل في وضع حرج، وإذا تشرذم اليمين في إسرائيل، ان تفكفك الحلف الذي يسيطر عليه نتنياهو حتى الآن، واذا بقي حزب "أزرق ـ أبيض" متفوقاً على اليمين بثلاثة أو أربعة مقاعد مؤكدة، وبقي ليبرمان على مواقفه الحالية فإن خيار الذهاب الى حرب على قطاع غزة يصبح ـ كما أرى ـ

خياراً إجبارياً للخروج أو توهم الخروج من هذا المأزق الكبير الذي يضاف الى مأزق لائحة الاتهام. صحيح، أن حكومة تصريف اعمال، كالتي تحكم إسرائيل حالياً، ليست مطلقة اليدين لشن حرب من هذا النوع، وصحيح ان مراكز القرار العسكرية والأمنية فيها تشكل نظرياً عقبة لقرار او خيار من هذا القبيل، الا ان تذليل مثل هكذا عقبة ليس

بالأمر المستحيل على واحد مثل نتنياهو، إضافة الى ان هكذا خيار سيحظى من كل أنواع اليمين بالموافقة، كما سيجد حزب "أزرق ـ أبيض" حرجاً شديداً في الوقوف ضد هكذا حرب، خصوصاً وان هذا الاخير يستخدم "تقاعس" نتنياهو عن شن الحرب على قطاع غزة كأحد مفاصل حملته الانتخابية. وحتى ليبرمان نفسه سيجد نفسه، هو الآخر، في

موقف التأييد لحرب كهذه، حتى وان أدرك وتأكد ان شن هذه الحرب يعود لأسباب انتخابية ولجهة المأزق الذي سيكون عليه نتنياهو وحلفه اليميني على حد سواء. كل شيء سيعتمد على "مبرر" الحرب، وفيما اذا كان هذا المبرر كافياً على المستوى الدعائي، وفيما اذا كان "مقنعاً" لأطراف اليمين وبقية الاطراف، وفيما اذا كان سكان غلاف غزة قد

وصلوا الى درجة من الاحباط واليأس بما يهدد البقية الباقية منهم لجهة التصويت لقائمة الليكود واليمين.
ولهذا، وفي ضوء هذه الوقائع في حينه سيتقرر أمر الحرب على القطاع. لو افترضنا جدلاً أن أحد الصواريخ أو أكثر قد سقطت على تجمع سكني في منطقة الغلاف، وأدى الى

مقتل عدة أشخاص، أو تم تدمير عدة منازل وأدى الصاروخ الى وقوع جرحى بأعداد كبيرة نسبياً، فإن الحرب ستسهل على نتنياهو. المبرر ضروري له لشن هذه الحرب، لكن الحرب أصبحت أسهل كثيراً عليه في ضوء التقديرات الإسرائيلية بأن ثمة إمكانية لتوحد الفلسطينيين، وفي ضوء ان كانت هذه التقديرات تصل الى درجة توقع إنهاء الانقسام،

ان لم يكن في المدى المباشر ففي المدى المتوسط المرئي على الأقل. أقصد ان تحفظات نتنياهو على شن هذه الحرب بسبب من موقفه الخاص بإدامة الانقسام، وسعيه لتكريسه بكل السبل والوسائل باعتباره (أي الانقسام) ذخراً استراتيجياً لإسرائيل ستزول فوراً وبسرعة، لأن هذا التحفظ بالذات هو الذي منع شن الحرب على القطاع حتى الآن. أما

عندما يصبح شن هذه الحرب "مخرجاً" لنتنياهو من مأزق الانتخابات ويكون بقاء الانقسام في مهبّ الريح، فإن خيار الحرب على القطاع يصبح مرجحاً اذا توفر المبرر الكافي. ويكاد يكون السؤال الأهم على هذا المستوى فيما اذا كانت هكذا حرب ستكون كبيرة ومدمرة ام محدودة؟

وهل ستصل الأمور الى حدود الاجتياحات الكبيرة ام المحدودة؟ وهل يمكن ان تفكر إسرائيل بإعادة احتلال القطاع ولو لفترة وجيزة أم لا؟
إذا وصلت الأمور إلى حدود اتخاذ قرار بالحرب على القطاع فإن الإجابة عن سؤال عن مدى عمق هذه الحرب تحتاج الى معرفة سيناريوهات الرد الفلسطيني عليها.

اي ان الحرب يمكن ان تتعمق وتمتد وتشتد أيضاً اذا كان رد الفصائل في القطاع مؤذياً أو مؤلماً، وقد تصل الأمور بسهولة الى "اضطرار" جيش الاحتلال الى توغلات كبيرة قد تصل الى مرحلة إعادة احتلال بعض مناطق القطاع. علينا ان نلاحظ هنا ان "فصائل غزة" هي بدورها يمكن ان تنجرّ إلى مواجهة شاملة بحكم آليات الدفع الذاتي للمعارك،

وبحكم درجة الاستهدافات الإسرائيلية، ولعل "الاغتيالات" تلعب دوراً كبيراً على هذا الصعيد. والسبب في ذلك ان إسرائيل في الآونة الأخيرة كانت تعتمد وتهدد باللجوء الى "سلاح" الاغتيالات عندما كانت الأمور تتطور باتجاه الانزلاق، ما يعني ان إسرائيل تعتبر سلاح الاغتيالات واحداً من الأسلحة الحساسة في المواجهة. ليست المعركة في غزة

بالسهولة التي تتحدث بها الأوساط الإعلامية وحتى العسكرية والأمنية في إسرائيل، وليس سهلاً ابداً أن تنزلق المعارك الى التوغلات الكبيرة والى الاجتياحات بما يمكن ان يصل الى إعادة الاحتلال، ولعل خوف القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية من الخسائر البشرية هو ما يفسر الحذر من هكذا انزلاق، لكن ما يفسر صعوبة المعارك في

القطاع هو الحجم الهائل من الدمار الذي يمكن ان ينتج عن تلك المعارك والخسائر الكبيرة المتوقعة في صفوف المدنيين الفلسطينيين، وهو أمر لا تحبذه القيادات السياسية والأمنية الإسرائيلية في هذه الظروف الحساسة إقليمياً ودولياً. لعبة التصعيد المحسوبة ليس لها معايير ثابتة، ولهذا فإن حذر فصائل القطاع يجب ان يكون عالياً، وبعض

التقديرات الخاصة بهذه الفصائل من أن الوضع في إسرائيل لن يؤدي الى الحرب على القطاع في ظل الوقت القليل المتبقي على موعد الانتخابات الإسرائيلية، قد ينطوي على بعض سوء التقدير، وربما انطوى بهذا المعنى على مغامرة كبيرة. ومثلما يقال بأن نتنياهو لن يغامر بحرب على القطاع، او في الشمال لا بد من رؤية الرأي المقابل والذي

مفاده ان نتنياهو لن يغامر بالمقابل أن يذهب الى انتخابات قد تنتهي الى هزيمة سياسية ما. الركون الى التقديرات السابقة ليس من الحكمة في شيء، وعلى الجميع أن ينظر بتبصر ومسؤولية كبيرة تجاه الأهل في القطاع في ضوء ان الحالة المعيشية للناس صعبة ومتعبة، وان الناس لم تعد تحتمل مثل هذه الحروب، ولا هي على استعداد لدفع أي

أثمان غير ضرورية في هذه الظروف الحساسة.

قد يهمك ايضا : 

  في دلالات خطة ترامب

   قصور الفكر السياسي الفلسطيني

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستنجو غزة من الحرب هل ستنجو غزة من الحرب



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday