ليس للعرب حليف إلّا العرب
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

ليس للعرب حليف إلّا العرب

 فلسطين اليوم -

ليس للعرب حليف إلّا العرب

طلال عوكل
بقلم : طلال عوكل

في ضوء تفكك الأمن القومي العربي، وانشغال الدول المركزية في الجانب الشرقي من الوطن العربي، كل منها بأعداء محققين أو محتملين، يتكالب العديد من القوى الإقليمية، لتوسيع مصالحها وتحقيق تطلعاتها الاستراتيجية.

العرب لا يزالون غائبين عن الوعي، يبحث كل منهم عن خلاصه، يبحث كل منهم عن حلفاء لحمايته. الحلفاء المحتملون، في حالة تناقض وصراع بين بعضهم البعض، ما يفرض على العرب شروطاً، بأن يشكلوا امتداداً لصراعات القوى الطامعة إن كانت دولية أو إقليمية.

الكمّاشة الإقليمية لا تزال تضغط بقوة شديدة حتى أصبحت قاب قوسين أو أدنى من القلب.
إيران تواصل سياستها التوسعية وتصمد أمام الضغوط الشديدة الأميركية والإسرائيلية.

إيران تدفع ثمناً باهظاً، لكن ذلك لا يقلل من إصرارها على المواصلة لتحقيق أهدافها، وتوظف على نحو جيد غطاء خطابها الجذري ضد إسرائيل إلى جانب الفلسطينيين، من دون أن نختبر مدى صدقية هذا الخطاب.

تركيا هي الأخرى تتحالف مع بعض الدول العربية وتتناقض مع أغلبيتها، وهي، أيضاً، توظف خطاباً إسلامياً، وسياسة عامة معارضة للسياسة الإسرائيلية، وموالية للسياسة الفلسطينية.
لكن هذا الخطاب هو الآخر، لم يخضع للفحص العميق.

إسرائيل هي الضلع الثالث في مثلث الأطماع الإقليمية، وهي أكثر ذكاءً من الآخرين إذ تقدم نفسها حليفاً محتملاً لبعض العرب، خصوصاً أولئك الذين يقدمون الخطر الإيراني على سواه، وتواصل تقويض الوجود العسكري الإيراني، والوجود العسكري لـ «حزب الله» في سورية والعراق.

إسرائيل تقدم نفسها حليفاً مزيفاً، لمواجهة التحرك التركي في ليبيا، وشرق المتوسط، وفي الوقت ذاته، تستخدم حليفتها اثيوبيا لإحكام الخناق حول رقبة مصر، انطلاقاً من كونها قادرة على التأثير في تدفق مياه نهر النيل.

من دون التقليل من المخاطر التي تتهدد المنطقة بصرف النظر عن منشئها، فإن الهجمة تتركز على مصر باعتبارها القوة العربية الكبرى، التي تملك إمكانيات عسكرية وبشرية لا تحوز عليها أي دولة عربية أخرى.

تدرك القوى الطامعة أن فشلها في إنهاك مصر، وتدمير إمكانياتها ووحدتها الجغرافية، يشكل العقدة الأساسية التي إن نجح الطامعون، فإن ذلك سيفتح الطريق أمام تدمير ما تبقّى من الدول العربية، التي تعتقد بأنها بمنأى عن الخطر.

كانت الأنباء تشير إلى قرب توصل مصر والسودان وليبيا إلى معالجة ما تبقّى من خلافات قبل أن تشرع اثيوبيا بملء سد النهضة لكن الوقت يمرّ ولم يتم الاتفاق سوى على مشكلتين من أصل خمس قضايا إشكالية.

أراهن أي إنسان أو جهة بأن الأزمة ستظل عالقة بين الدول الثلاث، وأن اثيوبيا ستقدم في يوم ما قريب على اتخاذ قرار بملء سد النهضة من دون اتفاق، لأن الأمر يتجاوز المشكلات الطبيعية التي تنشأ بين الدول، إلى انخراط اثيوبيا في مخطط معادٍ لمصر والسودان.

على الجهة الغربية للحدود المصرية تتدهور الأوضاع نحو توسع الصراع العسكري، رغم نداءات العالم كله وفي مقدمته الاتحاد الأوروبي بوقف إطلاق النار وتطبيق قرار حظر وصول الأسلحة الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي.

الناطق باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري، أعلن أن الجيش سيواصل إغلاق موانئ تصدير النفط، حيث يسيطر على نحو 70% من الإنتاج، ما يقرب من سبعمائة ألف برميل من أصل مليون ومئتي ألف برميل إجمالي النفط الذي يتم ضخّه في الأسواق العالمية.

يشترط الجيش الوطني بقيادة حفتر المدعوم من قبل مصر وبعض الدول العربية، خروج القوات التركية وفتح حسابات بضمانات دولية لضمان التوزيع العادل لمردود النفط ولضمان عدم وصول بعض عائداته للجماعات والقبائل الإرهابية.

على الجانب الآخر يهدد وزير الخارجية التركي و«حكومة الوفاق»، بقرب شن حملة عسكرية واسعة على سرت، الأمر الذي لا يمكن لمصر أن تحتمله، خصوصاً وأن المسألة لن تقف عند حدود سرت، فإن نجحت «قوات الوفاق» والقوات التركية، فإنها ستكون على مقربة من بنغازي والحدود مع مصر.
إن حصل ذلك فإن الصدام العسكري بين القوات التركية و«قوات الوفاق»، وبين مصر، يبدو الأكثر ترجيحاً.

الصراع الذي يقع على الأرض الليبية، مجرد قاعدة، للانطلاق نحو الانتقال بالصراع إلى البحر حيث آبار النفط والغاز.
أطراف عديدة تشترك في هذا الصراع، ومنها مصر وليبيا ولبنان وسورية واليونان بالإضافة إلى إسرائيل، التي قد تحرض اليونان على الانخراط في المجابهة العسكرية مع تركيا.

من الواضح أن إسرائيل تشكل محركَ سوءٍ وكل ما تتمناه أن ينشب صراع عسكري مدمر لكل الأطراف بينما تحافظ على موقف المحرض، طالما أن هذا الصراع لا يمسّ مصالحها من النفط والغاز، وبما يؤدي إلى إضعاف أعدائها المحتملين بمن في ذلك مصر.

أما توقيت إقدام اثيوبيا على التصرف منفردة بملء سد النهضة فإنه على الأرجح سيتزامن مع انطلاق شرارة القتال.
في ضوء ذلك ينبغي أن يكون واضحاً أن حلفاء العرب هم العرب، فإن لم يتداركوا هذه الحقيقة، فإن العواقب وخيمة على من لا يزالون يثقون بأميركا وإسرائيل، وينامون على فراش استقرارهم المؤقّت.

قد يهمك أيضا :  

في معادلة تحرير الأرض والإنسان

خطوة لا تلامس حدود الخطر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس للعرب حليف إلّا العرب ليس للعرب حليف إلّا العرب



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday