«الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون»
آخر تحديث GMT 18:50:45
 فلسطين اليوم -

«الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون»

 فلسطين اليوم -

«الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون»

عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

أعاد الإعلامي المخضرم في قناة "روسيا اليوم"، سلام مسافر، فتح صفحة من تاريخ سورية المعاصر، تعود لمطلع ثمانينيات القرن الفائت، التي شهدت مرض الرئيس الراحل حافظ الأسد، وسعي شقيقه المتنفذ (آنذاك) رفعت، للانقضاض عليه.مسافر استضاف نجل وزير الدفاع الأشهر مصطفى طلاس، وتناول معه تلك الحقبة، وهو ابن عائلة مقربة من دوائر الحكم والعائلة ولعدة عقود... فراس طلاس، شرح بالتفصيل سعي رفعت، لتولي مقاليد الحكم في البلاد، في الوقت الذي كان فيه شقيقه يصارع المرض، وسط تكهنات عن تدهور حالته الصحية وترجيحات باحتمال موته.

كنت في سورية آنذاك، لكنني بالطبع، لم أكن مقرباً من دوائر صنع القرار فيها، ولا من الدائرة الأبعد. والأوسع للعائلة والحزب والأجهزة والجنرالات... تلك مجازفة، لم يكن بمقدور من هم في مثل وضعي تحمّلها، حتى أنني حرصت على تفادي الاستجابة لحفلات وسهرات، كنت أعرف أن "نفراً" منهم سوف يتصدر قائمة المدعوين إليها.

لكن بحكم سكني في "المهاجرين"، وعملي في محيط حديقة السبكي، كنت على مقربة من مؤسسات حساسة، كالقصر الجمهوري ووزارة الخارجية، وليس بعيداً عن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون و"القيادة العامة" وغيرها من دوائر ومؤسسات ذات حساسية خاصة. وكنت شاهداً على "حرب الصور" في العام 1984 على ما أظن، نستيقظ صباحاً على صور رفعت تملأ الشوارع والميادين، وننام على صور حافظ وقد حلت محلها... لم يكن الأمر فعلاً طبيعياً، ولا يمكن نسبته إلى "طرف ثالث"، كما يقول دريد رفعت الأسد، رداً على مناف مصطفى طلاس... كانت "سرايا الدفاع"، هي من تقوم بذلك، وفي بعض الأحيان على مرأى منا سكان تلك المناطق والعاملون فيها.

وكنت شاهداً على حركة الوحدات العسكرية، هذه آليات وجنود يتبعون رفعت وسراياه، يتموضعون هنا ويعيدون انتشارهم في محيط جبل قاسيون الذي يتكئ على كتفه حي المهاجرين حيث أقمت لأربع سنوات... وتلك وحدات تتبع للأركان، تكثف حراساتها لمؤسسات الحساسة... كان الشعور الذي يسكننا، أننا مقبلون على فصل دام من الصراع بين "الأخوين الأسد"... إلى أن أحكم الجيش قبضته، وغادر رفعت سورية، بعد أن تعافى شقيقه، ليسري بعد ذلك طوفان من القصص والحكايات عن مليارات أخذها معه... قصص وسرديات، لم يكن بالإمكان أبداً التحقق من صدقيتها.

ليس ثمة من طرف عائلة الأسد "حافظ" من تحدث عن تلك الحقبة وما شهدته من صراعات وانقسامات، لأن وراثة الحكم امتدت من الأب إلى الأبناء... لكن قيام فراس رفعت الأسد بنشر الكثير من الوثائق والمعلومات حول تلك الحقبة، وحرص شقيقه دريد على تبرئة ساحة والده حتى إن اقتضى الأمر اتهام "طرف ثالث" بتسريب الإيحاءات والإيقاع بين أبيه وعمّه، فضلاً عن أن دخول أبناء مصطفى طلاس (مناف وفراس) على الخط، وفّر فرصة للمهتمين بالتعرف على خبايا تلك الحقبة، وما شهدته كواليسها من أحداث وصراعات.

يبدو أن صراع الآباء قد انتقل إلى الأبناء الذين تفرقت بهم السبل... ويبدو أنه أخذ يتسع ليشمل أبناء كبار المسؤولين... تاريخ مصطفى طلاس على سبيل المثال، تعاد كتابته اليوم، بوصفه رجلاً لاهياً وعابثاً، يعمل وزيراً للدفاع في أوقات فراغه فقط، أما جل تفكيره فقد تركز في فنون الطبخ وعشق الجميلات والتقاط الصور... ألا يصح هنا القول: إن "الآباء أكلوا الحصرم، وإن الأبناء ما زالوا يضرسون؟".

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

قصة نجاح للدبلوماسية الأردنية

إيران و»الربيع العربي».. من قبل ومن بعد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون» «الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون»



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday