المشروع الأميركي المأساة في الواقع الفلسطيني الداخلي
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

المشروع الأميركي: المأساة في الواقع الفلسطيني الداخلي

 فلسطين اليوم -

المشروع الأميركي المأساة في الواقع الفلسطيني الداخلي

أشرف العجرمي
بقلم : أشرف العجرمي

استبشر المواطنون الفلسطينيون خيراً بالموقف الموحد الذي صدر عن القيادة الفلسطينية وعن جميع الفصائل والقوى بدون استثناء، وتأكيد الجميع على الضرورة القصوى لتوحيد الصف لمواجهة المشروع الأميركي المسمى "صفقة القرن". وازداد التفاؤل عندما تم الحديث عن زيارة وفد من "فتح" وفصائل منظمة التحرير إلى غزة لبدء حوار مع حركتي "حماس" و" الجهاد الإسلامي" لبحث

سبل انجاز الوحدة بأسرع وقت ممكن. وكان من المفروض أن يغادر الوفد رام الله الإثنين أو الثلاثاء الماضيين. ولكن حصلت تطورات سلبية أعاقت سفر الوفد إلى غزة والسبب الرئيس هو أن "حماس" أصرت على أن يجتمع الوفد مع كل فصائل غزة، في حين ترى "فتح" أن الفصائل التي يشملها الحوار هي الموقعة على اتفاقات المصالحة، وهي حصراً فصائل منظمة التحرير و"حماس" و"الجهاد

الإسلامي". وهذا التطور يطرح تساؤلاً جدياً: هل "حماس" تماطل وتبحث عن مبررات لتأخير المصالحة حتى ترى سير الأمور مع إسرائيل في الفترة القريبة؟

يجمع كل الفلسطينيين على الخطر الداهم الذي يمثله المشروع التصفوي الأميركي. وهذا ما يفترض أن يضعهم في حالة طوارئ وطنية قصوى، تتلاشى أمامها كل الحسابات الصغيرة والمصالح التي هي أدنى من المؤامرة على القضية الفلسطينية برمتها. فالمسألة لا تقتصر على ما يمكن أن تفعله إسرائيل تحت غطاء الضوء الأخضر الذي يمنحه الأميركان لها، وبالذات الضم الفعلي لأجزاء من

الضفة الغربية، بل تتعدى ذلك إلى حالة انهيار عربي وتواطؤ ضمني مخالف لقرارات الإجماع العربي، بما فيها قرار مجلس الجامعة الأخير في القاهرة يوم السبت الماضي وقرار منظمة التعاون الإسلامي التي أكدت على رفضها القاطع لـ"صفقة القرن" ورفض التعامل بأي شكل من الأشكال مع الخطة، أو التعاون مع الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية لإنفاذها. ففي حين أن بعض الدول

العربية رحبت بالجهود الأميركية حتى لو لم تعلن تأييدها الواضح للمشروع "الصفقة"، إلا أنها تنسق مع واشنطن خلف الكواليس، ولعل لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هو خير دليل على موقف منهار ومتواطئ. ومن الواضح أن البرهان لن يجرؤ على ارتكاب فعلته القبيحة هذه بدون التشاور مع أنظمة عربية.

ولن يكون الموقف الفلسطيني كابحاً أو قادراً على صد هذه الموجة من التخاذل بدون وحدة وطنية حقيقية، فنحن من يجب أن يقوم بالخطوة الأولى الأهم حتى تصبح مطالبتنا للأشقاء العرب بالالتزام بقرارات الإجماع العربي أقوى وأكثر فعالية، لأن هناك أيضاً موقف إجماع فلسطيني يجب أن يلتزم به الفلسطينيون، ويبدؤوا بخطة نضالية لمواجهة "صفقة القرن"، ويستندوا إلى موقف عربي ودولي داعم لحقوقهم المشروعة.
المشروع الأميركي لا يستهدف فقط جزءاً من الفلسطينيين، بل يستهدف كل حقوقنا ومشروعنا الوطني وحقنا في أرض وطننا، وهذا يشمل الضفة الغربية وقطاع غزة على السواء، حتى لو كانت إسرائيل غير معنية بضم أي جزء من قطاع غزة. وتخطئ "حماس" إذا اعتقدت أنها ستكون بعيدة عن الاستهداف بمجرد عقد اتفاق هدنة مع إسرائيل، أو أنها الآن في موقف قوة يتيح لها الانتظار

واللعب على عامل الزمن. فـ "حماس" مطالبة بنزع سلاحها، وهذا سيكون مسألة وقت ليس إلا، فالحكومة الإسرائيلية الحالية تلعب بورقة "حماس" لتنفذ مشروعها في الضفة، وستنتفي الحاجة للاتفاق مع "حماس" والصبر على سلاح المقاومة في غزة. وسيكون على أجندة كل الحكومات القادمة التخلص من التهديد الذي تمثله غزة.

السبيل الأمثل لحماية غزة والضفة وكل مشروعنا الوطني هو توحيد الأدوات والبرامج السياسية والنضالية الفلسطينية والاستظلال بمظلة منظمة التحرير الفلسطينية التي يعترف بها العالم، هذا ما سيضمن لـ"حماس" الشرعية الدولية والحماية كذلك. والأفضل أن تسارع إلى الوحدة الآن قبل الغد، خصوصاً وأن "فتح" وفصائل منظمة التحرير مستعدة للذهاب باتجاه "حماس" بمرونة غير مسبوقة

من أجل الوحدة الوطنية، وإلا فستكون المأساة والكارثة علينا تنبع بدرجة كبيرة من وضعنا الداخلي ومن تقاعسنا في الدفاع عن مصالحنا الوطنية.
أسوأ الأمور أن تكون حساباتنا صغيرة ولا تتعدى أنفنا، ولا نرى التحولات التي تعصف بالعالم من حولنا. فالولايات المتحدة تريد نسف النظام العالمي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية والذي استند

إلى توافقات وتوازنات دولية مثلتها قرارات الأمم المتحدة ومواثيقها، وتحديد معيار وحيد للقرار الدولي هو القوة. ونحن في هذا السياق لا نستطيع مجاراة هذا التوجه الجديد الذي نأمل أن يفشله المجتمع الدولي، ولكننا نستطيع الحفاظ على ما أنجزناه بنضالنا طوال العقود الماضية، والذي يجب ألا يضيع على مذبح الانقسام والتشتت والسير خلف الأوهام والسراب.

التصدي للمشروع الأميركي يحتاج لتعزيز صمودنا على الأرض موضع الصراع، وتعزيز مقاومتنا للاستيطان والضم، وهذا لا يأتي بالشعارات بل بعمل وحدوي ثابت وراسخ ومستمر بلا كلل، بالاستفادة من طاقات الشعب الفلسطيني كله ومن دعم الأشقاء والاصدقاء والأحرار في العالم، ولنفكر في امتناع المواطنين عن تلبية دعوة الفصائل للفعل الشعبي المقاوم. هل هذا الإحجام هو دليل على

عدم رغبة شعبنا في مقاومة الاحتلال أم عدم ثقة بالفصائل وبجديتها في تطبيق شعاراتها وبرامجها. وبالتأكيد السبب الثاني هو الصحيح لأننا رأينا كيف خرجت الجماهير بشكل عفوي لمواجهة استهداف الحرم القدسي عندما حاولت إسرائيل وضع البوابات الإلكترونية هناك، ورأينا التصدي لمحاولات هدم الخان الأحمر، وغيرها من المظاهر التي تؤكد الطاقات النضالية المخزونة والجاهزة

لدى الجماهير. والمطلوب هو استعادة الثقة بينها وبين القيادات والفصائل والقوى، والوحدة هي العنوان لهذا.

قد يهمك أيضا : 

   «صفقة القرن» مجدداً: ماذا تبقى لدى واشنطن؟

   مولود ترامب المشوّه: الهدف هزيمة الرواية الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشروع الأميركي المأساة في الواقع الفلسطيني الداخلي المشروع الأميركي المأساة في الواقع الفلسطيني الداخلي



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday