حل الدولتين في نقد التفكير الرغائبي
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

"حل الدولتين": في نقد التفكير الرغائبي

 فلسطين اليوم -

حل الدولتين في نقد التفكير الرغائبي

عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

خلال عَشْريتين من السنين، تبلور ما يشبه "الإجماع الوطني" الأردني على أن "حل الدولتين" هو الخيار الذي يحفظ للأردن مصلحته وأمنه الوطنيين، فضلاً عن كونه تجسيداً لحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية، كما صاغتها وتوافقت عليها منظمة التحرير الفلسطينية منذ أواسط سبعينات القرن الفائت ... هذه مسألة لا تحتاج إلى دليل، وليس ثمة من ضرورة لأن ينبري أحدنا مذكراً بها.
 لكن المسافة بين هذا "التفكير الرغائبي" و"التفكير الواقعي" تبدو طويلة ومتباعدة ... فمن أجهز على فرص "حل الدولتين" هو الدولة والمجتمع الإسرائيليين اللذين ما فتئا ينزاحان صوب التطرف الديني

والقومي، فيما الوقائع الاستيطانية على الأرض، والتي تسارعت خلال السنوات الثلاث الفائتة، والمرشحة لمزيد من التسريع في السنوات القليلة القادمة، تقضي على أي "أمل" أو "فرصة" في ترجمة هذا الحل وتجسيده، ومن المفروض أن تضع حداً لتفكيرنا "الرغائبي" والتوجه جدياً لبحث خياراتنا لمرحلة "ما بعد فشل حل الدولتين"، والإجابة على سؤال: كيف نضمن ونصون مصالحنا وأمننا الوطني المهددة بكل معنى الكلمة، في أي سيناريو من السيناريوهات البديلة؟والتفكير بالدولة الواحدة "ثنائية القومية" يبدو بدوره، ضرباً آخراً من "التفكير الرغائبي" يستفحل في أوساط من أسقطوا

رهاناتهم على "حل الدولتين" ... فإن كان انفصال الفلسطينيين في دولة أو كيان قابل للحياة، أمراً مرفوضاً من قبل غالبية وازنة من الإسرائيليين، فإن إدماجهم في الدولة الواحدة، ثنائية القومية، يبدو أمراً مرفوضاً بإجماع إسرائيل نادر ... وإن كان "حل الدولتين" يتطلب قدراً من "توازن القوى" بين الفلسطينيين والعرب من جهة، وإسرائيل وإدارة ترامب من جهة ثانية، فإن "توازنات القوى" الكفيلة باستخراج "حل الدولة ثنائية القومية" إلى دائرة النور، تبدو أكثر صعوبة وأبعد منالاً.مآلات المسألة الفلسطينية لا تنحصر في واحد من خيارين اثنين: الدولة المستقلة أو ثنائية القومية ... لإسرائيل

بدائلها الأخرى، التي تتخطى الخيارين معاً، وهي في وضع استراتيجي، يمكنها من فرض ما تريد بلا خسائر أو بأقل قدرٍ منها ... والأمر هنا لم يعد موضع قراءات واجتهادات، فإسرائيل ماضية في ضم معظم الضفة الغربية، وبإجماع نادر في أوساط تيارها المركزي (الليكود وأزرق أبيض ومن والاهما من أحزاب صغيرة) ... إسرائيل ماضية في إلحاق أوسع مساحة من الأرض بأقل قدر من السكان ... وإسرائيل مستفيدة من بؤس الأداء الفلسطيني، ماضية في تفريغ قرى الفلسطينيين وأريافهم لحشرهم في التجمعات الحضرية الكبرى، لتحيلها إلى كانتونات معزولة، خاضعة لحكم ذاتي

موسع، أو ربما لأكثر من سلطة حكم ذاتي، تتعدد بتعدد الحواضر والمدن الفلسطينية الكبرى. بنتيجة لزحف الاستيطاني المنفلت من كل عقال، وفي خواتيم مشروع زراعة مليون مستوطن في الضفة، ومع استمرار حالة التهتك الداخلي الفلسطيني، والتآكل العربي واللامبالاة الدولية، لن يكون هناك كيان فلسطيني قابل للحياة (لا أقول سيداً ولا مستقلاً) وسنكون – ربما – أمام "المرحلة الثانية" من صفقة القرن، يجري في خلالها العمل على استدراج الأردن أو الضغط عليه للقبول بصيغة من صيغ "الخيار الأردني" المعروفة والمتداولة، بالرغم من كل ما نعرف وتعرفون عن رفض الأردنيين

والفلسطينيين لمآلات من هذا النوع.هنا الوردة، فلنرقص هنا ... لا حاجة لنا للبرهنة على أهمية حل الدولتين، ولا قيمة لاستمرار التبشير بأن هذا الحل لم يفقد فرصه بعد ... مكتوب الحل النهائي كما يتجلى أمام ناظرينا، يقرأ من عنوانه، وعنوانه تصفية الحقوق الفلسطينية والمساس عميقاً بأمن الأردن ومصالحه العليا وأمنه الوطني وهويته وكيانه.

قد يهمك أيضا :  

«هل للمسيحيين مستقبل في الشرق الأوسط؟»

  «الآن هنا، أو شرق المتوسط مرة أخرى»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حل الدولتين في نقد التفكير الرغائبي حل الدولتين في نقد التفكير الرغائبي



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday