متشددو جميع الديانات فــي زمــــن الـ«كــورونــا»
أخر الأخبار

متشددو جميع الديانات فــي زمــــن الـ«كــورونــا»

 فلسطين اليوم -

متشددو جميع الديانات فــي زمــــن الـ«كــورونــا»

عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

تصيبك الدهشة وأنت تكتشف حجم "المُشتركات" بين المتشددين من أتباع الديانات والمعتقدات المختلفة، في تعاملهم مع جائحة "كورونا" ... "التشدد"، كما التطرف، لا دين له، وهو عابر للحدود والقارات والأقوام والمعتقدات والأجناس.. المتشددون على اختلاف مللهم ونحلهم، مبثوثون بيننا، وهم على قلتهم، إلا إنهم ذوو أثر كبير. في إسرائيل، تواجه الحكومة والجهات الصحية، عنتاً ومشقة استثنائيين، في إقناع "فقهاء" التيار الأورشليمي - الحريدي، بالتقيد بتعليمات السلامة العامة وإجراءاتها، لاسيما في مستوطناتهم المنغلقة على نفسها، حيث سجل هؤلاء رقماً قياسياً في نسب وأعداد الإصابات بفيروس كورونا ...

يعتقدون بأن الفيروس الخبيث، لا يصل إلى كُنسهم ومدارسهم الدينية، ولن يمسهم بسوء طالما أنهم يمارسون طقوسهم وعباداتهم، بما فيها الجماعية، حتى أن بعض "حاخاماتهم" لم يتوان عن تنظيم الدروس الدينية سراً في المنازل، بعد أن كثفت أجهزة الرقابة عملها على مدارسهم وكنسهم المعروفة... يقال إن معدل الإصابة في صفوفهم يتجاوز بثمانية أضعاف المعدل العام.

في لبنان، رأينا "خوري جليل" مدجج بكل الشارات الكنسية التي تعكس رفعة مقامه، وهو يسخر من الفيروس، ويتمرد على التعليمات التي تمنع "المناولة" في الكنيسة والتمسح بالأيقونات المقدسة... الفيروس الخبيث لا يمكن أن يصيب دم المسيح وجسده، ولا يمكن للمؤمن أن يُصاب بـ"كورونا"، وهو في الكنيسة ... ليست لدينا معلومات ولا معطيات عن النتائج الكارثية لمثل هذا السلوك الجاهل الذي يتنكر للعلم ويتمرد على الصالح العام.

أخبرني نجلي الأكبر في واشنطن – سياتل، عن كنائس لإنجيليين متطرفين، ترفض الرضوخ لتعليمات التباعد الاجتماعي “social distancing” ... أحد رجال هذه الكنيسة يواظب على دعوة "المؤمنين" بالمئات للاستماع إلى مواعظه، قاطعاً الوعود لجمهرة المؤمنين بعدم التعرض للإصابة، لكأن الفيروس الشرير، يميز بين أخيار الناس وأشرارهم، كما يفعل القس الإنجيلي ذاته، في عظاته ومواعظه.

قرأنا وشاهدنا، رجال دين مسلمين، سنة وشيعة، يأتون أمراً فرياً كهذا ... بعضهم يصر على فتح المساجد، فإن وجدها مقفلة، بادر إلى كسر قفلها وفتحها عنوّة، وبعضهم الآخر يجد فسحة من الأرض على مقربة من المسجد ليؤم بالمصلين المحتشدين خلفه، ودون اكتراث بتعليمات الوقاية والاحتراز، منطلقاً في "بدعته" من فرضية الحاجة للمسجد وصلاة الجماعة للدعاء والاستغفار في زمن الجائحة، ومن دون أن يدري، بأنه سيكون سبباً في تفشي الكارثة... لكأن الدعاء والاستغفار لا يتحققان إلا بهذه الوسيلة.

جموع المتعصبين من المتدينين الشيعة، لبّوا نداءات بعض مراجعهم، وهبّوا في ذروة تفشي الفيروس، خفافاً وثقالاً، ومن كل فجّ عميق، لزيارة مرقد الإمام موسى الكاظم، وقبلها رأينا نظراء لهم، يلعقون بألسنتهم الأضرحة "المذهبة" لبعض الأئمة في قُم، في تعبير عن المكابرة والتمرد، على كل ما تعارفت عليه البشرية من تعليمات وتوجيهات تتوخى السلامة للجميع.

في الهند، رأينا جموعاً من المتعبدين الهندوس، يتحلّقون بكثافة حول بعضهم البعض، لارتشاف جرعات من "بول البقر"، ففيها الدواء من كل علّة، والشفاء من كل مرض، لكأنه "اللقاح" الذي تنتظره البشرية بفارغ الصبر ... هؤلاء، لا يصغون لإرشادات وتعليمات حكومتهم وأجهزتها المختصة، قدر انصياعهم كالقطيع، لأفكار ومعتقدات يتشدق بها "فقهاء الظلام" في معابدهم.

البشرية على اختلاف أجناسها ومعتقداتها وألوانها وألسنتها، وتباين درجة تطورها العلمي والتكنولوجي، لا تكف عن إنتاج "التطرف" و"الشذوذ"، فالتطرف والتشدد لا ملّة له ولا دين، وهو باقٍ فينا إلى أمد غير منظور، وقد كشفت ضائقة "كورونا" عن بعض "مُشتركاتنا"، الجيدة منها والسيئة من أسف.

قد يهمك أيضا : 

 «ما بعد الإسلام السياسي»... نعم ولكن!

ما الذي فات «قمة العشرين» وفوتته؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متشددو جميع الديانات فــي زمــــن الـ«كــورونــا» متشددو جميع الديانات فــي زمــــن الـ«كــورونــا»



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 11:50 2020 الإثنين ,13 إبريل / نيسان

أجمل 5 شواطئ في المملكة العربية السعودية

GMT 19:04 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

كيف تعلمي طفلك الصبر؟

GMT 09:43 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

مرسيدس تطلق سيارتها "سي إل أس"الجديدة والمميزة

GMT 19:49 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

أرامكو تنفذ صفقة الاستحواذ على 70% من سابك

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 09:38 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 09:11 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

أسباب نجاح مسلسلات السيرة الذاتية لكثير من الشخصيات المهمّة

GMT 22:38 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

هل يمكن تنفيذ التعليم الاستيعابي الجيد بتكلفة بسيطة؟

GMT 14:48 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:19 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ترامب يكشف الحقيقة‎

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday