الهجوم على منظمة التحرير استكمال مخطط الضم
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

الهجوم على منظمة التحرير: استكمال مخطط الضم

 فلسطين اليوم -

الهجوم على منظمة التحرير استكمال مخطط الضم

أشرف العجرمي
بقلم : أشرف العجرمي

يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مشاكل كبيرة في تطبيق مشروع الضم، وهذه المشاكل لا تتعلق فقط بالأطراف الخارجية المتمثلة بالرفض الفلسطيني والعربي والدولي، بل وكذلك في إطار حكومته نفسها التي تعاني من انقسام حول الموضوع. فحزب "أزرق- أبيض" يرفض التنفيذ الأحادي بأي ثمن كما يريد نتنياهو، الأمر الذي دفع الأخير بالتهديد للذهاب إلى انتخابات رابعة في حال لم يتم الاتفاق على الضم ووضع معادلة "إما الضم أو لا حكومة".

كما أن هناك انقساماً مماثلاً داخل الإدارة الأميركية بين أعضاء فريق خطة الرئيس ترامب، وهم سيجتمعون اليوم لأخذ قرار بهذا الموضوع، علماً بأن السفير الأميركي في إسرائيل دافيد فريدمان هو الذي يدفع باتجاه أن تؤيد الإدارة الأميركية أي خطوة ضم تقوم بها إسرائيل، لدرجة أنه قد توسط بين "الليكود" و"أزرق- ابيض" للتوصل إلى صيغة اتفاق حكومي حول الضم، ولكنه فشل وأوقف هذه الوساطة. بينما آخرون يريدون الربط بين الضم وتطبيق الخطة الأميركية.

وكما هو الحال طوال الفترة الماضية لا يوجد قرار إسرائيلي واضح ما الذي ستفعله الحكومة في الأول من تموز القادم. والبعض يقول إن نتنياهو يميل لضم تدريجي على مراحل، بينما يعتقد محللون آخرون أنه قد يؤجل تنفيذ الضم لبعض الوقت. والمهم أن كل شيء بات متعلقاً بموقف واشنطن وبالاتفاق الداخلي.

الضم بالنسبة للفلسطينيين يعني الذهاب لخيارات مواجهة من نوع جديد في إطارها ستتولى منظمة التحرير المسؤولية بشكل عام عن كل الوضع الفلسطيني، خصوصاً إذا تم إعلان دولة على حدود الرابع من حزيران تحت الاحتلال وجرى الاعتراف بها دولياً.

ويبدو أن هذا هو ما تفكر به القيادة الآن، بمعنى أن السلطة ستنتهي وينتهي دورها المرتبط أساساً باتفاق أوسلو الذي من المفروض أننا تخلينا عنه وتحللنا منه بسبب خرق إسرائيل له وبسبب خطة ترامب ومشروع ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.

من هنا يبدو الأمر أكثر من غريب أن تشن بعض الجهات الفلسطينية هجوماً عنيفاً على منظمة التحرير الفلسطينية وتشكك بشرعيتها وبصفتها التمثيلية. والهجوم الأعنف برز من حركة "حماس" التي ادعى رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية بأن المنظمة مختطفة، وأنه يريد لهذا الاختطاف أن ينتهي. كما طالب عدد من قادتها بتشكيل قيادة بديلة للمنظمة بقيادتها الحالية.

وطال الهجوم الرئيس أبو مازن بشكل كبير، حيث جرى تداول بعض الأخبار الإسرائيلية المدسوسة بشأن عدم جدية السلطة في وقف التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل، وللأسف جرى تداول هذه الأكاذيب في مواقع المعارضة كأنها أمر مسلم به.

من حق أي فلسطيني أن ينتقد قيادة منظمة التحرير ويطالب بإصلاحها وتوسيع عضويتها لتشمل الفصائل الإسلامية التي هي خارجها، ومن حق أي فلسطيني أن ينتقد القيادة الفلسطينية على أي شيء يختلف معها فيه، ولكن أن يتركز الهجوم على المنظمة والقيادة في الوقت الذي اتخذت فيه قراراً تاريخياً بوقف العمل بالاتفاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة وتواجه أخطر هجوم إسرائيلي يستهدف المشروع الوطني برمته، فهذا يدعو للريبة والشك العميق في الأهداف الكامنة في حقيقة استهداف المنظمة والتشكيك بشرعيتها، وهذا الهجوم لا يخدم سوى إسرائيل والولايات المتحدة.

من باب أولى، أن يقوم الذين ينتقدون القيادة والمنظمة بشد عضدهما في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة وتقويتهما في مواجهة استهداف بمستوى حرب شاملة على الوجود الفلسطيني، أي أنه في ظل وجود معركة مصيرية يجب أن تتقزم كل الخلافات الداخلية ونتحد جميعاً للحفاظ على حقوقنا ومصيرنا المشترك، ويمكن بعدها فتح أي ملف داخلي للبحث والنقاش، بل إن الذهاب نحو وحدة وطنية فورية وعاجلة من شأنه أن يسهم في معالجة قضايا الخلاف. وفي هذا السياق الخطوة الأولى المطلوبة إنهاء الانقسام وتوحيد شقي الوطن.

هناك مفارقات في الوضع الفلسطيني لدرجة أن المراقب يمكنه أن يشعر أننا في مسرحية اللامعقول، ففي اللحظة التي نجحت فيها الحكومة في السيطرة على انتشار جائحة الكورونا بشكل معقول وفاق دولاً متقدمة، بدأ هجوم غريب عليها، ودعت بعض القوى الناس لعدم الالتزام بتعليمات الوقاية، وحاولت التشكيك أصلاً في وجود الجائحة، وهكذا انتشر المرض من جديد في مختلف المحافظات نتيجة عدم الالتزام، يعني أننا ندمر أنفسنا بأنفسنا، ونفس الشيء ينطبق على قرار القيادة بوقف العمل بالاتفاقات الذي كان تطبيقاً لقرار سابق يجمع عليه كل الشعب الفلسطيني.

وهنا أيضاً تتعرض للانتقاد وللتشكيك ولمحاولة تفتيت الصف ولضرب الجهة التي يجب أن تتولى الإشراف على إدارة الوضع الفلسطيني عموماً سياسياً وعلى مختلف الصعد الأخرى وهي منظمة التحرير التي تمثل العنوان الوحيد لشعبنا والمعترف بها عربياً وإقليمياً ودولياً. فماذا يمكن أن يترتب على هذا؟ ألا يشكل هذا استكمالاً لمخطط شطب الوجود الوطني والكيانية السياسية للشعب الفلسطيني؟!

قد يهمك أيضا :

هل يتحول الضمّ إلى لعنة على إسرائيل؟

مشروع الضم القادم: الحاجة إلى هجوم مضاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهجوم على منظمة التحرير استكمال مخطط الضم الهجوم على منظمة التحرير استكمال مخطط الضم



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday