هل ستكون هناك موجة جديدة من تفشي «كورونا»
أخر الأخبار

هل ستكون هناك موجة جديدة من تفشي «كورونا»؟

 فلسطين اليوم -

هل ستكون هناك موجة جديدة من تفشي «كورونا»

عقل أبو قرع
بقلم : عقل أبو قرع

كل المؤشرات تشير إلى ذلك، أي إلى موجة أخرى قادمة من فيروس كورونا، الذي أرق مضاجع العالم كله وما زالت آثار تداعياته تتفاعل، وربما تكون الموجة الجديدة أكثر إيلاماً واتساعاً ولها تأثيرات بعيدة المدى، وبالأخص في المجال الحياتي المعيشي الاقتصادي للناس، وما لذلك من فقر وجوع وبطالة وانعدام الأمن الغذائي وتقوقع، وربما صراعات اجتماعية عميقة، وربما تحولات غير مسبوقة في العلاقات بين الدول وداخل المجتمع الواحد وبين الأفراد مع بعضهم البعض.

حيث نلاحظ أنه، خلال الأيام القليلة الماضية تم تسجيل أعلى عدد من الإصابات خلال اليوم الواحد، أو الـ 24 ساعة في العالم، ووصل هذا العدد إلى أكثر من 150 ألف إصابة في العالم، هذا بالإضافة إلى أكثر من 4000 وفاة يومية بفعل تداعيات الإصابة بالفيروس، وتتزايد عدد الإصابات لكي تصل إلى حوالى الـ 8 ملايين ونصف المليون إصابة خلال فترة قصيرة، بينما عدد الوفيات يتصاعد ليصل إلى حوالى الـ نصف مليون وفاة خلال الأسابيع القادمة.

ومن يتفحص بدقه هذه الأرقام، يلحظ الانتشار المخيف لهذا الفيروس في الأميركتين، الشمالية، أي الولايات المتحدة الأميركية وكندا، والجنوبية وبالأخص في دول مثل البرازيل والمكسيك والبيرو وتشيلي وغيرهما، وربما التفسير الأسرع لهذا الانتشار الكبير في عدد الإصابات وبالطبع ما سوف يتبعه بعد أسابيع من التزايد في عدد الوفيات، هو الاستهتار أو التراخي أو عدم المبالاة أو قلة الإجراءات التي اتخذتها هذه الدول من أنظمه ودول وأفراد، أو العودة السريعة غير المدروسة لفتح الاقتصاد كما يتم في بعض الولايات الأميركية، التي بدأت تشهد التزايد السريع في عدد الإصابات.

ومع التعافي النسبي لبلدان أوروبية، والعودة ولو تدريجياً إلى الحياة العادية، والبدء بتجاهل العزل الاجتماعي والإجراءات الأخرى، تزداد الخطورة في عودة انتشار الفيروس، وبالأخص إلى مناطق لم تشهد الانتشار الأولي، وذلك بسبب التراخي وعدم الشعور بخطورة هذا الفيروس، ولهذا السبب، أي التوقع بموجة جديدة من فيروس كورونا.

وفي بلدان بالشرق الأوسط، الوضع يتجه نحو المزيد من التصاعد في الإصابات والوفيات، ويبدو أن الشعور من عدم السيطرة وتوقع موجة ثانية هو السائد هناك، وربما السبب هو ضعف تطبيق الإجراءات الوقائية وقلة الوعي وعدم الالتزام من الناس بما هو مطلوب، وهذا الوضع سوف يضغط بقوة على القطاع الصحي وعلى الإمكانيات وبالتحديد على غرف العناية المركزة، حيث الحاجة إلى أجهزة التنفس الاصطناعي، وفي ظل هذا الواقع، فهنا الخطورة من الموجة الجديدة من انتشار الفيروس، لأن الإمكانيات سوف تكون محدودة والتراخي أكثر والتوعية ضعيفة، وهذا ربما ينطبق كذلك على دول مثل الهند والباكستان وبنغلادش وغيرهما، حيث الإصابات اليومية في تصاعد مخيف، بالآلاف وربما بعشرات الآلاف.

وسوف تأتي الموجة القادمة من تفشي فيروس كورونا في ظل تخبط واضح في خطوات إجراء أبحاث لإيجاد لقاح لمنع الإصابة من الأساس بالفيروس، أو إيجاد دواء للتعامل مع آثار الإصابة بالفيروس، وكذلك في ظل التخبط وفي بعض الأحيان والتناقض في التصريحات والبيانات أو التفسيرات لنتائج دراسة أو بحث هنا أو هناك، حيث لم يظهر حتى الآن دواء أو لقاح متفق عليه ومقنع ويعطي الأمل في التعامل مع هذا الفيروس العنيد والسريع الانتشار.

وكذلك ستكون الموجة الجديدة من انتشار الفيروس، في ظل نوع ما من التراخي، أو عدم أخذ الأمور بالجدية التي تم التعامل معها في المرة الأولى، وبالأخص أن دولاً عديدة بدأت تركز أكثر على الجانب الاقتصادي المالي الحياتي، بعيداً عن الأولوية الصحية، وبدأت فلسفة التعايش مع الفيروس هي الأكثر شيوعا، أو الأكثر تقبلاً في التعامل مع الفيروس، وبالأخص تبرير ذلك بأن محاربة الفقر والمجاعة والبطالة وانعدام الأمن الغذائي هو الأهم، أو أن تداعيات ذلك هي الأخطر، وربما تأتي الموجة الجديدة من انتشار الفيروس في الشتاء أو بداية الخريف، حيث ما زال هناك تخبط ما بأن الطقس البارد العاصف ذا الرياح القوية هو من العوامل المساعدة على انتشار الفيروس وبالتالي التسبب بمزيد من الإصابات والوفيات.

وفي ظل تجاوز الوفيات حاجز المائة ألف في الولايات المتحدة، والإصابات إلى أكثر من المليونين، بدأت الدول الكبرى عسكرياً وعلمياً واقتصادياً تتبوأ المراكز الأولى في سلم الإصابات والوفيات، ومن الأمثلة على ذلك، الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والبرازيل والهند وغيرهما، وهذا يدل على أن كل الإمكانيات عند هذه الدول لن تحول دون أوضاع أسوأ من أثار الموجة القادمة، ويدل على أن إجراءات الوقاية بكل مكوناتها هي الأهم، وأن الأولويات وبالأخص أولويات الإنفاق أو الميزانية، من المفترض أن تتغير، نحو الصحة والأبحاث، خاصة أبحاثاً لها علاقة باحتياجات الناس.

ونحن في بلادنا، من المفترض أن نتوقع الموجة القادمة لانتشار فيروس كورونا، لأن بوادر مثل هكذا إعادة انتشار ولو بشكل ما، وبغض النظر عن الأسباب، بدأت في الظهور في دول محيطة بنا، سواء أكان في الجانب الإسرائيلي أو الأردن، ورغم النجاح الذي حققناه في التصدي للموجة الأولى من انتشار الفيروس، إلا أن التراخي في إجراءات الوقاية والنظر أكثر إلى الجانب الاقتصادي والبدء بتقبل مفهوم "التعايش" مع الفيروس، سوف يشكل الأرضية لانتشار هذا الفيروس في بلادنا كما سجلنا في الأيام الأخيرة، في ظل إمكانيات ضئيلة ومصادر شحيحة والتزامات كثيرة وأوضاع سياسية أقل ما يتم وصفها، بأنها سوف تكون مضطربة، ولذا فإن الحزم في تطبيق الإجراءات والتواصل مع الناس من خلال التوعية وإيصال المعلومات الواضحة بشفافية، لهو الكفيل بأن ننجح في الحد من تداعيات موجة قادمة، قد تكون شبه مؤكدة، كما نجحنا في الحد من تداعيات الموجة الأولى.

قد يهمك أيضا :   

  "كورونا"... والتغيير الجذري في منظومة التعليم والبحث العلمي

يوم البيئة العالمي هذا العام ... في ظل «كورونا»!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستكون هناك موجة جديدة من تفشي «كورونا» هل ستكون هناك موجة جديدة من تفشي «كورونا»



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 11:50 2020 الإثنين ,13 إبريل / نيسان

أجمل 5 شواطئ في المملكة العربية السعودية

GMT 19:04 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

كيف تعلمي طفلك الصبر؟

GMT 09:43 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

مرسيدس تطلق سيارتها "سي إل أس"الجديدة والمميزة

GMT 19:49 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

أرامكو تنفذ صفقة الاستحواذ على 70% من سابك

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 09:38 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 09:11 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

أسباب نجاح مسلسلات السيرة الذاتية لكثير من الشخصيات المهمّة

GMT 22:38 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

هل يمكن تنفيذ التعليم الاستيعابي الجيد بتكلفة بسيطة؟

GMT 14:48 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:19 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ترامب يكشف الحقيقة‎

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday