قلم ترامب والقلم الفلسطيني
آخر تحديث GMT 13:28:24
 فلسطين اليوم -
الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام أردوغان يبدي استعداد تركيا للمساعدة في وقف حرب غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل تجدد قصف الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متعددة في لبنان مسبباً دماراً واسعاً في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب الاحتلال يعتدي على طاقم إسعاف ويحتجز مسعفة في أوصرين جنوب نابلس الصين تعرب عن دعمها لمذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت وتؤكد أهمية وقف إطلاق النار في غزة عشرات الآلاف من المستوطنين يقتحمون الخليل والمحيط الإبراهيمي بقيادة بن غفير والاحتلال يمنع الفلسطينيين من مغادرة منازلهم حزب الله يستهدف قاعدة حيفا التقنيّة و جنود الاحتلال عند أطراف الخيام وكفركلا كتائب القسام تعلن استهداف قوة إسرائيلية ودبابة ميركافا في جباليا شمال قطاع غزة "أدنوك" الإماراتية تدرس بيع حصة في شركة الغاز التابعة لها
أخر الأخبار

قلم ترامب والقلم الفلسطيني

 فلسطين اليوم -

قلم ترامب والقلم الفلسطيني

عاطف ابو سيف
بقلم : عاطف ابو سيف

عاد الحديث عن إطلاق صفقة ترامب المسماة «صفقة القرن» مجدداً؛ بعد الحديث عن قرب إعلانها ودعوة نتنياهو للبيت الأبيض للقاء ترامب بهذا الشأن. والصفقة التي توارت كثيراً عن الأنظار لفترات مختلفة لم تغب بشكل كامل يوماً عن المشهد الشرق أوسطي الذي عمل ترامب على صياغته، وشكلت فيه مصالح إسرائيل الأساس. حتى في اللحظات التي أصيبت فيها مشاريع ترامب بنكسات

وتراجعات، ظلت الصفقة في الظل تلوح من بعيد، خاصة بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل في مخالفة لكل المواقف الدولية وفي انحياز غير مسبوق المستوي. ومع هذا فهل ثمة ما يقلق في كل ذلك فلسطينياً؟ المؤكد أن الفلسطينيين كانوا ضحايا المؤسسة الدولية والقانون الدولي الجائر الذي أجهز على الكثير من حقوقهم، بل إن أغلب هذه الحقوق تم ذبحها وسلخها في مسالخ هذه

القوانين وأمام أعين الناس. ولا بد أن نجاة الفلسطينيين من الفناء والتبخر، كما أرادت الحركة الصهيونية، معجزة من نوع خاص يدينون بها لتضحيات الشهداء والجرحى والأسرى ولإصرار هذا الشعب على البقاء. حتى في أسوأ كوابيس القتلة الذين ارتكبوا المجازر بحق الفلسطينيين العزل عام 1948، فإن تطور وطنية فلسطينية ونشوء حلم جمعي بين الفلسطينيين يبحث عن دولة ويقاتل من أجلها، لم

يكن أمراً وارداً. وربما الهمجية والبربرية التي تم خلالها تنفيذ المذابح وعمليات التهجير بحق العزل والأبرياء وبقر بطون الحوامل وذبح الشيوخ وكبار السن على الطريقة الداعشية قبل مائة عام من ظهور «داعش»، كل هذه كانت تكشف حجم ما كان يراد للشعب الفلسطيني أن يؤول إليه: أن ينتهي، أن يتبخر، أن يكون شيئاً من الماضي. وربما حين يسير الفلسطيني في شوارع المدن الكبرى التي

تم تهجير سكانها أو قرب أشجار الصبار في بقايا القرى المهّجرة، يفكر بمئات الاحتمالات التي كان يمكن أن تتم لو لم تتم النكبة، لكن الاحتمال الوحيد الذي لا يخطر بباله هو أنه ما كان يجب أن يستمر في البقاء. ومع هذا فقد استمر الشعب الفلسطيني في البقاء على الأرض وفي بنائها وتعميرها رغم كل عمليات الهدم. ثمة تشابه ليس غريباً بين وعد بلفور وبين صفقة ترامب المشؤومة من

حيث جهة الوعد والموعد والموعَد به. فلا صلة لشيء بالآخر في كل ما ورد بوعد اللورد الإنجليزي الأكثر حقداً ولاإنسانية في التاريخ. وربما استحضار وعد بلفور في الخطابة الوطنية المناهضة لصفقة ترامب ليس صدفة، فالرجلان يعِدان من لا يستحق بما لا يملكان. ويمكن تذكر حتى الشعارات المناهضة التي خرجت في شوارع القدس ويافا بعد صدور وعد بلفور وربطها بالشعارات التي

يصدح بها الشبان والشابات في المسيرات الغاضبة احتجاجاً على صفقة ترامب. هذا الاستدعاء في التشابه لا يجب أن يغيب عن بالنا في كل الأحوال. أكثر من مائة عام مرت على وعد بلفور المشؤوم، وأقيمت دولة غريبة على أرض شعب ملك الأرض قبل آلاف السنين، وتم تهجير سكان الأرض واستيراد غرباء من نواحي الأرض الأربع، ليصبحوا سكان الدولة الجديدة، وكل هذا لم يؤثر على حقيقة

أن البلاد لأهلها. لا شيء يتغير بالنسبة للفلسطينيين مهما تعاظمت قوة الاحتلال ومهما تعرضوا للبطش والتنكيل والتعذيب. قد يكون بلفور قلب موازين القوة في المنطقة ومنح انتدابه لفلسطين الأرض لغير أهلها، وقد يكون تم تصميم نظام دولي بعد الحرب العالمية الثانية ومنح بعض المناطق الاستقلال وسميت دولاً حتى تشارك بالتصويت لصالح تقسيم فلسطين، وبالتالي شرعنة الدولة الاستعمارية

القادمة، لكن هذا لم يقنع طفلاً فلسطينياً، في ذلك الوقت ولا حتى الآن بعد أكثر من سبعين عاماً على النكبة، بأن الأرض ليست لأصحابها. هذه ليست بلاغة بل حقائق يمكن قياسها بنجاعة من خلال استطلاع آراء طلاب المدارس الفلسطينيين في الوطن والشتات. وكما مضى بلفور سيمضي ترامب. وستظل وعود ترامب لنتنياهو حول القدس وحول سحق الحقوق الفلسطينية وعوداً سوداء تضاف إلى

الجرائم السياسية والقانونية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، أما الحق فلا يضيع. يستطيع ترامب أن يجمع كل زعماء العالم ويهددهم ويتوعدهم إن هم لم يصادقوا على وعوده. ويستطيع أن يقنع زعماء العالم الإسلامي بأن القدس لم تعد إسلامية، وبأنه قادر على فرض إراداته الأرضية على كل قوة أخرى. ويمكن له أن يقنع القادة العرب أن مصلحة العرب جميعاً تتطلب موافقتهم ودعمهم

وتمويلهم لصفقة القرن وأن بقاء العرب وعدم فنائهم مرتبطان بتضحيتهم الطوعية بإخوتهم الفلسطينيين، ويستطيع أن يكتب روايات بطولية دونكشوتية وقصائد فخر عنترية، وأكثر من كل ذلك، لكنه لن يستطيع أن يقنع طفلاً فلسطينياً بأن فلسطين ليست بلاده وبأن حقه في العودة لها ليس محتوماً، كما لن يجد فلسطينياً حقيقياً يوقّع له على ما يريد. يمكن لكل العالم أن يوافق ترامب الرأي، ويمكن لكل

قادة الكون أن يوقعوا على ما يريد، لكن المطلوب ليس هؤلاء، المطلوب هو الموافقة الفلسطينية على الصفقة. وما لم يحدث هذا فإن كل شيء سيذهب يوماً هباءً منثوراً. مرة أخرى، لو وقّع كل العالم ولم يوقّع «القلم» الفلسطيني، فإن شيئاً لن يغير من حقيقة المستقبل الذي يتم السعي إليه. وحده القلم الفلسطيني الذي يملك الحق في التوقيع، وما لم يوقّع فإن أحاديث ترامب ووعوده وصفقاته ستذهب كما ذهب

كل ما سبقها من محاولات بائسة لإجهاض حقوق الشعب الفلسطيني. ولكن هذا يتطلب تماسكاً فلسطينياً داخلياً حتى تمضي المؤامرة.

قد يهمك ايضا :   

حركة "فتح" تدعو إلي أكبر نشاطات جماهيرية مساندة للأسري

هل كان هناك «ربيع عربي»؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلم ترامب والقلم الفلسطيني قلم ترامب والقلم الفلسطيني



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أزياء الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الأناقة الملكية والطابع العصري

عمان ـ فلسطين اليوم
استطاعت الأميرة رجوة الحسين زوجة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، خلق بصمة مميزة عبر إطلالاتها الجمالية الراقية، التي تعكس شخصيتها كملكة وكأم، سواء من خلال اختيارها للمكياج الكلاسيكي، أو طريقة تزيين شعرها بتسريحات ناعمة وفخمة، إطلالاتها الجمالية، دائماً تحمل رسالة من الرقي والاحترام، حيث تجمع في اختياراتها بين التراث العربي الأصيل ولمسات الحداثة العصرية، ما جعلها أيقونة الجمال والأناقة في العالم العربي، ومثالاً يحتذى به للسيدات اللواتي يبحثن عن التوازن بين البساطة والجمال الطبيعي. الأميرة رجوة تتألق بمكياج ناعم وتسريحة ذيل الحصان البف في أحدث ظهور للأميرة رجوة الحسين، وعلى هامش حضورها خطاب العرش للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال افتتاح مراسم الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشري...المزيد

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة
 فلسطين اليوم - إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف
 فلسطين اليوم - أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف

GMT 07:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض
 فلسطين اليوم - حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض

GMT 08:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية الصحية طريقك لصحة العين وحماية من مشكلات الرؤية
 فلسطين اليوم - التغذية الصحية طريقك لصحة العين وحماية من مشكلات الرؤية

GMT 12:59 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب
 فلسطين اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب

GMT 14:26 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

نجوى إبراهيم ضيفة إسعاد يونس للمرة الأولى منذ سنوات

GMT 07:34 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

"مطعم القطط" يعتبر من أجمل الأماكن لتناول الطعام

GMT 11:49 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لهدايا كتب الكتاب للعروس

GMT 22:21 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

فهرية أفجان تستعد لتصوير إعلان جديد مع جينيفر لوبيز

GMT 10:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

روجينا بإطلالة كلاسيكية راقية في أحدث جلسة تصوير

GMT 20:33 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

كفيتوفا تتجه بإيجابية إلى مستقبلها بعد عام على إصابتها

GMT 15:20 2016 الإثنين ,01 شباط / فبراير

رينو الفرنسية تفتتح مصنعًا لها في الصين

GMT 16:59 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

سيارات رياضية يمكنك شراؤها بأقل من 10 آلاف دولار أميركي

GMT 00:57 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

عزوزة يوضح المشاكل ومعوّقات الاستثمار في الجزائر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday