نتنياهو من رئاسة الحكومة إلى رئاسة الدولة
آخر تحديث GMT 21:21:11
 فلسطين اليوم -

نتنياهو: من رئاسة الحكومة.. إلى رئاسة الدولة!

 فلسطين اليوم -

نتنياهو من رئاسة الحكومة إلى رئاسة الدولة

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

مع تشكيل نتنياهو حكومته الجديدة الأسبوع المقبل كما هو متوقع، يكون قد وضع حداً ولو مؤقتاً للأزمة السياسية التي عصفت بدولة الاحتلال والتي استمرت نحو عامٍ ونصف العام، وفي الوقت ذاته فمع هذا التشكيل يكون نتنياهو قد أخضع دولة الاحتلال لإرادته الشخصية في سابقة لم تشهد لها مثيلاً من قبل، بعد أن نجح بالفعل في تقويض سلطة القضاء بالتوازي مع تهشيم قوى المعارضة، وبحيث باتت الساحة السياسية ميداناً للاعب واحد وحيد يلهو بها كما يشاء.

نتنياهو الذي أحكم سلطته لعقدٍ من الزمن كرئيس للحكومة، لا يسعى فقط إلى تأكيد زعامته الإضافية لعامٍ ونصف العام، بل إنّ المقربين لديه يؤكدون من خلال ثرثرتهم أنّ نتنياهو سينجح في الإفلات من المحاكمات في ثلاثة ملفات لتلقيه الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، رغم أنه أول رئيس حكومة يتم توجيه لوائح اتهام جنائية عن جرائم ارتكبها أثناء فترة حكمه ما يعتبر إساءة لاستغلال السلطة، أكثر من ذلك فهو يتطلع بعد نهاية أعمال ومدة الحكومة الجديدة أي بعد حوالى أربع سنوات لتولي منصب رئاسة دولة الاحتلال ويضيف هؤلاء: إن تعامل نتنياهو الفاعل مع سلطة القضاء ومحكمة العدل العليا التي خضعت لإرادته في نهاية الأمر، ما هي إلاّ بروفة لما ستكون عليه المحاكمات اللاحقة حول هذه الملفات، بعدما نأت محكمة العدل العليا عن دورها القانوني والدستوري كونها كما قالت رئيستها في معرض شرح مسوغات قرارها: إن المحكمة ليست لاعباً سياسياً، خاصة أنه ليس هناك نص دستوري واضح يمنع متهماً بقضايا جنائية من تكليفه برئاسة الحكومة، وهذا الشرح بحد ذاته سابقة قانونية ودستورية، يسعى نتنياهو وتكتل اليمين بشقَيْه الليبرالي والديني إلى التمسك بها لإزالة سلطة القضاء من المشهد أو على الأقل تهميش دورها والتخلي عن مسؤولياتها.

سعي نتنياهو إلى رئاسة الدولة، بعد أن يكتفي بأكثر من عقد في رئاسة الحكومة، يشير إلى أنّ الطريق باتت ممهدة لتحقيق هذا الهدف الذي يبقيه لاعباً في الساحة السياسية حتى من بوابة رئاسة الدولة، ذلك أن محاكماته حول الملفات الجنائية من المتوقع أن تستمر شهوراً وربما سنوات، وعندما يأتي الوقت الملائم للدفع بنفسه نحو رئاسة الدولة بدعمٍ من قوى اليمين المهيمن على الساحة السياسية في إسرائيل، فإن أي التماسات ضد هذا التوجه سيطاح بها في سياق السابقة التي أشرنا إليها، وهي أن محكمة العدل العليا ليست معنية بالتدخلات السياسية، وأن هذه من مهام البرلمان أي الكنيست، وأنه ليس هناك نص دستوري يمنع وصول أي شخص لتولي منصب رئاسة الدولة رغم توجيه لوائح اتهام بجرائم جنائية له.

من الصحيح أن ليس هناك نص قانوني ودستوري يمنع نتنياهو من تشكيل الحكومة إلاّ أن هناك في إطار الفقه الدستوري ما تسمى «روح الدستور»، أي عدم الوقوف عند وجود نص من عدمه في حال أن هناك مسائل ذات طبيعة حساسة وأخلاقية بالدرجة الأولى كما هي حال الملفات الجنائية لنتنياهو، الأمر الذي يتطلب تدخلاً من قبل المحكمة، ويضاف إلى ذلك، وفي سياق روح الدستور أيضاً، أن من مهام المحاكم العليا في النظم الديمقراطية اشتقاق ما تسمى «السابقة الدستورية»، عندما لا يكون هناك نص واضح إزاء مسألة من المسائل، وهو الأمر الذي تخلت عن القيام به محكمة العدل العليا الإسرائيلية لاتخاذ القرار الملائم لنتنياهو.

التناقض الذي يتوجب الالتفات إليه حيال شرح رئيسة المحكمة العليا لتبرير قرارها بهذا الشأن، يتعلق بالإشارة إلى أنّ المحكمة يمكن لها أن تتدخل مستقبلاً في حال شل عمل الكنيست أو تم قمع المعارضة، وهذا يعني تدخلاً من قبل المحكمة في الشأن السياسي الذي قالت المحكمة: إنها غير معنية به، وفي تقديرنا أن المحكمة في سياق هذا التبرير حاولت أن تبدو أنها أكثر توازناً وعدلاً، وأن قرارها لصالح نتنياهو يمكن أن يتغير في المستقبل، إلا أن ذلك كله ليس كافياً لإقناع أي محايد بحيادية المحكمة.

قد يهمك أيضا : 

    ائتلاف نتنياهو - غانتس: قوانين استباقية للالتفاف على المحكمة العليا

   إسرائيل: هل أغلق الباب أمام انتخابات رابعة ؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو من رئاسة الحكومة إلى رئاسة الدولة نتنياهو من رئاسة الحكومة إلى رئاسة الدولة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ فلسطين اليوم
في مهرجان الجونة السينمائي 2024، تألقت الممثلة التونسية هند صبري بإطلالة مميزة أبهرت الحضور وجذبت الأنظار، اختارت هند صبري فستانًا باللون الوردي الراقي من توقيع علامة MOONMAINS، والتي تميزت بتصاميمها العصرية والأنيقة، الفستان تميز بقصته الأنيقة وأكمامه المنفوخة، التي أضافت لمسة من الأنوثة والرقي لإطلالتها، اللون الوردي اللامع أضفى على هند لمسة مشرقة وملفتة، تتماشى تمامًا مع الأجواء الاحتفالية للمهرجان. لم تكتفِ هند صبري بالفستان الراقي فحسب، بل أضافت لمسة من الفخامة على إطلالتها من خلال ارتدائها لمجوهرات مميزة من تصميم عزة فهمي، المصممة المصرية الشهيرة، اختارت سوارًا مزينًا بأحجار كريمة تضفي بريقًا إضافيًا على مظهرها، هذه المجوهرات لم تكن مجرد إضافة جمالية، بل كانت بمثابة تكريم للتراث المصري بلمسات عصرية تتماشى مع أجواء ...المزيد

GMT 21:18 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 فلسطين اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 21:10 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مراكش وجهة سياحية تجمع بين التاريخ العريق والثقافة الأصيلة
 فلسطين اليوم - مراكش وجهة سياحية تجمع بين التاريخ العريق والثقافة الأصيلة

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 02:14 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سنغافورة على رأس أكثر 100 مدينة ترحيبًا بالسياح

GMT 16:59 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول مشروب الهيل الممزوج بالعسل بالحليب للإسترخاء

GMT 22:40 2015 الإثنين ,12 كانون الثاني / يناير

النفط يهوي 5 % مقتربًا من أدنى مستوى له في ستة أعوام

GMT 06:39 2015 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

صحيفة بريطانية تعرض للمرأة أحسن 11 سترة تزلَج على الجليد

GMT 17:52 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تؤكد أن فيتامين "د" يحمى الأطفال من الإصابة بالسكري

GMT 10:20 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة توقف شخصين بتهمة التعدي على أماكن أثرية في الخليل

GMT 06:03 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

رالف لورين يطرح ستايل أزياء بشكل ملائم
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday