«كورونا» والأثر الإيجابي على نظامنا البيئي
آخر تحديث GMT 23:32:30
 فلسطين اليوم -

«كورونا» والأثر الإيجابي على نظامنا البيئي

 فلسطين اليوم -

«كورونا» والأثر الإيجابي على نظامنا البيئي

عقل أبو قرع
بقلم : عقل أبو قرع

مع كل المآسي والأضرار والخسائر بأنواعها التي أحدثها تفشي فيروس «كورونا» في مختلف أنحاء العالم، إلا أنه وحسب المعطيات والدراسات الأولية، ونتيجة لبعض الأبحاث من هنا ومن هناك، خرج النظام البيئي العالمي رابحاً ولو في الوقت الحاضر على الأقل، حيث تشير المعطيات الى انخفاض نسب التلوث بدرجة تصل الى حوالي الـ  80% في المدن الصناعية الكبيرة، مثل بكين ودلهي ولوس أنجلس ونيويورك وسان باولو وغيرهما، وتظهر بعض الصور التي تم التقاطها من الفضاء بدء تعافي طبقة الأوزون التي تحمي الأرض ومن عليها من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، وحتى بينت الوقائع أن قمم جبال الهمالايا في الهند قد تم رؤيتها منذ عشرات السنوات، لأول مره بالعين المجردة، نتيجة انقشاع طبقات التلوث التي كانت تغطيها وتغطي أجواء الهند بكثافة.

حيث نعرف أن التلوث البيئي هو نتاج مباشر للتقدم الصناعي ونشاطات البشر، وأن هناك علاقة مباشرة بين التلوث البيئي وأمراض كثيرة ومنها أمراض عضالة لها علاقة بالتلوث البيئي وتداعياته، ومنها ما هو اصبح شائعاً عندنا، ومنها أمراض السرطان المتنوعة، والتي أصبحت وخلال السنوات القليلة الماضية، مسبباً أساسياً للوفيات في كثير من الدول، والمسبب الثاني للوفاة في بلادنا، سواء أكان ذلك في الضفة الغربية او في قطاع غزة، حيث على ما يبدو هناك ممارسات حياتية وظروف بيئية وأنظمة غذائية هي التي ساعدت وتساعد على انتشار هذه الأمراض.

ومع الأثر الإيجابي الآني لفيروس «كورونا» على النظام البيئي العالمي، إلا أن هناك دراسات تربط وبشكل ما بين انتشار الأوبئة وبالأخص الفيروسات وبين عبث الإنسان في النظام البيئي الذي نحيا فيه، وان إخلال الإنسان بالتوازنات البيئية الحيوية الذي يحويها النظام البيئي، من بشر وحيوانات ونباتات ومياه وهواء وتربة وما الى ذلك، هو الذي ساعد على انتشار كائنات دقيقة ومن ضمنها الفيروسات من المكونات الأخرى في النظام البيئي الى الإنسان، وبالأخص حين يكون هذا العبث في شكل إحداث الاختلالات الجينية أو الهندسة الجينية في نباتات وحيوانات من أجل تغيير صورتها الأصلية، وذلك من أجل الاستفادة أكثر أو الاحتكار، وهذا ربما وحسب دراسات، قد ينطبق على المساعدة التي كان في الأصل يستأصل بها هذا الفيروس، الى الإنسان ومن ثم انتقاله من الإنسان الى الإنسان، وصولاً الى الأوضاع التي نعيشها في الوقت الحاضر.

وانتشار «كورونا» في مختلف بقاع العالم، وبالأخص في الدول الصناعية الكبرى، مثل الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والصين والهند والبرازيل وروسيا وغيرهما، وبالتالي توقف عجلة الدوران الصناعي وبالتالي التلوث البيئي، قد ينطبق عليه المثل الشائع بأن «مصائب قوم عند قوم فوائد»، حيث ورغم ملايين الإصابات ومئات الآلاف من الوفيات، والخسائر الاقتصادية بمئات المليارات من الدولارات، الا أن بقاء حوالى 4 مليارات إنسان في بيوتهم، أو توقف نشاطاتهم وتنقلاتهم وحركتهم وتفاعلهم مع بعضهم، وبالتالي توقف الطيران والسيارات والمصانع وضعف الإقبال على استهلاك النفط، قد أحدث أثراً سريعاً إيجابياً على النظام البيئي، متمثلاً في قياس نسبة تلوث الهواء في المدن الصناعية الكبرى، وبالتالي انخفاض نسبة التلوث هذه الى اكثر من 50% مقارنة بالظروف العادية، وبالطبع سوف يكون لذلك أثر على النظام البيئي، على المدى البعيد.

حيث إن الاحتباس الحراري وارتفاع حرارة الأرض وما جر ذلك من ذوبان للجليد والفيضانات وقلة الأمطار والتصحر، هي ظواهر نتجت بفعل تواصل وتراكم الملوثات في الجو، وبالأخص ملوثات تقوم المصانع والمعامل ومصافي النفط ومحطات الطاقة ببثها الى طبقات الجو في الدول الصناعية، ومن الواضح أن تلك الدول هي التي تأثرت وما زالت تتأثر كثيراً بتفشي وتداعيات انتشار فيروس كورونا، وبالتالي من المتوقع أن يكون هناك أثر إيجابي بعيد المدى على هذه الظواهر في هذه الدول.  

ومع المآسي التي تتواصل نتيجة انتشار فيروس «كورونا» وتزايد عدد الوفيات وارتفاع عدد البلدان التي اجتاحها هذا الفيروس، دعونا نتذكر أن التقدم التكنولوجي والصناعي وبث الملوثات الى الجو، ليس دائماً في الصالح الإيجابي للبشر، حيث دلت نتائج دراسات ومعطيات سريعة، أنه من الممكن التوازن بين نشاطات البشر المفيدة لهم وبين الحفاظ على النظام البيئي لهم ولأجيالهم، سواء من حيث حماية الهواء والمياه والغذاء من التلوث، أو حماية الأرض ومن عليها من أشعة الشمس الضارة، أو من حيث منع إحداث الخلل في حرارة الأرض والاحتباس الحراري، وبالتالي قلة الأمطار والتصحر وذوبان الجليد وارتفاع مستوى البحار والمحيطات واختفاء أماكن في بقاع الأرض، وبالتالي إحداث الدمار والوفيات والتشتت، والتي تكون أكثر بكثير مما أحدثه «كورونا» وربما غيره من الفيروسات الأخرى.

قد يهمك أيضا :   

عالم «كورونا» العجيب... المجهول والمعلوم

فيروس كورونا... حين يضرب السياسة والاقتصاد والصحة معاً!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورونا» والأثر الإيجابي على نظامنا البيئي «كورونا» والأثر الإيجابي على نظامنا البيئي



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تألقي كـ سيرين عبد النور باختيار الجمبسوت والفساتين لإطلالة تخطف الأنظار

القاهرة ـ فلسطين اليوم
دائماً ما تكون إطلالات النجمة سيرين عبد النور مصدر إلهام لكل امرأة ترغب في الحصول على إطلالة رائع خاصة في السهرات والمناسبات المهمة. لذلك واحتفالاً بعيد ميلاد النجمة سيرين عبد النور قررنا اليوم أن نجمع لكِ أبرز إطلالاتها التي يمكن أن تساعدك في الحصول على مظهر رائع، وذلك سواء كنتِ من أصحاب القامة الطويلة، أو تملكين قوام الساعة الرملية مثل سيرين عبد النور. الجمبسوت اختيار سيرين عبد النور في السهرة حرصت النجمة سيرين عبد النور على اختيار الجمبسوت الكلاسيكية أو السواريه بشكل كبير أكثر من مرة، والذي نجح في أن يعكس مظهراً رائعاً لكِ سواء في المناسبات أو حتى من خلال جلسات التصوير المميزة التي شاركت بها متابعيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حيث اختارت سيرين عبد النور اعتماد الجمبسوت البسيط الذي يتميز بقصة مستقيمة وبنطلون واسع بشك...المزيد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:05 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الأسد" في كانون الأول 2019

GMT 18:04 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

طائرة البحرين تتراجع عن المشاركة في "كأس آسيا"

GMT 06:25 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 14:50 2016 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

انطلاق منافسات أمم أفريقيا للقوس والسهم

GMT 06:45 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

إصابة جنديين إسرائيليين واعتقال شاب باقتحام "بلاطة" بنابلس

GMT 21:17 2020 الإثنين ,11 أيار / مايو

هذا هو العطر المناسب لبرجك

GMT 12:47 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

الفحوص الطبية تثبت سلامة باسم مرسي من وتر أكيلس

GMT 00:39 2014 الأحد ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.7 درجات على مقياس ريختر يضرب شرق رومانيا

GMT 21:52 2017 السبت ,11 آذار/ مارس

أتليتكو مدريد يتفوق على غرناطة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday