هومو سابين يرى نُذر الآخرة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

"هومو سابين يرى نُذر الآخرة"

 فلسطين اليوم -

هومو سابين يرى نُذر الآخرة

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

العنوان أعلاه بين مزدوجيْن، لأنه عنوان مقالة قديمة عن انقراض الأنواع الجاري، بما فيها انقراض النوع البشري، جرّاء حرب نووية تبيده، فترث الأرض حشرات الدم البارد، كالعقارب والعناكب، التي ستغدو في حجم الديناصورات المنقرضة. قبل نصف قرن، أقلّ أو أطول، رأيتُ فيلماً هوليوودياً عنوانه «فرسان القدر» يهدد فيه البشرية بفناءٌ نسبي، بالحرب، الطاعون، الجذام، الجفاف، الجراد، الطوفانات والسرطان.. إلخ.

صرتم ترون أفلاماً خيالية عن حروب الكواكب، وغزو مخلوقات لكوكب الأرض الأزرق المائي لأن الماء اختفى في كواكبها، وهي تريد استعمار كوكبنا الذي يتسيّده الإنسان البشري، أو تريد إنقاذ بعض البشر إلى كواكبها، كما فيلم «قريب من النوع الثالث» من  خطر يتهدد الحياة البشرية بالفناء لمصادفاتنا أو دونها. فإنسان الأرض يتنفس هواء ثلاثة أرباعه من الأوكسجين وثلاثة أرباع جسمه من الماء وثلاثة أرباع الكوكب بحار ومحيطات، ويحصل في فيلم آخر أن الغزاة القادمين من مجرات سحيقة يتنفسون هواء من الأزوت ومن ثم يحترقون إن تنفسوا هواء يحوي الأوكسجين.

في الأمثال: «إن البعوضة تدمي مقلة الأسد»، ملك الغاب. وفي غير الأمثال، إن الفيروسات تخوض حرباً وجودية مع الإنسان ملك الكائنات، ما إن يروض العقل البشري نوعاً حتى يتحوّر إلى نوع آخر من الفيروسات. يتحدثون عن خطر احترار جو الأرض وذوبان الطبقتيْن الجموديتيْن. ماذا لو كانت جراثيم وفيروسات في سبات تحت كيلومترات من الجليد، لا قِبل للطب البشري بها.
يخلط الإنسان العاقل ـ المنتصب (هومو سابين) بين انقراض كائنات ونباتات بفعل بشري، وبين انقراض النوع الإنساني، وبين قيامته وقيامة كوكب الأرض، ثم بين فناء الأرض بنطحة من كوكب آخر، وانطفاء نجم الشمس بعد مليارات السنوات.

حسب العالِم ستيفان هوكنغ الراحل، أمام البشرية قرنان، قبل أن يصبح كوكب الأرض غير قابل للحياة، وعليه أن يهرب منها بجلده، إن استطاع أن يخرق سرعة الضوء، كما خرق سرعة الصوت.
تعرفون أن الحياة تتطور وتتقدم بعد كل كارثة كونية تضرب الأرض، وهي تتقدم بأسلوب «الطفرات».. لكن 99% من الطفرات يتم إلغاؤها.. لكن الفيروسات، بدورها، تقوم بطفرات إن أخمدها العقل البشري.

منذ نهاية السنة الماضية، ومع فيروس مستجدّ، يتعلم الطب البشري أبجدية فيروس جديد، وأسباب انتشاره السريع، والوقاية منه. قيل أولاً: إنه ينتقل برذاذ السعال والعطس، وإن على الإنسان أن يبتعد متراً ونصف المتر عن حامل العدوى المشكوك بإصابته.. لكن يُقال الآن: إن عليه الابتعاد تسعة أو عشرة أمتار. قيل في البداية: للأطفال والشبّان مناعة معينة، وإن كبار السن هم الضحايا قبل غيرهم، كما كان يُقال قبل اكتشاف أسباب السرطان: إن فلاناً ما مات ميتة ربّه، ثم اكتشفوا في المومياوات أنه مرض قديم، وأنه يصيب الحيوانات، ولا يوفّر حتى نموّاً سرطانياً حميداً يصيب الثمار.

نعرف لماذا لوباء وجائحة «كورونا» اسم آخر هو «كوفيد 19» اختصاراً، فلماذا بعد إخماده لا يتحوّر إلى «كوفيد 21 أو 23»، أو كما يطلقون على تطور الطائرات الحربية لتصبح أكثر قدرة على المناورة والتسلل والتدمير معاً. لما ضرب النوع البشري وباء مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) سرعان ما عرف الإنسان السبب، لكن لم يتوصل بعد إلى قطع دابره، وعندما ضرب وباء «كورونا»، كان علينا أن نعقّم الطاولات ومقابض الأبواب، وأن نتكمّم ونرتدي القفّازات.

يقولون عن الذي يموت «جاد بأنفاسه الأخيرة».. لكن كوكب الأرض يتنفس، أيضاً، وهكذا عندما تكمّم الإنسان، انحسر عن كوكب الأرض وباء تلوّث الجو، وتحسّنت رئة الأوكسجين في الكوكب.
حتى الآن، يقولون: إن هذه «الست كورونا» أو «السيد كورونا»، انتقل/ت إلى البشر عن طريق كائنات من الخفافيش والفئران التي كان تستضيف الفيروس وتعيش معه، وصاروا يقولون: إن العدوى يمكن أن تنتقل من البشر إلى القطط، فإذا ضاقت المسافة بين الخليّة الحيّة والجماد، وصار «كورونا» ينتقل من النبات إلى الإنسان.. «فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان».

اخترع الإنسان الكتابة، ثم اكتشف قبلها إشعال النار، والكهرباء، وتفليق الذرة.. لكنه لم يتوصل بعد إلى الانتصار على الأمراض، وقطع دابر الفيروسات بالمطهّرات والمعقّمات، وكلما روّض فيروساً وأخمده، انتفض الفيروس من سُباته، أو اكتسب تحويراً أدهى. الأمر يشبه أسطورة «كعب أخيل» الذي عمّدته أمّه من خطر الموت بتغطيسه في الماء المقدس، لكن أمسكت بعقبه.. ذهب إلى الحرب، ومات بسهم مسموم أصاب عقبه.

ما بعد «كورونا» زمن بشري آخر، ومناعة مكتسبة أخرى.

قد يهمك أيضا :  

  يوم خديجة الشواهنة

بين المسميتين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هومو سابين يرى نُذر الآخرة هومو سابين يرى نُذر الآخرة



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday