غزة أيضاً ودائماً
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

غزة أيضاً ودائماً

 فلسطين اليوم -

غزة أيضاً ودائماً

غسان زقطان
بقلم : غسان زقطان

تبدو صبيانية وخالية من التقدير وممعنة في التجاهل طريقة تعامل "حماس" مع الواقع الذي نشأ بعد أزمة الوباء، الإعلان المتكرر، الذي يبدو دفاعياً، عن خلو غزة من الإصابات كما لو أن جلوس مشايخ "حماس" على سدة الحكم في القطاع هو "اللقاح الرباني" الذي سمح بنجاة القطاع من الوباء، تحديداً الانقسام، وسياسة المحافظة عليه في كل الظروف وحمايته، هي النعمة التي حصل عليها أهل غزة دون غيرهم من سكان الكوكب.لا يوجد في أدراج "الإخوان المسلمين" فتوى تجعل من الانقسام الفلسطيني وسيلة لمواجهة الوباء، فكرة المؤامرة التي يمكن الاتكاء عليها او تعويمها انهارت في الأيام الأولى للمواجهة، رغم أنها ظهرت ضمن تفسيرات ساذجة وفتاوى وتحليلات هشة واعتمدت رسمياً، دون فعالية، إثر تصريحات "خامنئي" وحديثه المسهب عن دور "الجان" في الأمر.

المساجد والكنائس أُغلقت بعد مقاومة مكلفة، وصلوات الجماعة والقداديس دخلت في قائمة التجمعات الممنوعة، الإيمان عاد الى روح الفرد بسيطاً وعميقاً وسماوياً، وهذا تحديداً لا يخدم أجندة "الإسلام السياسي" ويجرد أحزابه من تجييره وتوجيهه واستخدامه.أصبح ممكناً رؤية الأرضية البيضاء النظيفة للحرم القدسي في مكة، وتأمل البابا فرانسيس بقيافته اللاهوتية كاملة وحيداً على شرفة الفاتيكان.الفيروس التاجي المسمى بـ "كورونا"، أُطلق عليه الاسم "كوفيد19" فيما بعد، الذي يفتك بالعالم ويسيطر على كوكب الأرض، ليس مؤامرة على "المقاومة"، ولم يتم إنتاجُه في مختبرات "المقاطعة" في رام الله.

الأساليب القديمة في تمرير الوقت بانتظار معجزة، وضع الألغام داخل بنود اتفاقات "المصالحة"، والاعتماد على التنفس الصناعي الذي توفره "المنحة القطرية" هناك وعد بـ 150 مليون دولار للأشهر الستة القادمة، ما يوفر سبباً وجيهاً لتمسك "حماس" بالانقسام، وتسخين اللغة فوق الطاولة بينما تجري الاتفاقات بانسياب تحتها، مسيرات العودة بتكاليفها الباهظة... كل هذه "البدع" وسواها، التي تتفتق عنها مخيلة "الإخوان المسلمين" في خدمة هدفها الوحيد وهو مواصلة حكم غزة، لم تعد ملائمة على الإطلاق وتبدو صبيانية فعلاً.

"إسماعيل هنية" وعقلية "أمير المؤمنين" المثيرة للشفقة التي تهيمن عليه تكشفت عن فقر مدقع في الإدارة، فقر وسذاجة قد تتسبب في كارثة لا يمكن السيطرة على أبعادها هذه المرة، لم يعد ممكناً تأليف "مسيرة" وإحراق صور "كورونا" أو توجيه اتهامات ضد "كوفيد 19"، ولن يكون ممكناً لشخص مثل "مشير المصري" أن يتبرع بموت نصف مليون فلسطيني في مواجهة الفيروس، وستبدو أعطية النصف مليون دولار، التي جاد بها "الفلسطيني الطائر" هنية لو افترضنا أنها حقيقية، لـ "أهلنا" في لبنان نكتة سمِجة في أفضل حالاتها.

سلموا السلطة التي استوليتم عليها بالقوة، توقفوا عن التذاكي والمكابرة وتبديد الوقت الثمين، ساهموا في إنقاذ وحماية شعبكم.إن لم يكن هذا جوهر المقاومة وحكمة الإيمان، فما هي "المقاومة"؟.لعل الإشارة الأهم في هذا الوقت الصعب تكمن في الخطاب الذي وجهه "محمد اشتية" رئيس الوزراء الفلسطيني، الذي توجه للفلسطينيين كشعب موحد، بمعزل عن الجغرافية وضيق الأفق السياسي والتقسيمات السياسية، اللغة الوطنية الواضحة والمسؤولة التي اتسم بها الخطاب.هذه هي الإشارة التي يمكن البناء عليها في مواجهة الأزمة التي قد تطول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة أيضاً ودائماً غزة أيضاً ودائماً



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday