و«قول على قول»
آخر تحديث GMT 18:28:05
 فلسطين اليوم -

.. و«قول على قول» !

 فلسطين اليوم -

 و«قول على قول»

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

يقولون، عادةً، "في المسألة قولان"، وفي "فك ارتباط" السلطة والمنظمة.. ودولة فلسطين، أقاويل وتأويلات وتفاسير عدّة.
هناك قول غير معروف قائله؛ وهناك قول منسوب للرسول الأعظم. يقول الأوّل: إن وضعت يدك على غمد سيفك.. فأشهره، وإن أشهرته فاضرب به؛ وهناك قول لرسولنا: من رأى منكم منكراً، فليغيّره بيده، أو بلسانه.. أو بقلبه!

قد أقول: في الانتفاضة الثانية الوخيمة، أشهرت السلطة سيفها وضربت به، أما في تحلّل السلطة من اتفاقاتها والتزاماتها لمرحلة ما بعد أوسلو، فإن "كادوك" السلطة له وجهان: قانوني وعملي، القانوني أُلغي، والعملي يكاد يستحيل الإلغاء!

حتى قبل خطة "صفقة القرن"، فإن سلطة الاحتلال جعلت السلطة الفلسطينية كأنها ذات مسؤولية بلا صلاحية، وأما بعد باشرت سلطة الاحتلال فرض سيادتها، عن طريق أسلوب استيطان القضم والهضم، على أي جزءٍ من الأرض المحتلة، فإن مفهوم السيادة في "حل الدولتين" يهدد بتقويض عنصر أو اثنين من عناصر السيادة الثلاثة، وهي: سيادة دولة فلسطين على أرضها، وسيادتها على شعبها.. والاعتراف الدولي بهذه السيادة.

منذ إعلان ترامب خطته، رفضتها السلطة والمنظمة والشعب باللسان والقلب معاً، وكذا سبق وفعلت منذ إعلان "حكومة الطوارئ" الإسرائيلية خطة فرض سيادة إسرائيلية، فالسلطة تستند إلى ثلاثة عناصر ومكامن قوة: وجود الشعب على أرضه، عدم تسليمه بالاحتلال، وعجز أميركا الترامبية وإسرائيل اليمينية عن فرضها، لأن كل "صفقة" تشترط قبول الطرفين بها.. بالرضى أو بالإرغام!

أذكر أن واحداً من كتّاب الرأي في "الأيام" سأل عرفات: لماذا وافقتم على أوسلو؟ فأسند عرفات ظهره إلى كرسيه، وقال: الظهير العراقي انهار، والروسي انهار.. وهذا قبل انهيار الظهير العربي جملة وتفصيلاً.

بعد الانتفاضة الأولى العظيمة، وقبل أوسلو، كان هناك من تحدث عن "حكومة منفى" تشكلها المنظمة في تونس، والآن، هناك من يتحدث عن عودة السلطة إلى رحم المنظمة، وانسحاب حكومة السلطة إلى حكومة المنظمة في الجزائر.. وبالذات؟

عن هذا الخيار، كتب الزميل عماد شقور، أحد مستشاري عرفات في المنفى، الذي يقيم الآن في مدينته سخنين، بعد استعادة جنسيته الإسرائيلية بفضل أوسلو.
لست مع هذا الرأي، لأن الإدارة العرفاتية للمنظمة الناجحة بعد خروج الأردن، وخروج لبنان، ودخول فلسطين، صعب أن تتكرر، كما لن يتكرر الحنين للناصرية في مصر، وللقذافية في ليبيا، وللصدّامية في العراق.. إلخ!

في وقت مبكر من الاحتلال، قال ميرون بنفنيستي إن الاستيطان وصل نقطة اللاعودة؛ وبعد خطة ترامب للصفقة، وخطة إسرائيل لفرض السيادة، هناك قول لعدة أطراف بأن "حل الدولتين" وصل نقطة اللاعودة، وأن خطة ترامب تنتقل من "الاقتصاد التابع" الفلسطيني إلى "الكيان السياسي الفلسطيني التابع" في فلك إسرائيل يسمى "فلسطين الجديدة" منزوعة السيادة على معظم أرض "حل الدولتين" ومحدودة السيادة على شعبها.

الكاتب اليساري الإسرائيلي في "هآرتس" جدعون ليفي، يرى أن موت "حل الدولتين" يعني دولة فصل عنصري إسرائيلية أو واقع "أبارتهايد" ستكون إسرائيل فيه دولة منبوذة عالمياً، ونصيحته للفلسطينيين أن "عانقوا الضم" وطالبوا بحقوق مواطنية متساوية، ففي ذلك نهاية للصهيونية وللدولة اليهودية العنصرية.

انظروا إلى تركيب حكومة الطوارئ التي ستباشر القضم والضمّ، هناك وزيرة "فالاشية" للاستيعاب والهجرة، وليس هناك وزير عربي فلسطيني، أي لعشرات الألوف من اليهود الأثيوبيون، وليس لمليون ونصف المليون فلسطيني، حتى أن زعيم "المعارضة" البرلمانية منشق عن حزب "أزرق ـ أبيض"، وهو يائير لبيد، وليس نائباً من "القائمة المشتركة".
إن لم تتحقق المساواة المواطنية بعد 72 عاماً من قيام إسرائيل، فكيف ستتحقق إن "عانق" فلسطينيو السلطة خطة الضم والقضم.

المسمّى هو "فرض السيادة" الإسرائيلية، والمعنى الفعلي هو "الضم" وللمستوطنين في الضفة الغربية حق تقرير المصير، كمواطنين يهود في دولة إسرائيل اليهودية، وليس للفلسطينيين فيها حق تقرير المصير، لأن قانون القومية الإسرائيلي يقول: للشعب اليهودي وحده حق تقرير المصير.

يوم الحداد الشركسي
لعلها مصادفة أن يكون 15 أيار يوم النكبة، وأن يكون 21 أيار هو يوم الحداد والحزن الشركسي، حيث قاتل شركس القوزاق القيصرية الروسية قرناً وسنة واحدة من العام 1763 حتى العام 1864، ومات في هذه الحرب 2 مليون شركسي، ومنهم 500 ألف بعد استسلام الإمام شامل عام 1859، وهاجر 90% من الشركس إلى خارج بلادهم للدولة العثمانية أو للبلاد العربية حيث صاروا مواطنين.
هناك، أيضاً، نكبة الأرض بأيدي الأتراك، والهولوكوست اليهودي، واستقلت أرمينيا عن الاتحاد السوفياتي، وذهبت الفنّانة سيتا مانوكيان الأرمنية اللبنانية إلى يريفان، لكنها عادت إلى لبنان لأنه صار وطنها.
عمر الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي أكثر من قرن، ويقول الفلسطينيون: لا وطن لنا سوى فلسطين، واليهود: لا وطن لنا سوى إسرائيل. المسار والمصير مترابطان، إلى أن تتشكل في البلاد كونفدرالية.. ربما بعد قرن آخر من الزمان.

قد يهمك أيضا :

 ترشيحا «الامبراطورية»، وترشيحا «القلعة»

   EGO نكبوية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 و«قول على قول»  و«قول على قول»



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday