الضمّ يربك إسرائيل كارثة خطيرة أم فرصة تاريخية
آخر تحديث GMT 18:50:45
 فلسطين اليوم -

"الضمّ" يربك إسرائيل: كارثة خطيرة أم فرصة تاريخية؟!

 فلسطين اليوم -

الضمّ يربك إسرائيل كارثة خطيرة أم فرصة تاريخية

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

من طريقة النقاش الداخلي لدى الطبقة السياسية والحزبية والحكومية في دولة الاحتلال، يبدو كأن أحداً لا يملك المعلومات الكافية حول مضمون وإعلان السيادة على الأراضي الفلسطينية، ولا على موعد إقرار هذه الخطة، ولا حتى مدى إضرارها أو استفادة دولة الاحتلال منها، وكأن هناك «حوار طرشان» بين مختلف الأطراف والمستويات السياسية والأمنية والعسكرية، ما جعل هذه المسألة عنواناً لبلورة المزيد من المحاور والتقاطعات والإشكالات والتعارضات بين مختلف هذه الأطراف، على ضوء أنّ البعض منها يعتبر الضم خطراً كارثياً، في حين يرى البعض الآخر أنه فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها والإسراع باغتنامها.
إلا أنّ الحوار الأبرز بين مختلف الحوارات والنقاشات في هذه المسألة جاء بعد اجتماع رئيس الحكومة بمجلس الاستيطان، إثر تصريحات هذا الأخير التي تتعارض مع توجهات الحكومة بهذا الشأن، وبنتائج هذا الحوار يتبين أن نتنياهو لم يتمكن من إقناع رئيس المجلس ديفيد الحباني برؤيته حول مسألة الضم، خاصة إزاء مضمونها واستهدافاتها، الأول اعتبرها هدية بالغة الأهمية ومقدرة أقدم عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سياق رعايته التاريخية للمصالح الإسرائيلية كالاعتراف بالسيادة على الجولان، وبالقدس عاصمة للدولة العبرية، والاعتراف بشرعية المشروع الاستيطاني بالضفة الغربية المحتلة، بينما الثاني اعتبر الصفقة وسيلة لتجميد أعمال وتوسيع الاستيطان، وتقف حائلاً دون عملية التهويد على الأرض الفلسطينية المحتلة، والأهم من ذلك حسب رئيس مجلس الاستيطان زعمه أن الصفقة تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية، رغم ما أكده الأول أنّ هناك دولة فلسطينية فقط حسب التسمية الأميركية من دون أن تكون هناك أي دولة من الناحية العملية، وأن هذه الدولة مجرد وهم خادع في إطار العلاقات العامة في العمل السياسي. هذا الحوار الساخن أدى إلى هجوم كاسح شنه رئيس مجلس المستوطنات على ترامب وإدارته بدعوى التخلي عن إسرائيل ودعم قيام دولة فلسطينية.
وحسب الاتفاق الائتلافي بين نتنياهو وغانتس بإقرار الضم في الأول من تموز القادم، ورغم أن أياماً قليلة تفصل عن هذا الموعد، إلاّ أن أوساطاً سياسية أخذت تشكك في هذا التوقيت، خاصة أنه ليس هناك على الأرض أي خطوات وخطط تشير إلى أن هناك نوايا حقيقية لإقرار خطة الضم في ذلك الموعد المحدد، وبعد إثارة المستوى العسكري للعديد من التساؤلات والشكوك تم الإيعاز إلى رئيس الأركان كوخافي بالاستعداد لتنفيذ خطة الضم، من دون أي معطيات أو تفاصيل أو معلومات استخبارية تؤهل هذا المستوى للعمل بحدية لوضع الخطط اللازمة في السياق الأمني والعسكري لتنفيذ خطة الضم، وحسب المحلل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، فيشمان، فإنه لا أحد يعرف في هيئة الأركان ما الذي تريده إسرائيل فعلاً سواء من خطة الضم أو المطلوب من المستوى العسكري عمله، مشيراً إلى أنّ وزير الأمن غانتس عقد اجتماعين منفصلين مع كل من رئيس الأركان كوخافي والسفير الأميركي فريدمان، ويتبين أنه ليس بوسع وزير الأمن أن يؤكد لرئيس الأركان وجود خرائط متفق عليها لتنفيذ خطة الضم في الموعد المحدد، أو ماذا يفكر رئيس الحكومة بهذا الشأن، بينما يعكس لقاء غانتس مع فريدمان رؤية متباينة حول مسألة الضم: الأول يفترض أن هذا التنفيذ يوجب التنسيق مع الفلسطينيين والأردنيين ودول المنطقة، في حين يرى الثاني أنه يتوجب الإسراع في تنفيذ الخطة وبشكل أحادي الجانب.
غير أنّ دخول الجيش على الخط، سواء من جهة غانتس أو رئيس الأركان، إنما هو رسالة موجهة إلى نتنياهو بالدرجة الأولى، ومفادها أن وزير الدفاع يجب أن يحاط بكافة تفاصيل الخطة، وأن يكون له رأي وشريك في تنفيذها باعتباره لاعباً سياسياً لن يتخلى عن دوره، خاصة أن المستوى الأمني والعسكري هو الذي سيتحمل تبعات خطة الضم على الأرض في ظل احتمالات واسعة بتدهور المنطقة وإمكانيات متزايدة بمواجهات مسلحة. في هذا السياق يمكن فهم قرار غانتس بالتجميد المؤقت لقرار سلفه في المنصب نفتالي بينيت بفرض عقوبات على البنوك الفلسطينية التي يتم من خلالها تحويل أموال ورواتب لعائلات الأسرى، مفاد هذا القرار الذي اتخذه غانتس، أن بإمكانه الدخول على الخط وعرقلة خطط رئيس الحكومة في حال استمرار تغييبه والتعتيم عليه بشأن خطط الضم وإعلان السيادة كما هو الحال الآن، رسالة تختصر القول: «أنا موجود وقادر على الفعل».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضمّ يربك إسرائيل كارثة خطيرة أم فرصة تاريخية الضمّ يربك إسرائيل كارثة خطيرة أم فرصة تاريخية



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday