ماى تتعلم البلياردو فى شرم الشيخ
آخر تحديث GMT 11:58:37
 فلسطين اليوم -

ماى تتعلم البلياردو فى شرم الشيخ!

 فلسطين اليوم -

ماى تتعلم البلياردو فى شرم الشيخ

بقلم - عماد الدين حسين

القمة العربية الأوروبية التى انعقدت فى شرم الشيخ يومى الأحد والإثنين الماضيين، كانت مهمة للغاية فى العديد من الجوانب، حتى فى اللقطات الكوميدية والطريفة.
واحد من أهم المشاهد الخفيفة التى حدثت على هامش القمة، هو الفيديو الذى وضعه رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى على حسابه على تويتر عقب نهاية القمة.
المسئول الإيطالى الكبير وجد مع رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى فى صالة البلياردو بالفندق الذى كانا ينزلان فيه فى ختام اليوم الأول للقمة. 
كونتى قال على تويتر: «قلت لماى: «دعينا نلعب البلياردو». فى الفيديو قالت ماى إنها تحتاج دعما كبيرا وتعتقد أن حالتها ميئوس منها، وبدأ كونتى يحاول تعليمها كيفية اللعب، ثم تدخل كبير مساعديها جافين بارويل، وضحك الجميع وانتهى المشهد.
هذا المشهد لم يستغرق أكثر من خمسين ثانية يعنى أقل من دقيقة، لكن تأثيره كبير وعميق، وإذا جاز لى أن أقترح على الحكومة المصرية ووزارة السياحة وكل من له صلة بهذه الصناعة المهمة، أن يستخدم هذا الفيديو على أوسع نطاق ممكن للترويج ليس فقط للسياحة المصرية، ولكن لهذه المدينة التى تعرضت لضربة موجعة لم تفق منها حتى الآن.
سيقول البعض، ولكن هناك مئات المسئولين الكبار من غالبية بلدان العالم زاروا مصر وشرم الشيخ، والتقطوا صورا تذكارية مدهشة، خصوصا فى الأماكن الأثرية، فلماذا الاهتمام تحديدا بهذا الفيديو القصير جدا؟!.
الإجابة ببساطة، لأن بريطانيا هى التى قادت العديد من الدول لفرض مقاطعة شرم الشيخ ومصر سياحيا، عقب سقوط طائرة الركاب الروسية فوق وسط سيناء فى نهاية أكتوبر ٢٠١٥، مما أدى لمقتل ما يزيد عن ٢٢٠ راكبا غالبيتهم من الروس.
بريطانيا سبقت روسيا نفسها «صاحبة المأساة» فى وقف جميع رحلاتها السياحية إلى شرم الشيخ والغردقة، ثم تبعتها روسيا التى حظرت الرحلات لكل المطارات المصرية، وقبل شهور قليلة أعادت طيرانها إلى مطار القاهرة فقط، فى حين لا يزال الطيران البريطانى لا يهبط فى المقاصد السياحية.
هذا القرار البريطانى ثم الروسى، وما أعقبه من تردد غالبية السائحين، وجه ضربة قاصمة لمدينة شرم الشيخ، وحولها فعليا لمدينة أشباح، لم تفق منها بصورة كاملة حتى الآن.
سمعت قصصا إنسانية مرعبة من أصحاب الفنادق والموظفين والعاملين فيها وأهالى شرم الشيخ، عن نتائج هذه المقاطعة التى بدأتها بريطانيا.
ولمن نسى، فإن القرار البريطانى تم بأكبر درجة من «الجليطة»، حينما أعلنه رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون، خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى لندن فى ٤ نوفمبر ٢٠١٥، وكأنه قصد إحراجه.
قد يعذر البعض روسيا فى قرارها أو حتى بريطانيا، لأنهم سيقولون أنهم يريدون المحافظة على أرواح مواطنيهم من السائحين خوفا من هجمات إرهابية أخرى، وذات يوم قال لى مسئول بريطانى إن أى مسئول كبير فى بلاده لن يتخذ قرار إعادة السائحين قبل أن يكون واثقا مليون فى المائة من سلامتهم وعدم تعرضهم لأى خطر، يومها قلت له، ولكن هذا شرط تعجيزى، لأنه حتى بريطانيا نفسها، لا يمكن ضمان الأمن بنسبة ١٠٠٪ لمواطنيها فى شوارع بريطانيا، التى شهدت هجمات دموية متنوعة!.
وهناك تقديرات بأن حادث إسقاط الطائرة الروسية، ربما يكون تم استخدامه لمعاقبة الحكومة والنظام والمجتمع بأكمله على توجهات سياسية محددة.
نعود لمشهد الفيديو، ونقول إنه أفضل دعاية لشرم الشيخ، لأنه من دون توافر الأمن والاستقرار والسلام فيها، ما كان يمكن لقادة أوروبا والوطن العربى أن يأتوا إليها. 
أدرك أن تريزا ماى ربما جاءت للمدينة أساسا هذه المرة، لكى تقنع قادة أوروبا بالتساهل فى شروط خروج بلادها من الاتحاد الأوروبى، وأعرف أنها تعيش أسوأ أيامها السياسية، لكن المنطق والعدل والإنصاف يحتمان عليها أن تعيد هى وحكومتها النظر فى قرار مقاطعة شرم الشيخ، علما أن السائحين بدأوا يعودون للمدينة خصوصا من ألمانيا وإيطاليا وأوكرانيا.
لا أحد يجادل فى ضرورة توافر أقصى إجراءات السلامة للسائحين، وأن نكون متأكدين من أن إجراءات أمننا فى منتهى الدقة والحرفية المتخصصة وبعيدة عن «الفهلوة المعهودة»!!، لكن الاستمرار فى القرار البريطانى الروسى، يوجه ضربة كبيرة ليس للسياحة المصرية، ولكن للاقتصاد المصرى بأكمله، ويطرح تساؤلات حقيقية عن المسافة الفاصلة بين الحرص على سلامة مواطنيهم، وبين الإضرار العمدى بالاقتصاد المصرى!!. نقلًا عن الشروق القاهريةالمقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع       

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماى تتعلم البلياردو فى شرم الشيخ ماى تتعلم البلياردو فى شرم الشيخ



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday