الضمّ الواقعي والقانوني  بعد تمُّوز
آخر تحديث GMT 18:50:45
 فلسطين اليوم -

الضمّ الواقعي والقانوني .. بعد تمُّوز !

 فلسطين اليوم -

الضمّ الواقعي والقانوني  بعد تمُّوز

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

حتى في إسرائيل، قيل إن المقدم القديم، نتنياهو، أوقع رئيس الأركان السابق، الجنرال غانتس، في فخ حكومة الطوارئ، فخذل شركاءه في «حزب الجنرالات»، وعُرف انتخابياً بـ «أزرق ـ أبيض».
في جولة آذار الانتخابية الثالثة، حصل ما لم يحصل في جولتين سابقتين، وأصبح حزب الجنرالات هو الحزب الأكبر، وبناء عليه، كلّفه رئيس الدولة بتشكيل حكومة، بعد أن رشّحته كل أطراف أحزاب «القائمة المشتركة»، خلاف اعتراض حزب «التجمع» بعد انتخابين سابقين في أقلّ من عام.

من جهة أخرى، سحب حزب «تيلم» برئاسة وزير الحربية السابق، موشي يعالون، وحزب «يوجد مستقبل» برئاسة يائير لابيد، معارضتهما على حكومة مدعومة بأصوات العرب، على أن لا تشارك في مقاعد وزارية. في اقتراعين سابقين، فشل زعيم «الليكود» وحلفاؤه في أقصى اليمين بتشكيل حكومة ذات أغلبية الصوت الواحد.

لو تشكّلت حكومة أقلية، بغالبية صوت واحد، لكانت حكومة غير مستقرة، بينما تريد إدارة ترامب حكومة إسرائيلية ذات غالبية برلمانية، لأن «صفقة القرن» تتطلّب ذلك، لفرضها على السلطة الفلسطينية.
السلطة أخذت موقف الرفض القطعي لأولى خطوات «الصفقة»، وأوضح رئيسها سبب ذلك، لأن الرئيس ترامب كذب عليه، عندما تعهّد له بالاستمرار في دعم «حل الدولتين».

قبل جولة الانتخاب الثالثة، زار رئيس حزب الجنرالات واشنطن، وسمع منه أن موافقته على قدس موحدة عاصمة لإسرائيل، وعلى ضمّ الجولان السوري المحتل إليها لا تعني موافقته على ضمّ واسع لأراضي الضفة الغربية، بل ستكون هناك «فلسطين الجديدة» الصغيرة والمبعثرة، والمتواصلة بالجسور والأنفاق.

حسب اتفاق على حكومة طوارئ، يترأسها أولاً نتنياهو سنة ونصف السنة، ثم غانتس بفترة مساوية، ستبدأ أكبر حكومة إسرائيلية في عدد حقائبها الوزارية، ومقاعدها البرلمانية خطوات الضمّ في تموز المقبل، ويريد نتنياهو أن تكون البداية بالاغوار، ولاحقاً في الكتل الاستيطانية، لكنه يرفع شعاراً بأن لا تزال مستوطنة أو بؤرة يهودية خارجهما.

وزير الخارجية مايك بومبيو، عقّب على تشكيل حكومة طوارئ مشتركة، بأن القرار يعود لإسرائيل وحدها، بينما كان نقل السفارة الأميركية للقدس الموحدة، وفرض السيادة على الجولان المحتل، موافقة أميركية على مطالب إسرائيلية، لم يعترف بها أحد من دول العالم.

سوّغ ترامب قرار سيادة إسرائيل على القدس، بأنه اعتراف أميركي متأخّر بالأمر الواقع، أي من الاعتراف الواقعي الأميركي (دو ـ فاكتو) إلى الاعتراف القانوني (دو ـ جور).
الحالة في فلسطين لا تشبه في الواقع والقانون الدولي، فرضت تركيا سيادتها على احتلال شمال قبرص، فلم تعترف دولة قط بهذا الأمر الواقع.

تقول إسرائيل بأن حكمها للجولان المحتل أطول من سيادة سورية عليه، إضافة إلى الادعاءات الأمنية والمائية و»حق الفتح» الذي كان دايان يستند إليه، أيضاً، بصدد الضفة الغربية تقول إسرائيل إن إلحاقها بالمملكة الهاشمية الأردنية لم تعترف به سوى دولتين هما تركيا وباكستان، وأن احتلالها للضفة الغربية صار أطول مدى زمني من سيادة الأردن عليها.. إضافة للادعاءات الأمنية والدينية الإسرائيلية واليهودية.

الأردن تنازل عن سيادته على الضفة، واعترف بها دولة فلسطينية، والأمم المتحدة اعترفت بها بهذه الصفة، ومجلس الأمن اعترف بـ «حل الدولتين»، ودولة فلسطين حقيقة سياسية دولية.
قبل «أوسلو» كانت الجمعية العامة تصوت على قرارات لتأكيد حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف.

حزب «أزرق ـ أبيض» لا يعارض «صفقة القرن» لكن إذا أقرّ البرلمان الإسرائيلي قانون القومية، ومنه أن إسرائيل دولة قومية يهودية، وللشعب اليهودي وحده حق تقرير المصير، فإن فرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية يلغي حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.

حزب «أزرق ـ أبيض» يريد دولة يهودية ديمقراطية، مع ضمّ ما لا يغير صفتها، لكن في تموز القريب قد يكتشف أن ترامب كذب عليه، وبالتالي قد ينسحب من حكومة الطوارئ، بينما ستنسحب السلطة الفلسطينية من سائر اتفاقاتها وتفاهماتها مع الحكومتين الإسرائيلية والأميركية.

العالم لم يعترف بالاحتلال والاستيطان، ولن يعترف بتحويله من أمر واقع إلى أمر قانوني، كما لم يعترف بالاحتلال التركي لشمال قبرص، أو بالسيادة المغربية على الصحراء الكبرى.
كان المطلب حماية دولية للشعب الفلسطيني.. والآن حماية دولية لـ «حل الدولتين».

قد يهمك أيضا : 

   الفيروس الاحتلالي ومناعة الجسم الفلسطيني!

تمرين على الغياب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضمّ الواقعي والقانوني  بعد تمُّوز الضمّ الواقعي والقانوني  بعد تمُّوز



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday