حول العلاج في الخارج
آخر تحديث GMT 13:28:24
 فلسطين اليوم -
الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام أردوغان يبدي استعداد تركيا للمساعدة في وقف حرب غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل تجدد قصف الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متعددة في لبنان مسبباً دماراً واسعاً في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب الاحتلال يعتدي على طاقم إسعاف ويحتجز مسعفة في أوصرين جنوب نابلس الصين تعرب عن دعمها لمذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت وتؤكد أهمية وقف إطلاق النار في غزة عشرات الآلاف من المستوطنين يقتحمون الخليل والمحيط الإبراهيمي بقيادة بن غفير والاحتلال يمنع الفلسطينيين من مغادرة منازلهم حزب الله يستهدف قاعدة حيفا التقنيّة و جنود الاحتلال عند أطراف الخيام وكفركلا كتائب القسام تعلن استهداف قوة إسرائيلية ودبابة ميركافا في جباليا شمال قطاع غزة "أدنوك" الإماراتية تدرس بيع حصة في شركة الغاز التابعة لها
أخر الأخبار

حول العلاج في الخارج

 فلسطين اليوم -

حول العلاج في الخارج

بقلم :د. عاطف ابو سيف

يبدو الوضع الصحي في قطاع غزة مثار قلق دائم في ظل تردي مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين وفي ظل الحصار المفروض على القطاع والذي يعيق ضمن أشياء كثيرة بالطبع دخول المواد الطبية ومستلزمات المستشفيات، بجانب إعاقته سفر العاملين في القطاع الطبي للمشاركة في أبحاث ومؤتمرات علمية تطور مهنتهم وخبرتهم. والوضع بشكل عام في قطاع غزة يثير الكثير من القلق، خاصة حين يتعلق الأمر بالمستقبل الذي لا يمكن التكهن به. 

وقراءة التقارير الدولية، التي تصدر بين فينة وأخرى، تشعر المرء بالمزيد من فقدان الأمل في المستقبل، خاصة تلك التقارير التي تتحدث عن أن القطاع سيصبح مكاناً غير صالح للحياة مرة بحلول العام 2025 ومرة بحلول العام 2030. 

وبين تقرير وآخر ثمة حقيقة لا يمكن إغفالها، بعيداً عن البكائيات ومعلقات الرثاء، وهي أن الوضع في القطاع يتدهور ويزداد سوءاً، وفيما الانقسام البغيض يواصل سرطانه في جسد المشروع الوطني، وفيما النقاشات الحزبية التي تنجح الأجندات الحزبية في السيطرة عليها هي فعل السياسة الأول عندنا، فإن المواطن يظل هو الضحية الأكثر ألماً والأقل تعبيراً عن الألم.

 حتى حين خرج الناس للتظاهر ضد انقطاع التيار الكهربائي وليس ضد أحد، جوبهوا بالكثير من الصلف والخشونة والتكفير والتخوين. عموماً إن قدر الإنسان هو أن يكون ضحية جشع الآخرين، وهذا ليس باب القصيد في هذا المقال. إذ إن الوضع في قطاع غزة بشكل عام بحاجة للكثير من المراجعة والتأمل حتى لا يصبح القطاع في خبر كان كما تقول العبارة الدارجة.

وبالعودة إلى الوضع الصحي، فإن المؤكد أن الحديث عن جودة الحياة يدور بالأساس حول الوضع الصحي للمواطنين. 

وربما يصح القول: إن جل السياسات العامة لأي سلطة أو حكومة هي توفير الخدمات الصحية الملائمة؛ لأن الصحة هي أساس حياة الإنسان، فيما يمكن اعتبار الكثير من الخدمات جزءاً من الترف، خاصة في ظل غياب شروط الحياة الصحية. والدولة التي تعجز عن توفير مستوى معين ومعقول من الخدمات الصحية بالطبع هي دولة آيلة للسقوط؛ لأنها لا تستطيع تأمين حياة مواطنيها. ولا يمكن أن تكون غزة استثناءً في ذلك، فالوضع الصحي في غزة وتفشي الأمراض بات أمراً مقلقاً.

يمكن ربط انتشار الكثير من الأمراض الخطيرة بالطبع بمخلفات الحروب البربرية التي شنها الاحتلال ضد شعبنا في غزة، وهي حروب استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً وبلا رحمة وبكثافة عالية، بل إن التقارير الدولية أثبتت ذلك وتحدث بعضها عن استخدام الفوسفور في هذه الحروب. وبشكل عام فإن غياب وجود المعامل المخبرية المتخصصة في فحص هذه المواد يعيق عملية تأكيد الربط بين الأمراض المنتشرة وبين القنابل الإسرائيلية، وبالتالي يعيق العدالة المستقبلية التي يجب جلب كل القتلة أمامها في محكمة الجنايات الدولية. لكن رغم ذلك فإن هناك الكثير الذي كان يمكن فعله من أجل تقليل المخاطر الصحية في القطاع.

إحدى أبرز هذه القضايا الصحية في قطاع غزة هي قضية شراء الخدمة أو ما يعرف بين الناس بالعلاج في الخارج. بداية علينا أن نقر بالدور الكبير الذي تقوم به الدائرة في خدمة سكان قطاع غزة والمعاناة التي يعانيها العاملون فيها وهم يوفرن هذه الخدمة. لكن ما أناقشه هنا التقصير في تطوير الوضع الصحي حتى يصبح شراء الخدمة أمراً ضرورياً وعند الحاجة فقط. فالسلطة تدفع مئات ملايين الدولارات للمستشفيات المصرية والإسرائيلية والأردنية والمستشفيات الخاصة مقابل تحويل المرضى من فلسطين إلى هذه المستشفيات. استنزاف متواصل للمالية العامة في أموال كان يمكن استخدامها في بناء عشرات المستشفيات المتخصصة التي سيكون وجودها علامة من علامات التطور والبناء.

لا أحد يعرف لماذا لم يتم حتى الآن بناء مستشفيات متخصصة في كل حقول الطب البشري لمعالجة كل الأمراض بدلاً من تحويل كل مريض إلى المستشفيات الخاصة أو المستشفيات المجاورة وتقوم السلطة بالدفع مقابل الخدمة. لا يوجد في غزة مستشفى متخصص واحد بالأمراض التي يتم التحويل فيها. حتى أن التحويلات تتم في أمراض بسيطة وعادية وقد يصاب المتابع بالخيبة إذ راجع الأمراض التي يتم التحويل على أساسها. بالطبع السلطة في رام الله هي من يدفع كل شيء يتعلق بالقطاع الصحي والتحويلات لمرضى قطاع غزة. 

القضية الأخرى التي يجب على أحد المسؤولين أن يجيب المواطن عنها هي قيام السلطة بالتحويل إلى مستشفيات خاصة. هل من المعقول أن السلطة بكل جبروتها لا تستطيع أن تقوم بتوفير خدمة مثل تلك التي يوفرها القطاع الصحي الخاص.

 فالقصة بالطبع لا تتعلق بإعاقة إسرائيل دخول المواد الطبية أو مستلزمات بناء المستشفيات، إذ إن المستشفيات الخاصة متطورة أكثر من المستشفيات العامة. هل من المعقول أن تنتشر المستشفيات الخاصة ولا تزدهر المستشفيات العامة. الأمر بحاجة للكثير من العمل والقليل من العقل. وحين يتعلق الأمر بغزة فهو بحاجة لعمل أكبر حيث إن القطاع الصحي لم يتطور منذ أكثر من عقد من الزمن، وتعرض للكثير من الضربات والنكسات. 

تخيلوا أن تقوم بعمل قسطرة على حساب السلطة في مستشفي خاص في غزة. هل الحكومة ليست قادرة على أن تقوم بتطوير قسم خاصة للقسطرة يعفيها من دفع الملايين سنوياً مقابل شراء هذه الخدمة. هل من المعقول أنه بات أسهل للسطة أن تدفع المال العام مقابل شراء خدمة متوفرة في القطاع الخاص بدلاً من أن تقوم هي بتطوير قطاعها الصحي وتوفر على نفسها وعلى الشعب الكثير من الأموال التي تذهب في المسار الخطأ. 

عموماً، المؤكد أن ثمة الكثير من القضايا التي هي بحاجة لنقاش في هذا السياق حتى نستطيع تطوير سياساتنا العامة بما يتوافق مع النظرة الصحيحة للمستقبل، المستقبل الذي علينا ألا نجازف بالذهاب إليه مكتوفي الأيدي. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول العلاج في الخارج حول العلاج في الخارج



GMT 06:58 2020 الإثنين ,15 حزيران / يونيو

عــام آخــر

GMT 07:35 2020 الإثنين ,13 إبريل / نيسان

التجربة الصينية

GMT 01:37 2017 الثلاثاء ,30 أيار / مايو

بعد خمسين عاماً: الاحتلال والدولة الفلسطينية

GMT 07:34 2017 الإثنين ,15 أيار / مايو

المثقف الفاعل "2"

GMT 00:36 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

مقاطعة البضائع وتصديرها

أزياء الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الأناقة الملكية والطابع العصري

عمان ـ فلسطين اليوم
استطاعت الأميرة رجوة الحسين زوجة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، خلق بصمة مميزة عبر إطلالاتها الجمالية الراقية، التي تعكس شخصيتها كملكة وكأم، سواء من خلال اختيارها للمكياج الكلاسيكي، أو طريقة تزيين شعرها بتسريحات ناعمة وفخمة، إطلالاتها الجمالية، دائماً تحمل رسالة من الرقي والاحترام، حيث تجمع في اختياراتها بين التراث العربي الأصيل ولمسات الحداثة العصرية، ما جعلها أيقونة الجمال والأناقة في العالم العربي، ومثالاً يحتذى به للسيدات اللواتي يبحثن عن التوازن بين البساطة والجمال الطبيعي. الأميرة رجوة تتألق بمكياج ناعم وتسريحة ذيل الحصان البف في أحدث ظهور للأميرة رجوة الحسين، وعلى هامش حضورها خطاب العرش للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال افتتاح مراسم الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشري...المزيد

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة
 فلسطين اليوم - إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف
 فلسطين اليوم - أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف

GMT 07:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض
 فلسطين اليوم - حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض

GMT 08:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية الصحية طريقك لصحة العين وحماية من مشكلات الرؤية
 فلسطين اليوم - التغذية الصحية طريقك لصحة العين وحماية من مشكلات الرؤية

GMT 12:59 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب
 فلسطين اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب

GMT 14:26 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

نجوى إبراهيم ضيفة إسعاد يونس للمرة الأولى منذ سنوات

GMT 07:34 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

"مطعم القطط" يعتبر من أجمل الأماكن لتناول الطعام

GMT 11:49 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لهدايا كتب الكتاب للعروس

GMT 22:21 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

فهرية أفجان تستعد لتصوير إعلان جديد مع جينيفر لوبيز

GMT 10:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

روجينا بإطلالة كلاسيكية راقية في أحدث جلسة تصوير

GMT 20:33 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

كفيتوفا تتجه بإيجابية إلى مستقبلها بعد عام على إصابتها

GMT 15:20 2016 الإثنين ,01 شباط / فبراير

رينو الفرنسية تفتتح مصنعًا لها في الصين

GMT 16:59 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

سيارات رياضية يمكنك شراؤها بأقل من 10 آلاف دولار أميركي

GMT 00:57 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

عزوزة يوضح المشاكل ومعوّقات الاستثمار في الجزائر

GMT 04:54 2017 الإثنين ,31 تموز / يوليو

"كوفالوب" شمال كيب تاون يتكون من 8 غرف نوم

GMT 17:07 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

المخرج كوستا جافراس بضيافة سينما زاوية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday