عماد الدين أديب
أولى زيارات وزير الدفاع الأمريكى الجديد آشتون كارتر كانت منذ أيام لأفغانستان، مما يعكس أهمية هذه الدولة داخل الاستراتيجية الأمريكية.
ولن تنسى واشنطن أن أفغانستان كانت البيئة الحاضنة لتنظيم القاعدة الدولى، ومركز صناعة قرار عمليات الهجوم الإرهابى على نيويورك وواشنطن فى سبتمبر 2001.
ولن تنسى واشنطن أيضاً أنها أرادت أن تكون أفغانستان أرض قتال مع حركة «طالبان» و«القاعدة»، فانتهى الأمر بأن أصبحت أرض قتل للجنود الأمريكيين بتكلفة مالية أمريكية أرهقت الميزان التجارى الأمريكى.
من هنا كان المنطق الشيطانى الذى لجأت له الإدارة الأمريكية منذ عهد «جورج دبليو بوش» وما زال متبعاً فى إدارة «أوباما» وهو منطق تفريغ أفغانستان من عناصر «القاعدة» ونقلها إلى أرض قتل فى منطقة الشرق الأوسط.
وهكذا أصبحت «داعش» و«النصرة» البديل الاستراتيجى لتنظيم القاعدة.
وهكذا أصبحت سوريا والعراق وليبيا واليمن نقاط الجذب والتجنيد والتعبئة ومسرح العمليات البديل لأفغانستان.
وفى الكويت قام وزير الدفاع الأمريكى بلقاء مجموعة من قادة دول التحالف الدولى ضد تنظيم «داعش» وكان برفقته رئيس هيئة التنسيق الأمريكى لقوات التحالف الدولى ومدير العمليات المسئول عن سوريا.
وصرح وزير الدفاع الأمريكى بأنه يتوعد تنظيم داعش بهزيمة نهائية ومؤكدة.
ويعرف «كارتر» أن هذا التصريح الذى يدخل فى نطاق التصريحات الدعائية ذات الهدف الإعلامى لا يمكن أن يوضع موضع التنفيذ، لأن كل الأوامر الميدانية التى تصدر عن قيادة التحالف الدولى ليست بالفاعلية ولا بالزخم المطلوب لتحقيق مشروع الهزيمة النهائية الذى تحدث عنه.
ويعرف «كارتر» أيضاً أنه لو أرادت واشنطن إنهاء «فزاعة داعش» لاستخدمت سياسات أخرى، وبكفاءة وبوتيرة أسرع وأكثر فاعلية.
إن بقاء فوضى «داعش» هو مطلب واحتياج أمريكى من أجل الضغط على أماكن إنتاج النفط والغاز، وتهديد مداخل ومخارج نقل الطاقة إلى الأسواق العالمية.
لذلك كله اعتبرت واشنطن أن طلعات الطيران الأردنى ضد «داعش»، وضربات الطيران المصرى فى ليبيا ضد من ذبحوا المصريين، عمليات محرجة للغاية لقوات التحالف التى قامت بأكثر من 5 آلاف طلعة جوية لم تكن بفاعلية الضربات المصرية والأردنية.
إننا أمام مهزلة أمريكية بكل المقاييس يظهر فيها التناقض الحاد بين ما تقوله الإدارة الأمريكية علناً وما تقوم به سراً.