التعادل الإيجابي يحسم موقعة "طوباس" و"عسكر" في أولى جولات الاحتراف الجزئي

حسم التعادل الإيجابي موقعة "طوباس" و"مركز عسكر" بهدف لكل منهما، في المباراة التي احتضنها ملعب الفارعة في مركز صلاح خلف، عصر الأحد، ضمن منافسات الجولة الأولى من دوري الاحتراف الجزئي.

إطلالة أولى كانت لأبناء الأغوار "طوباس" على مستوى الدرجة الأولى، في مواجهة "العساكر" الذين صالوا وجالوا خلال المواسم الماضية في ذات الدرجة، عدّة لقطات كانت حاضرة في المباراة بين السلب والإيجاب، أبطالها كلا الفريقين، احتاجت للوقوف عندها بالتحليل والتدقيق، على أمل الإفادة والاستفادة منها في قادم اللقاءات.
 
دخول أجواء اللقاء

حالة غريبة يتّصف بها أبناء العساكر حتى في الموسم الماضي، هو تأخر اللاعبين بالدخول في أجواء اللقاء، ودائمًا ما كانت شباكه تتعرّض للاهتزاز أولاً، وهذا ما حدث أمام "طوباس"، حينما تعرّض العساكر لهدف مبكّر مع الدقيقة الثانية فقط على انطلاقة الشوط الأول.

وكانت بداية الخطأ الذي ارتكبه العساكر من حيث المكان الخطر الذي تمّت فيه عرقلة لاعب "طوباس" عماد أبو كشك، على مشارف المنطقة المحرّمة من جهة اليمين، علمًا بأنّه من المفترض في حال اضطر المدافع لعرقلة مهاجم الخصم أن تكون العرقلة بعيدة عن منطقة الجزاء.

وتمثل الخطأ الآخر هو التمركز الخاطئ لقلبي الدفاع أحمد زريقي وأدهم فرّان، الأمر الذي سهّل من مهمّة عميد أيو كشك صاحب الهدف، حيث لم يبذل الكثير من الجهد، وسط غياب الرقابة فاكتفى بمسح الكرة برأسه لتأخذ طريقها داخل الشباك، وربّما كان على الحارس حسن عزّام أن يتدخّل في مثل هذه الحالات بإبعاد الكرة ولو بقبضة اليد، خصّوصًا وأنّ تمركز صاحب الهدف عميد كان تقريبًا على مشارف منطقة الـ 6 أمتار.
 
ضياع الفرص
قبل يوم على انطلاقة المباراة وفي حديث خاص لأيام الملاعب، أشار مدرب "طوباس" مهند عمر إلى أنّ أكثر ما يقلقه هو عدم استغلال الفرص، وفعلاً فقد أضاع أبناء "طوباس" أكثر من فرصة محققة، كان فيها نصيب الأسد لمحمد فخري، يليه عماد أبو كشك، إلا أنّ ذلك لا ينفي بسالة حارس عسكر عزّام، الذي تصدى لأربعة انفرادات تقريبًا بنجاح، واستخلص الكرة من أمام فخري وأبو كشك.
 
التحفّظ الدفاعي

وبان على أداء "طوباس" التراجع بشكل كبير إلى منطقتهم، مع الاعتماد فقط على انطلاقات أبو كشك من اليمين أو عبد الله أبو محسن من اليسار وأمامهما فخري، هذا التراجع أعطى فرصة مواتية للعساكر في سبيل شنّ الكثير من الهجمات المنسّقة وبالتدريج، تلك الهجمات التي أرهقت دفاعات "طوباس" وأفقدت لاعبيه التركيز وأكبر دليل على ذلك، الطريقة السهلة التي جاء منها هدف التعديل للعساكر مع الدقيقة 92 من زمن اللقاء.

وهنا لا بدّ من أن نثمّن إصرار العساكر ورغبتهم الجامحة في عدم الخروج بالهزيمة، بل قاتلوا حتى اللحظات الأخيرة من المباراة رغم أنّها على ارض "طوباس" وبين جماهيره.
 
فقدان المهاجم الخبرة
أكثر الأخطاء التي وقع بها مدرب "طوباس" هو الفراغ الواضح بين خطّي الدفاع والوسط، بالاعتماد على اللاعبين خالد صوّان وعلي عوني، وكلاهما أصلاً يعانيان من بطئ في الحركة في العودة إلى الخلف، لذلك كانت معظم كرات العساكر تصل بسهولة أمام خط الدفاع، إلا أنّ غياب المهاجم الصريح الخبرة، كان نصيب تلك الكرات الضياع، ولو كان عكس ذلك، لربما نجح العساكر في تسجيل أكثر من هدف من أمام الدفاع وفي مواجهة المرمى بشكل مباشر.
 
تنوّع اللعب

وعاب "الطوباس" الأسلوب التقليدي المبالغ فيه في طريقة اللعب، حيث إضافة إلى اعتماده على المرتدّات بعد تسجيل هدف التقدّم، كان جلّ الهجمات في الشوط الأول لا بد خلالها أن تمرّ الكرة من الرواق الأيمن عند أبو كشك، الأمر الذي تسبّب بإرهاقه بشكل واضح وما إضاعته للانفراد التام أمام الحارس عزّام، إلا انعكاس واضح لحاله الإرهاق والتعب التي أفقدته التركيز أمام المرمى، ومن جهة أخرى تعرّضه لعدة عرقلات أسقطته أرضاً في مناسبات كثيرة وزادت من تعبه، حيث كان الأجدر بلاعبي الوسط صوّان وعوني التنويع في اللعب بين اليمين تارة واليسار تارة أخرى، وعدم منح دفاعات العساكر فرصة فهم طريقة لعب أبناء الأغوار.

أمّا "مركز عسكر" فكان أفضل من حيث التحضير للهجمات، وبناء الهجمة من خلال عدة تمريرات، قبل الانقضاض داخل منطقة جزاء "طوباس"، وزاد من خطورة هجوم عسكر هو مساندة الظهيرين محمد خليل وعاصم عرار بشكل واضح في الهجمات وخطورتها، مع الأخذ بعين الاعتبار امتلاكهم سرعة وقوة بدنية كافية للعودة بشكل سريع لحماية منطقتهم.

ويسجّل لطوباس إجراء تبديلين اضطراريين دون تحقيق أهداف خططية فنّية تخدم الفريق خلال المباراة، الأول بإخراج يزن دراغمة بعد تلقّيه البطاقة الصفراء، خوفاً من تعرّضه للطرد وسيلأتي ذلك لاحقًا في فقرة قرارات الحكم، أما التبديل الثاني فكان بإخراج الجناح الأيسر عبد الله أبو محسن بعد تعرّضه لإصابة على مستوى الفم.
 
قرارات الحكم

لا شكّ أنّ المباراة كانت قوية جدًا بين الفريقين، وشهدت الكثير من الشدّ العصبي، واحتكاكات قوية، وعصبية شديدة من اللاعبين، بما في ذلك محاولات اللاعبين التأثير على قرارات الحكم علاء حوتري بإدعاء الإصابة، أو محاولة إضاعة الوقت، كل ذلك أثّر سلبًا على سير المباراة.

إلا أنّ من القرارات التي توجّبت على حكم الساحة الحوتري عدم التردد في شأنها، طرد لاعب وسط "طوباس" يزن دراغمة بسبب تعمّده الضرب المباشر باليد على لاعب "عسكر" حسنّ حشّاش، وعلى الرغم من أنّ الحكم حوتري استعان بالحكم الرابع ماجد موافي الذي كان قريباً من الحالة، إلا أنّ الحوتري اكتفى بالبطاقة الصفراء.

أمّا الحالة الثانية فقد استحقّ لاعب "عسكر" حسام العموري الطرد أيضاً، بعد تسبّبه بعرقلة اللاعب عماد أبو كشك في أكثر من مناسبة بشكل عنيف، إلا أنّ الحكم الحوتري اكتفى باحتساب إحداها بإشهار البطاقة الصفراء فقط، فيما اكتفى بالأخريات بمنح "طوباس" كرات حرّة.

وهنا نأخذ بعين الاعتبار أنّ الحكم الحوتري، ربّما وأمام هذا الكم من الشد العصبي، حاول تجنّب البطاقات الحمراء حتى لا يزيد من إثارة المباراة وبالتالي فقدانه السيطرة عليها.

هذا جزء من القراءة لبعض لقطات اللقاء، ولا شكّ أنّ هناك العديد من النقاط الأخرى، التي تستحقّ الوقوف عندها بالتحليل والتدقيق والتعليل، فنترك للمدربين وذوي الاختصاص الوقوف عندها بشكل أكثر اسهاباً وتوضيحًا، بما يعود بالفائدة على الجميع.