القاهرة - محمد عبد الحميد
أكد لاعب منتخب السومو المصري والمصنف من أقوى لاعبي إفريقيا رامي الجزار، أنه لاقى العديد من المشاكل والأزمات قبل بطولة العالم الأخيرة للسومو، موضحًا أن الاتحاد المصري للجودو والسومو رفض تحمل نفقات مشاركته في البطولة العالمية للسومو لعدم وجود ميزانية، لذا قرر أن يسافر ويشارك في البطولة على نفقته الخاصة، حيث جمع النفقات من أصدقاؤه وأقاربه، دون أن يتحمل منتخب مصر أو الاتحاد أي تكلفة، لأنها بطولة مهمة جدًا، ولها تأثير قوى.
وأشار الجزار في مقابلة مع "فلسطين اليوم" إلى أنه طالب بالحصول على تفرغ للاهتمام بالنشاط الرياضي، خصوصًا أنه يعمل مدربًا لفريق "غزل المحلة" لرياضة الجودو براتب 140 جنيهًا شهريًا، بجانب تمثيله لمنتخب مصر في رياضة السومو كلاعب، إلا أن طلبه كانت ترفضه إدارة الشركة كل مرة، مؤكدًا "لكنني لم أيأس رغم ذلك". وذكر أنه حصل على مكافأة 14 جنيه بعدما حصل على المركز الأول في البطولة الأفريقية العام الماضي، وكشف أنه بعد ولادته، وجد الطبيب حبله السري سميك ونبضات قلبه قوية جدًا، موضحًا أن الطبيب أخبر والده بأنه سيكون بطلًا كبيرَا، وأن قلبه قوي نظرًا لأنه يحصل على مساحة أكسجين أكبر.
وتحدث عن قوانين لعبة السومو، موضحًا أن "البساط عبارة دائرة قطرها 4 متر و55 سم، وأي لاعب يخرج منها أو يلمس بركبته الدائرة يخسر"، مضيفًا أن اللعبة لا تعتمد على الأوزان أو السن، فيمكن أي وزن أن يلاعب الأخر ويمكن أن يصل السن في اللعبة إلى 45، ويمكن أن يبدأ اللاعب من صغره في مستوى الابتدائي. ولفت الجزار إلى أن الإتحاد الدولي صرح للاعبين المسلمين أن يرتدوا "استريتش"، موضحًا "نحن لا نرتدي حزام اللعبة "مواشي" على العري مثل الأجانب لأننا مسلمين"، وأكد أن اللعبة غير منتشرة في مصر، ولكن هناك منتخب مصري قوي جدًا ويحقق مراكز وبطولات كبيرة ونتمنى أن تهتم الدولة بهذه اللعبة. وبيّن أنه بالفعل رفع اسم مصر وفاز بالمركز الأول في بطولة أميركا، مؤكدًا أن "الفوز بالنسبة لي كان شيئًا حتميًا لا بديل عنه بعدما اجتهدت وعانيت بشكل كبير، وكان من المستحيل أن أنسحب بسبب المال"، وأضاف "حققت الفوز لنفسي ولمصر".
ووجه رامي الشكر لوالدته التي باعت قطعة أرض كبيرة من أجل أن يشارك في البطولة، كما تعمل بتوفير الكثير من الأموال من أجل غذائه دائمًا، كما شكر والده الذي وقف بجانبه منذ الصغر ودفع مصاريف السفر والإقامة، مؤكدًا أنه "كان يصبرني دائمًا عند أيأس، وكان دائمًا يقول لي احلم ومتسيبش حلمك يهرب"، مضيفًا "علمني أن المكسب له ألف أب والخسارة ملهاش غير أب واحد".
وحقق لاعب منتخب السومو المصري والمصنف من أقوى لاعبي إفريقيا رامي الجزار، العديد من البطولات المحلية والقارية والدولية في لعبتي السومو والجودو، وكان آخرها انتصاره الباهر ورفعه علم مصر في بطولة أميركا المفتوحة للسومو وفوزه بالمركز الأول في الوزن الثقيل بعد تغلبه على اللاعب المنجولي، بايامبافاج، الذي لم يخسر مباراة واحدة على مدار 9 سنوات، والمركز الثاني في الوزن المفتوح، حاصلاً لمصر بذلك على ميداليتين، ذهبية وفضية.ولد رامي الجزار في 15 تموز/يوليو 1985 في مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية، والتي تعرف بعاصمة صناعة الغزل والنسيج في مصر، ويعمل في قسم صيانة الغزل، في شركة مصر للغزل والنسيج.وكانت البداية من عمر ستة أعوام، حيث كان يمارس المصارعة الرومانية في نادي "غزل المحلة" لمدة خمسة أعوام، ثم مارس رياضة الجودو وانضم للمنتخب المصري، وتوج بطلًا في بطولة الجمهورية لأكثر من خمس مرات على التوالي، وفاز في بطولة مصر الدولية بالمركز الأول عرب وأول إفريقيا والثالث على العالم.
وبدأ الجزار مع رياضة السومو عام 2004 حيث انضم لمنتخب مصر منذ عام 2013 وحتى الآن، وشارك في آب/أغسطس 2014 في بطولة كأس العالم في بولندا وفاز بالمركز الأول كما فاز بكأس أقوى لاعب في البطولة، وكان هذا الإنجاز الأول من نوعه في تاريخ رياضة السومو في مصر.
وحصل رامي أيضًا في نفس العام على المركز الأول وكأس بطولة "أوسونا" أراشي الأول التي استضافتها ساقية عبد المنعم الصاوي في قاعة النهر في القاهرة في ظل حضور هاشيموتو، نائب السفير الياباني، الذي عبر عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الذي يعتبره بداية لتشجيع المصريين لممارسة رياضة السومو، تلك الرياضة التي يرجع تاريخها لأكثر من ألف عام.
وفي العام ذاته حقق رامي الجزار المركز السابع في وزن فوق 115 كجم في بطولة العالم فردي وفرق التي أقيمت في تايوان التي شارك فيها 28 دولة. فاز رامي الجزار في بداية كانون الثاني/يناير 2015 بالميدالية الذهبية في وزن فوق 115 كجم والثاني حاصدًا لمصر ميداليتين الذهبية والفضية في بطولة كأس العالم التي أقيمت في بودابست عاصمة المجر، وتم تصنيفه من أقوي لاعبي إفريقيا. وأخيرًا في بطولة أمريكا المفتوحة للسومو أراد رامي الجزار استكمال سلسلة انتصاراته وتاريخه البطولي بالمشاركة وتحقيق الفوز بالبطولة، رغم كل الحواجز النفسية والمادية إلا أنه كان لديه إصرار كبير على تحقيق الإنجاز.
أرسل تعليقك