أعلن رؤساء روسيا وأرمينيا وأذربيجان تمسكهم بتطبيع الوضع في إقليم قره باغ، ووافقوا على نشر مزيد من مراقبين دوليين في منطقة النزاع، حسبما أفاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وفي تصريح صحفي، أدلى به في بطرسبورغ، قال لافروف، الاثنين 20 يونيو/حزيران، أن رؤساء الدول الثلاث وضعوا خطوات محددة لتفعيل العملية التفاوضية بشأن قره باغ، وأن نص البيان الثلاثي المعد من قبلهم "يعبر عن تمسكهم بخلق ظروف مواتية لإحراز تقدم مضطرد في المفاوضات حول تسوية النزاع بطرق سياسية".
في تطرقه إلى سير القمة الذي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيريه الأرميني سيرج سركسيان والأذربيجاني إلهام علييف، أشار لافروف إلى أن اتصاليه الثنائيين مع كل من الرئيسين، ثم جولتان من المحادثات الثلاثية المغلقة، أثمرت عن "فهمنا المشترك بأننا نخطو خطوات باتجاه التسوية".
أضاف أن الحوار كان "بناء وصريحا جدا"، مشيرا إلى أن رؤساء مجموعة مينسك (المعنية بمسألة قره باغ) التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، وهم سفراء عن كل من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وأمانة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، دُعوا إلى الجولة الختامية من اللقاء.
باكو ويريفان تقيّمان نتائج القمة بالإجابية
وفي أعقاب القمة، وصف وزير الخارجية الأذربيجاني، إلمار ماميدياروف، المحادثات الثلاثية بالبناءة، مشيرا إلى أن الجانب الأذربيجاني يقيّم نتائج القمة إيجابيا. كما أعرب الوزير عن أمل باكو في أن يتيح لقاء الرؤساء الثلاثة "فرصا لإحراز تقدم، وفي أسرع وقت ممكن، في العملية التفاوضية حول تسوية النزاع في قره باغ".
من جهته، قال وزير الخارجية الأرميني، إدوارد نالبانديان: "اللقاء اليوم كان مفيدا إلى حد ما، ويمكنني الإشارة بحذر إلى أنه جرى في أجواء بناءة". ونقلت وسائل إعلام عن نالبانديان قوله إن رؤساء الدول الثلاث "توصلوا إلى تفاهم في أنّ تحقيق اتفاق حول بعض المسائل من شأنه أن يضمن تقدما في العملية التفاوضية حول التسوية في قره باغ"، ونقلت عنه أن الرؤساء الثلاثة اتفقوا على مواصلة اللقاءات على المستوى الرئاسي وعلى مستوى وزراء الخارجية.
وذكر الوزير الأرميني أن هذه العملية ستجري ضمن صيغة رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي.
وكان يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، قد قال، عشية القمة الثلاثية في سان بطرسبورغ، إن الجانب الروسي "سيحاول جاهدا مساعدة الطرفين على إيجاد حل للنزاع"، مشيرا إلى أن روسيا لعبت دورا حاسما في وقف الأعمال القتالية التي شهدها إقليم قره باغ مطلع أبريل/نيسان الماضي.
يذكر أن الوضع في منقطة قره باغ التي أعلنت عن قيام جمهورية مستقلة في عام 1991 بعد نزاع مسلح دموي استمر منذ عام 1987، شهد تصعيدا حادا ليل 2 أبريل/نيسان الماضي أسفر عن سقوط عشرات القتلى من الطرفين. وفي 5 أبريل/نيسان توصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة هيئة الأركان العامة للجيش الروسي، لكنهما ما زالا يتبادلان الاتهامات بانتهاك الهدنة بشكل يومي تقريبا.
وتطالب أرمينيا أذربيجان بإطلاق مفاوضات مباشرة مع حكومة قره باغ حول تسوية النزاع، وتلوح بإمكانية الاعتراف بـ "جمهورية قره باغ" التي أغلب سكانها من الأرمن.
وعشية القمة الروسية-الأرمنية-الأذربيجانية، تبادلت يريفان وباكو مجددا الاتهامات بالمبادرة إلى إطلاق النار. وتقول أذربيجان إن عمليات القصف التي تستهدف أراضيها مصدرها ليس منطقة قره باغ فحسب، بل ومواقع الجيش الأرمني في أرمينيا أيضا. بينما تتهم يريفان باكو بشن عمليات قصف عشوائية تستهدف مناطق حدودية أرمنية بالإضافة إلى أراضي قره باغ.
أرسل تعليقك