بعد اسبوعين على اختفاء 43 طالبا-مدرسا في ايغوالا جنوب المكسيك، تعززت المخاوف بشأن مصير المفقودين بعدما اعلنت السلطات المكسيكية انها اكتشفت مقابر جماعية سرية جديدة في اطار التحقيق في اختفائهم الذي قد يشكل اكبر مجزرة منذ تولي انريكي بينا نييتو الرئاسة في كانون الاول/ديسمبر 2012.
وقد يتطلب التعرف على الجثث التي عثر عليها في المقابر عدة اسابيع بسبب تفحم الجثث. لكن اعترافات العديد من المعتقلين التي افادت انه تم دفن الشبان في هذه المقابر قد تؤكد انه تم اغتيالهم بعد هجوم للشرطة البلدية ومهربي مخدرات في 26 ايلول/سبتمبر في هذه المدينة الواقعة بولاية غيريرو.
وحتى الآن اوقف 34 شخصا بينهم 26 من رجال الشرطة البلدية في ايغوالا.
وقال وزير العدل المكسيكي خيسوس موريلو كرم في مؤتمر صحافي ان احد الموقوفين في القضية هو سالومون بينيدا الملقب "ال مولون" صهر رئيس بلدية ايغوالا والذي يعتقد انه عضو في جماعة اجرامية محلية، وقد اعترف انه احد منفذي العملية.
واتاح توقيف سالومون وثلاثة اخرين للسلطات الوصول الى اماكن المقابر السرية الجديدة في منطقة جبلية قريبة من ايغوالا.
وفي حين يستمر التعرف على 28 من بقايا بشرية كان عثر عليها الاسبوع الماضي بدعم من خبراء قدموا من الارجنتين، تقول السلطات ان اولويتها تتمثل في القبض على من اعطى الاوامر.
ومع اعترافات سالومون، تتجه اصابع الاتهام اكثر فاكثر الى رئيس البلدية خوسيه لويس اباركا الذي انتخب في 2012 ضمن قائمة حزب الثورة الديموقراطية (يسار) وزوجته ماريا دي لوس انجلس بينيدا اللذين لهما علاقات مع الجريمة المنظمة وفرا بعد يومين على وقوع الهجوم في 26 ايلول/سبتمبر.
وتنفيذا لتعلميات الرئيس بتسريع التحقيق، قال وزير العدل انه بدا رسميا البحث عن رئيس البلدية وزوجته ومسؤول امن مدينة ايغوالا "للاستماع اليهم في القضية".
من جهة اخرى، قررت النيابة الفدرالية البدء في التحقيق في شكوى بتهمة القتل ضد اباركا في قضية تعود الى 2013. ولم يتم استكمال التحقيق فيها حينها بسبب اعتبار النيابة ان القضية من اختصاص السلطات المحلية.
لكن الوزير قال اليوم ان هذه الشكوى على صلة "بانحراف منظم واضح".
واقر الوزير بانه لو كان تم توقيف رئيس البلدية حينها لكان "امكن تفادي" ماساة ايغوالا. لكنه دافع عن نفسه قائلا "لم اتخيل ابدا ان تحصل مثل هذه الفعلة الوحشية".
وبحسب تقرير للمخابرات، فان زوجة رئيس البلدية شقيقة مهربي مخدرات، هي من اعطى الامر لمسؤولي امن البلدية بقمع طلاب مدرسة تخريج المعلمين الريفية في ايوتزينابا الذين قدموا الى ايغوالا للتظاهر وجمع مساعدات: كانت تخشى ان يشوشوا على خطاب كانت ستلقيه باعتبارها مسؤولة خدمات الاسرة في المدينة.
وكان مدعي ولاية غيريرو اينياكي بلانكو صرح في مؤتمر صحافي في اكابولكو ان رئيس بلدية ايغوالا الذي طرد مؤخرا من حزب الثورة الديموقراطية اليساري الذي انتخب باسمه في 2012، سيلاحق بتهمة التقصير في واجبه حماية الطلاب.
واضاف بلانكو ان اباركا "فضل البقاء في حفلة ثم تناول العشاء والنوم" بينما كان الهجوم جاريا و"ترك بذلك الطلاب تحت رحمة قوات الامن"، مشددا على ان اباركا "ملزم قانونيا بالتحرك".
وكان عضو في الحزب الذي طرد منه اباركا اتهم رئيس البلدية العام الماضي بالقتل. وعائلة زوجته التي تنشط في العمل السياسي مع زوجها، على علاقة وثيقة مع احد كارتلات تهريب المخدرات.
وكان الطلاب ال43 الذين فقدوا في 26 ايلول/سبتمبر توجهوا في ذلك اليوم مع عشرات آخرين من طلاب مدرستهم الى ايغوالا التي تبعد حوالى مئة كيلومتر عن مدرستهم لجمع تبرعات والتظاهر. واستولوا بعد ذلك على ثلاث حافلات للنقل العام للعودة الى مدينتهم.
وبعدها اطلق عناصر من الشرطة البلدية ومسلحون لم تعرف هوياتهم النار على تلك الحافلات مما اسفر عن سقوط ثلاثة قتلى، بينما قتل ثلاثة آخرون في حوادث اطلاق نار وقعت في مساء اليوم نفسه.
وكان المدعي العام اعلن ان اثنين من الموقوفين اعترفا بانهما عنصران في عصابة "غيريروس اونيدوس" وانهما "شاركا مباشرة في قتل الطلاب".
ميدانيا، تستمر عمليات البحث لتحديد اماكن المفقودين وتتولاها خصوصا ميليشيات للدفاع الذاتي.
أرسل تعليقك