تشهد شوارع الخرطوم منافسة محتدمة بين الاف عربات "توك توك" بثلاث عجلات التي تستخدم كسيارات اجرة، ويعمد بعض السائقين الى افكار مبتكرة في تزيين سياراتهم لجذب الزبائن.
ويبدو ان المظهر الخارجي للعربات هو عامل الجذب الحاسم للزبائن، ويقول بهاء الدين ياسين ان "وتيرة العمل التي نحصل عليها ترتبط بجمال عربات التوك توك".
ولذا لم يتردد بهاء الدين في انفاق الف جنيه (156 يورو)، اي ما يقارب راتب شهرين في المتوسط في السودان، لتجميل عربته التي تدر عليه اسبوعيا 80 الى 150 جنيها (12,5 الى 23,5 يورو). فباتت بالوان جلد النمر من السقف الى المقاعد وغير ذلك. وهو بات يلقب بالنمر ايضا.
ويقول وهو يركب عربته التي تصدر منها اغان لبوب مارلي "ان كانت التوك توك جميلة، يكون العمل جيدا".
لكن بهاء الدين لا يملك هذه السيارة، بل هو يستأجرها على غرار الاف من زملائه سائقي هذه العربات المستوردة من الهند بخمسين جنيه سوداني يوميا (ثمانية يورهات). وهو مبلغ لا يستهان به في السودان حيث اجمالي الناتج الداخلي للفرد يصل الى 3 3,6 يوروهات في اليوم.
ويجذب الشكل الفريد لعربته زبائن يظلون اوفياء له ولا يستخدمون غيره، مثل أكليلو مايكل وهو استاذ اريتري مقيم في السودان يقول "احب تصميم العربة واشعر بالامان فيها اكثر من غيرها".
فالشعور السائد بين الناس ان السائق الذي ينفق المال للاعتناء بعربته وتزيينها عادة ما يكون كثير الحذر وهو يقودها.
ويؤدي اضفاء هذه اللمسات على عربات التوك توك الى تحريك عجلة العمل في الخرطوم التي يبلغ عدد سكانها 4,5 ملايين نسمة، مع ازدهار المشاغل المتخصصة بتزيين العربات في حي الصحافة.
احد هذه المشاغل يديرها محمد الزبير، ويعمل فيه سبعة عمال. وهو يرى ان العمل في هذه المهنة استثمار ذكي ومربح.
ويقول "الركاب يوقفون عربات التوك توك الجميلة، والناس يفضلون تلك المجهزة براديو ومسجل واضاءة جميلة".
وتتعدد طلبات سائقي التوك توك لتزيين عرباتهم، فمنهم من يطلب اغطية جديدة للمقاعد، وآخرون يطلبون ان يكون للمقود مظهر خاص، وكذلك هناك من يحبون ان تكون الاطارات لديهم مميزة، وآخرون يريدون وضع جهاز ستيريو خلف المقاعد.
لكن البعض من السائقين يذهبون في افكار مبتكرة الى ما هو ابعد من ذلك.
ويقول محمد الزبير "احيانا يطلبون وضع جهاز تكييف، او ان يكون داخل العربة معزولا تماما بحيث لا يدخله المطر"، ويصل الامر بالبعض الى طلب تركيب هوائي على سطح العربة لالتقاط البث التلفزيوني داخلها.
وفيما يعمل السائقون ساعات طويلة في جو مغبر ودرجات حرارة مرتفعة جدا، يبدو ان تزيين عرباتهم يساعدهم على تحسين مزاجهم اثناء العمل، حتى وان كان ذلك مكلفا لهم.
ويقول بهاء الدين ياسين من داخل عربته التي تنبعث منها موسيقى الريغي "ان عاملت عربتك كما تعامل منزلك، يمكن اذن ان تعمل فيها بشكل مريح".
نقلًا عن أ.ف.ب
أرسل تعليقك