بروكسل - فلسطين اليوم
أعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، في ختام اليوم الأول من اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف ببروكسل، عن ارتفاع تعداد قوات الرد السريع من 13 ألفا إلى 40 ألف جندي.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي عقده في بروكسل الأربعاء إن الناتو سيقوم بتوسيع صلاحيات القيادة العامة لقواتها المتحدة في أوروبا، وذلك من أجل رفع سرعة انتشار قوات الرد السريع للحلف.
وأضاف إن هذا الإجراء سيكون "خطوة هامة في إطار تنفيذ خطة رفع الجاهزية القتالية لقواتنا".
وذكر ستولتنبرغ أن الحلف تبنى مجموعة الإجراءات الهادفة إلى مساعدة مولدافيا في تحديث قواتها المسلحة، وأنه في أقرب وقت سيعد الحلف مجموعة إجراءات مماثلة لمساعدة العراق في تحديث جيشه.
وأفاد الأمين العام للحلف بأن الناتو قرر "إعداد ردود على الخطابات النووية الروسية والتحديات الواردة التي تأتي من الشرق".
وذكر أن وزراء خارجية الدول الأعضاء سيحللون "تصرفات روسيا وستكون تصريحاتها حول نشاطاتها النووية جزءا من هذا التحليل".
وبحسب ستولتنبرغ فإن "الناتو لا يسعى إلى مواجهة وسباق تسلح مع روسيا، لكن الحلف مسؤول عن أمن أعضائه".. مضيفا: "سنرد على التصرفات الروسية التي تزداد شدة، لأننا سنفعل ذلك بطريقة مسؤولة ومتوازنة، متمسكين تماما بالتزاماتنا الدولية".
ويبحث وزراء دفاع دول الناتو في اجتماعهم حزمة قرارات تتعلق بتعزيز وجود الحلف العسكري في شرق أوروبا، لكنهم يعتبرون أن ذلك لا يتعارض مع سعيهم للحوار مع موسكو.
وقال ستولتنبرغ اليوم إثر وصوله إلى مقر انعقاد الاجتماع الذي سيستغرق يومين: "يسعى الناتو للحوار مع موسكو.. وأنا واثق من أن تعزيز القدرات الدفاعية للحلف لا يتعارض مع هذا الهدف.. وتعد المنظومة الدفاعية القوية للحلف من الشروط الضرورية لإقامة حوار مع روسيا".
وذكر أنه على الرغم من تجميد التعاون العسكري بين روسيا والناتو على خلفية الأزمة الأوكرانية، إلا أن الحوار السياسي مازال مستمرا على مختلف المستويات.
وأردف قائلا: "تبقى خطوط الاتصال المباشر بين العسكريين مفتوحة، علما بأن هذه الخطوط تُستخدم لتجنب تفسير الحوادث والأنشطة العسكرية بشكل خاطئ".. مضيفاً "إننا متمسكون بالوفاء بكافة الالتزامات في مجال الرقابة على الأسلحة".
وقال "تواصل العديد من دول الناتو الحوار مع روسيا حول قضايا مختلفة، بما في ذلك البحث عن حلول لقضية البرنامج النووي الإيراني وتسوية الأزمة في ليبيا وسوريا".
وبشأن التدريبات التي يجريها حلف الناتو دون أي انقطاع تقريبا قرب حدود روسيا، قال ستولتنبرغ إن الحلف يسعى لتحقيق أقصى درجات الشفافية والالتزام بكافة القواعد الدولية في هذا المجال.
وانتقد أمين عام الناتو موسكو في هذا السياق باعتبار أن التدريبات المفاجئة التي يجريها الجيش الروسي تجعل الأنشطة العسكرية في أوروبا أقل قابلية للتنبؤ.
وفيما يخص نشر الأسلحة الأمريكية الثقيلة قرب حدود روسيا، لا تعتبر موافقة وزراء دفاع الحلف على هذه الخطوة إلا إجراء شكليا، علما بأن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر أعلن عن هذا القرار رسميا الثلاثاء خلال زيارته إلى إستونيا.
وأوضح كارتر أن الولايات المتحدة ستنشر أسلحة ثقيلة بكميات تكفي لتجهيز لواء من قوات المشاة الآلية في دول البلطيق وشرق أوروبا وألمانيا.
وقال في مؤتمر صحفي عقده في إستونيا: "الولايات المتحدة ستبدأ بنشر 250 دبابة وعربة مدرعة وغيرها من المعدات العسكرية في سبع دول أوروبية.. كما سيتم نشر سرية أو كتيبة في كل من بلغاريا وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا وبولندا ورومانيا وألمانيا، وذلك بشكل مؤقت على الأقل".
وأضاف إن تحركات المعدات العسكرية في أوروبا أمر مناسب لإجراء التدريبات.
وذكر وزير الدفاع الأمريكي أن هذه الخطوة تستهدف "تقديم المساعدة لدول الناتو كإجراء لردع روسيا والتصدي للجماعات الإرهابية".
أما ستولتنبرغ فقال في تصريحات سابقة له ردا على سؤال حول احتمال نشر الآليات القتالية في شرق أوروبا: "إننا نرى أن ذلك يشكل عنصرا من عناصر الجهود الرامية إلى زيادة جاهزيتنا وتوسيع إمكانياتنا لتعزيز القوات إذا اقتضت الضرورة ذلك".
وشدد على أن هذه الخطوة لا تنتهك بأي شكل من الأشكال الاتفاقية الأساسية بين روسيا والناتو.
هذا وسيقر الوزراء أيضاً صلاحيات إضافية للقائد العسكري الأعلى لقوات الناتو، تتعلق بنشر القوات بسرعة وإعدادها للعمل فور اتخاذ قرار سياسي باستخدامها.
وعلى هامش اجتماع وزراء دفاع حلف الناتو ستعقد يوم غد الخميس كذلك الجلسة الدورية للجنة "أوكرانيا-الناتو".
وستركز المناقشات خلال الاجتماع على تطورات الوضع في منطقة النزاع بشرق أوكرانيا وسير الإصلاحات العسكرية التي تجريها كييف.
ونفت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين أن يكون هناك خطر عودة العلاقات بين روسيا ودول الغرب إلى حالة الحرب الباردة مجددا.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن فون دير لاين قولها إثر وصولها إلى بروكسل: "لن نعود إلى الحرب الباردة".
واعتبرت أن الوضع في تلك الحقبة الماضية كان مختلفا جذريا، إذ كان يتسم بمواجهة بين حلفين هائلين.
أما الآن في ظروف العولمة، فمن المستحيل تكرار هذه الأحداث، حسبما ذكرته وزيرة الدفاع الألمانية، التي أشارت في هذا السياق إلى العلاقات الاقتصادية المتينة التي تربط روسيا مع العديد من الدول الغربية .
وأكدت فون دير لاين أن دول الغرب تدعو إلى حل النزاعات بالوسائل السلمية وإلى التعاون مع روسيا في العديد من القضايا الدولية.
أرسل تعليقك