يتوجه ملايين الناخبين في أوكرانيا اليوم الأحد الى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم في انتخابات برلمانية مبكرة، وسط تنافس 29 حزباً وتحالفاً سياسياً، ابرزها تحالف الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، وذلك في ظل ظروف استثنائية واوضاع اقتصادية صعبة .
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في سجلات الانتخابات 36.5 مليون، غير أن البلاد خسرت نحو 1.8 مليون ناخب عقب فقدان شبه جزيرة القرم التي انضمت الى روسيا في مارس الماضي.
وتنظم هذه الانتخابات والتي يستبعد اجرائها في اقليمي لوهانسك ودونيتسك والبالغ عدد الناخبين فيهما قرابة الثلاثة ملايين ناخب، وذلك بعدما اعلن المسلحون المسيطرون على الاقليمين مقاطعتهم، وإجراء انتخابات بشكل أحادي في الثاني من نوفمبر المقبل.
ويتنافس في الانتخابات ستة آلاف و627 مرشحاً على مقاعد البرلمان البالغ عددها 450 مقعداً، فيما يراقبها أكثر أربعة آلاف مراقب من نحو 41 دولة، معظمها من دول الاتحاد الاوروبي.
ونشرت السلطات الأوكرانية 61 ألف شرطي لتأمين مراكز الاقتراع في مختلف أنحاء البلاد، فيما أعلنت لجنة الانتخابات المركزية انشاء 12 دائرة انتخابية تضم 32 ألف مركز اقتراع في عموم اوكرانيا، باستثناء شبه جزيرة القرم وميناء سيفاستوبل التي انضمت الى روسيا في مارس 2014م.
ويتنافس 29 حزباً وتحالفاً سياسياً على شغل مقاعد البرلمان والتي سيتم انتخاب مقاعدها مناصفة عن طريق القوائم الحزبية والدوائر ذات المقعد الواحد.
وتشارك عدة احزاب قوية ابرزها تحالف الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو المدعوم من قبل حزب (اودار) بقيادة عمدة العاصمة كييف فيتالي كليتشكو والحزب الديمقراطي الراديكالي بزعامة اوليغ لياشكو وحزب (اوكرانيا القوية) بقيادة سيرغي تيغيبكو.
كما تشارك (الجبهة الشعبية) بزعامة رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك وحزب (باتكيفشينا) بزعامة يوليا تيموشينكو وحزب (التحالف المعارض) بزعامة يوري بويكو، اضافة الى الحزب (الشيوعي الاوكراني).
وامتنع حزب الاقاليم والذي اسسه الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش عن المشاركة في الانتخابات، بعد ان حصل اغلبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية السابقة.
واظهرت استطلاعات الرأي والتي اجرتها عدد من المؤسسات والمراكز المعنية المختلفة، تقدم كتلة الرئيس بوروشينكو والذي انتخب في مايو الماضي، وبنسبة تفوق 30 % من المصوتين .
كما اظهرت الاستطلاعات ميل 23 % من الناخبين لمنح أصواتهم الى حزب الاقاليم الحاكم بقيادة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش والذي عزله البرلمان في فبراير الماضي عقب احتجاجات كانت بداية الازمة التي مازالت تعاني منها البلاد حتى اليوم .
وتحظى الانتخابات الأوكرانية باهتمام خاص من قبل منظمات حقوق الإنسان، لاسيما الأوروبية نظراً لأن مايسمى بزعيمة الثورة البرتقالية ورئيسة أحد الأحزاب الأساسية في البلاد يوليا تيموشينكو تقبع في السجن منذ نحو عام بتهمة سوء استغلال السلطة وتوقيع اتفاقيات غاز مجحفة مع روسيا.
وفيما أوفد الاتحاد الأوروبي والجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي مئات المراقبين للرقابة على الانتخابات في أوكرانيا، اعلنت لجنة الانتخابات المركزية في كييف اعتماد نحو أربعة آلاف مراقب دولي للاشراف على الانتخابات، اضافة الى أكثر من 100 ألف مراقب محلي يمثلون مختلف الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية.
وتتوزع مقاعد البرلمان الأوكراني الحالي بين حزب الأقاليم الذي يملك 175 مقعداً وتحالف يوليا تيموشينكو بـ 156 مقعداً، في حين يمتلك حزب (اوكرانيا لنا) 72 مقعداً.
وكان الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو قد اعلن في 26 أغسطس الماضي حل البرلمان، ودعا إلى انتخابات جديدة في 26 أكتوبر المقبل .. مبرراً اجراءه بوجود عدد من النواب المؤيدين لما اسماه "التمرد" .
وتأتي الانتخابات في هذا البلد الواقع في وسط شرق اوروبا، بعدد سكان يتجاوز الـ 47 مليون نسمة، في ظل ظروف استثنائية واوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية، بسبب الازمة التي مازال يشهدها البلاد منذ الاطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
فعلى المستوى الداخلي، تجري الانتخابات في ظل قتال متواصل بين قوات الحكومة الأوكرانية ومجموعات مسلحة شرق البلاد، ما انعكس سلباً على الوضع الإقتصادي للأوكرانيين، خاصة في زيادة معدلات البطالة وانعدام الموار المالية.
وعلى المستوى الدولي، تواصل التردد الأوروبي والأمريكي في تقديم المساعدات الاقتصادية والمالية لانقاذ الاقتصاد الأوكراني من الانهيار، صاحب ذلك اصرار روسي على دفع أسعار الغاز المصدر إلى أوكرانيا مسبقاً، ما انعكس على حالة الاستقرار الذي فقدته البلاد منذ اندلاع الازمة في نوفمبر الماضي.
ومرت اوكرانيا بالعديد من المشاهد السياسية والمحطات الهامة منها فرار الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش إلى روسيا بعد إقالته من البرلمان، وانضمام شبه جزيرة القرم الى روسيا والذي اوقع مواجهة بين روسيا والغرب .
ومن ضمن اخر الاحداث التي شهدتها الساحة الاوكرانية الفشل في تحقيق أي تقدم في عملية السلام خلال اللقاءات التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بترو بوروشنكو.
كما انتهت المباحثات بين البلدين في العاصمة البلجيكية بروكسل مؤخراً حول ملف الغاز والذي يشكل نقطة خلاف بين روسيا وأوكرانيا، بالفشل أيضاً، فيما ينتظر ان تستأنف قبل 29 أكتوبر الجاري.
أرسل تعليقك