رام الله - فلسطين اليوم
قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع إن "هناك توجه جاد لبلورة استراتيجية عاجلة لمقاطعة المحاكم الإسرائيلية، لاسيما في قضية الأسرى الإداريين، والجهود تبذل بالتشاور مع كافة الجهات الرسمية وكذلك الفصائل".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الأربعاء، في مقر مركز الإعلام الحكومي، في رام الله، حول تداعيات إضراب الأسرى في سجون الاحتلال، وذلك تزامنا مع إضراب الأسيرين فؤاد عاصي وأديب مفارجة، اللذان شرعا به منذ أكثر من 50 يوما، ضد اعتقالهما الإداري.
وأشار قراقع إلى أن سلطات الاحتلال تعرقل زيارة المحامين للأسيرين، للوقوف على وضعهما الصحي، مؤكدا أن "جلسة محاكمة ستقعد في الأول من حزيران المقبل للأسير أديب مفارجة، رغم أنه لا يوجد رهان على هذه المحكمة، ولكنها تبقى إحدى وسائل الدفاع عن حريته".
وتناول قراقع الوضع الصحفي للأسير المريض سعيد مسلم، الذي يعاني هو الآخر من ظروف صحية صعبة، بعد الجلطة التي تعرض لها في سجن "النقب" قبل مدة، قائلا: "لا يجوز ترك الأسرى وحدهم، علينا أن نستمر بدعمهم، حتى لا يستفرد بهم الاحتلال، فهم مستهدفون من قبل أركان الاحتلال أجمع".
وتابع: بدأنا الاعداد والتشاور للتوجه لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي، لاستصدار فتوى حول مكانة الأسرى القانونية، ولإلزام الاحتلال بتحمل مسؤوليته تجاههم"، مطالبا الصليب الأحمر الدولي بضرورة عمل زيارات مكثفة للأسرى في سجون الاحتلال، خاصة المرضى منهم، والمضربين عن الطعام، للوقوف على الانتهاكات اليومية بحقهم.
وحمّل قراقع الاحتلال المسؤولية عن حياة الأسيرين مفارجة وعاصي، لافتا إلى أنهما قضيا أغلب أيام الإضراب داخل زنازين الاحتلال في ظروف معيشية صعبة، قبل أن يتم نقلهما إلى مستشفى "برزلاي" العسكري.
بدوره، قال رئيس نادي الأسير قدورة فارس، "إن خطوات الإضراب والمستمرة منذ عام 2011 وحتى اليوم تحديدا في قضية الأسرى الإداريين، جاءت جراء عدم وجود صيغة نضالية شاملة يتبناها الأسرى، لذلك فهم يضطرون للجوء إلى هذا الشكل النضالي، ولعل تجربة الأسير سامي جنازرة هي تعبير صارخ عن ادعاءات وأضاليل جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، حيث ادعت النيابة بوجود 38 منشوراً على "الفيس بوك" اعتبرت أنها تتضمن تحريضاً، لافتاً إلى أن هذا الإجراء يعني أن إسرائيل يمكنها أن تعتقل مليون فلسطيني بشأن منشورات على " الفيس بوك".
كما ودعا فارس إلى إعادة النظر في مواجهة الاحتلال، ومنها التعامل مع المحاكم العسكرية للاحتلال، قائلا: "كان الأجدر بنا نحن أن نسبق قرار مؤسسة "بتسيلم" والذي ستقاطع بموجبه الجهاز الخاص بشرطة التحقيق، داعيا الأطراف للسعي إلى المقاطعة وبداية مع قضية الأسرى الإداريين.
وفي كلمته، أكد الناطق الإعلامي باسم مؤسسة مهجة القدس أحمد العوري على ضرورة توحيد الجهود في دعم الأسرى المضربين، مشيرا إلى أن الإضراب هو الخطوة الأخيرة التي قد يلجأ إليها الأسرى، بعد استنفاذهم كافة الحلول.
وطالب العوري المنظمات والمؤسسات المعنية، بالتوجه إلى المحكمة الدولية، لرفع ملف الاعتقال الإداري التعسفي، كما وطالب بعمل اتفاق يضم الفصائل داخل سجون الاحتلال وخارجها، من أجل مقاطعة محاكم الاحتلال الصورية التي تستخدمها إسرائيل، كغطاء قانوني لجرائمها.
وناشد رباح عاصي والد الأسير فؤاد المضرب عن الطعام منذ نحو 50 يوما، الجهات المختصة بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة ابنه وزميله مفارجة، محملاً في الوقت ذاته الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهما.
أرسل تعليقك