غزة – محمد حبيب
أصيب 16 شابًا فلسطينيًا من ضمنهم 9 إصابات بالرصاص الحي، و7 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، كما أصيب نحو 40 شخصًا بالاختناق جراء استنشاق قنابل الغاز السام، خلال مواجهات عنيفة اندلعت في بلدة قطنة شمال غربي مدينة القدس المحتلة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
واندلعت المواجهات في أعقاب تشييع آلاف المواطنين، جثمان الشهيد يحيى يسري طه (21 عامًا)، الذي استشهد نتيجة إصابته برصاصة في الرأس، صباح الخميس، بعد اندلاع مواجهات في قطنة.
وانطلق موكب التشييع من مجمع فلسطين الطبي، وصولاً إلى منزل عائلته في البلدة، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع عليه، ومن ثم أدى المشيعون صلاة الجنازة قبل مواراته الثرى في مقبرة البلدة.
وحمل المشاركون في موكب التشييع الأعلام والرايات الفلسطينية، ورددوا الهتافات لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته ضد أبناء شعبنا.
كان الشهيد طه قد استشهد الخميس، بينما أصيب آخرون في مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في البلدة بعد اقتحامها، وشن حملة مداهمات وتفتيشات واسعة لمنازل المواطنين هناك، كما قامت بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز والصوت بشكل عشوائي تجاه منازل المواطنين، ومنعت وصول الطواقم الطبية لنقل الشهيد.
وفي أعقاب مواراة جثمان الشهيد الثرى، اندلعت المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي أطلقت الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط بكثافة نحو الشبان الغاضبين، الذين أمطروا قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، وحاولوا دون اقتحام البلدة.
وفي الخليل، أصيب شاب بالرصاص الحي في بطنه، وذلك خلال مواجهات مع الاحتلال الاسرائيلي في مخيم العروب شمال الخليل، وتم نقله إلى أحد مشافي الخليل.
وصرًّح مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في محافظة الخليل، الدكتور حجازي أبو ميزر، بأن سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر نقلت الشاب المصاب بالرصاص من مخيم العروب إلى أحد مشافي الخليل، وحالته الصحية حرجة، بعد إصابته في البطن".
وقالت مصادر طبية في الخليل، إن حالة الجريح البالغ (18 عامًا) حرجة للغاية حيث أصيب برصاصتين في البطن، ويعمل الأطباء في قسم الطوارئ على إنقاذ حياته.
ويشهد مخيم العروب منذ عدة أيام، إغلاق كامل لمداخله من قبل قوات الاحتلال، مع تمركز عدد من جنود الاحتلال على مداخله وفي بعض منازل المخيم.
وقد اضطرت سيارة الإسعاف إلى استخدام طريق بديل بهدف إيصال الجريح للمستشفى، نظرًا لإغلاق كافة مداخل المخيم، وهو ما يؤثر على الوضع الصحي له.
كما ألقت مجموعات من الشباب الفلسطينيين خلال مواجهات وقعت الخميس، مع قوات الاحتلال قرب بلدة "بيت عوا" غرب الخليل الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه قوات الاحتلال التي ردت بالنار والغاز المسيل للدموع.
وذكرت المصادر الإسرائيلية أن إصابات أو أضرار لم تلحق بقوات الاحتلال خلال المواجهات المذكورة.
كما شيّع آلاف المواطنين، ظهر الخميس، جثمان الشهيد الفتى إبراهيم عبدالله داوود (16 عامًا) إلى مثواه الأخير في قرية دير غسانة شمال غربي رام الله.
كان الفتى داود أعلن عن استشهاده مساء الأربعاء الماضي، متأثرًا بإصابته الخطيرة بالرصاص الحي والتي أصيب بها عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة خلال قمع مسيرة إحياء ذكرى استشهاد ياسر عرفات.
وانطلق موكب التشييع من داخل مجمع فلسطين الطبي بجنازة عسكرية، حيث حمل جثمان الشهيد الفتى على اكتاف قوات الأمن الوطني، فيما عزفت الموسيقى العسكرية مقطوعات الوداع.
وعقب ذلك، حمل جثمان الشهيد في سيارة إسعاف ونقل في موكب جنائزي بالسيارات وصولاً إلى قرية دير غسانة، وما إن وصلت الجنازة إلى مدخل القرية، حتى حمل الشبان الفتى الشهيد على الأكتاف، وصولًا إلى منزله.
وفي المنزل عمّ البكاء ولف الحزن المكان، فيما فقدت والدة الشهيد أنصاف الوعي عدة مرات؛ وهو ما حدث أيضًا لشقيقاته.
وألقى ذوو الشهيد نظرة الوداع الأخيرة عليه، ليحمل إلى مسجد القرية لأداء صلاة الظهر والجنازة على جثمانه، قبل أن يوارى القرى في مقبرة القرية.
أرسل تعليقك