استنفار الجيش الاسرائيلي بقوات كبيرة على الطرقات الرئيسية للمدن الفلسطينية يذكرنا بما كان يحدث من استنفار قبل عام 2006.
وحتى فجر اليوم، كان ذلك الاستنفار العسكري المصاحب لتهديدات أطلقها سياسيون وعسكريون اسرائيليون اشبه بحرب يشنها المستوطنون المنفلتين ضد المواطنين العزل وممتلكاتهم.
جاء هذا الاستنفار بعد أن تم قتل اثنين من المستوطنين بالقرب من حاجز بيت فوريك شرقي مدينة نابلس وإصابة أربعة آخرين.
العملية نفذت قرابة الساعة الـ9 من ليلة يوم أمس عندما قام المنفذون بإطلاق الرصاص باتجاه سيارة المستوطنين التي كانت متواجدة بالقرب من حاجز بيت فوريك شرقي مدينة نابلس .
حيث قتل المنفذين السائق والذي يعمل ضابط احتياطٍ في احد اذرع القوات العسكرية الاسرائيلية، وكان يخدم في وحدة 'سيرت متكال' والتي تعد وحدة النخبة في جيش الاحتلال. وزوجته 'نعما هنكين'.
وقالت مصادر عبرية، إنّ الفلسطينيين المشتبه بهم بإطلاق النار امتنعوا عن قتل الأطفال رغم أنهم أمطروا سيارة المستوطنين بخمسين رصاصة.
والقتيلين من مستوطنة 'تلمون' المقامة على أراضي المزرعة القبلية شمال رام الله.
بعد ذلك حدث استنفار كبير لقطعان المستوطنين وعملوا على الانتشار في جميع الطرق الرئيسية بهدف الانتقام لما حدث من عملية أطلاق نار ،وقاموا بمهاجمة القرى، ومنع طواقم الاسعاف من الدخول اليها ومهاجمة إحدى سيارات الاسعاف التابعة لقرية بورين بشكل همجي حيث باتت لا تصلح للاستخدام وهذا ما اكده ضابط الاسعاف في قرية عقربا يوسف ديريه.
عمل المستوطنين على نشر خرابهم في أكثر من مكان في نفس الوقت. ففي بلدة حواره قاموا باحتجاز المواطنين في إحدى المنتزهات القريبة من البلدة واحراق الاشجار ورشق السيارات بالحجارة، ما أدى إلى إصابات ماديه كما حصل مع الدكتور أكرم سعادة بعد تعرض سيارته للرشق من قبل المستوطنين.
وفي قرية بورين هاجم المستوطنين منزلي المواطنين مروان النجار وبشار النجار الذين تقع منازلهم على مشارف قرية بورين .
وأفاد شهود عيان أن أهالي القرية هرعوا إلى محيط المنازل المذكورة لمنع هجوم المستوطنين وللحيلولة دون توغلهم داخل حدود القرية.
فيما اعتلى مواطنون اخرون في بلدتي حواره وبورين أسطح المنازل تحسبا لأي عمل اخر من قبل المستوطنين بعد أن قام اهالي بلدة حوارة بإفشال محاولات عدد من المستوطنين للمس بالمنازل من الجهة الشمالية، والشمالية الغربية من البلدة، والحيلولة دون وقوع جريمة اخرى كما حدث مع عائلة دوابشة في قرية دوما.
ويذكر بأن عمليات التخريب التي قام بها المستوطنون كانت تحت حماية الجيش الإسرائيلي .
وعمل الجيش الاسرائيلي على استدعاء أربع وحدات اضافيه من جنود الاحتياط لمكان العملية ونشرهم على مداخل مدينة نابلس والقرى القريبة من العملية، ونصب حواجز على جميع الطرق المؤدية الى مدينة نابلس واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة.
اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في عدة قرى فلسطينية بعد أن قام الاحتلال باقتحامها، متزامناً ذلك مع ذلك مع انتشار مكثف لجيش الاحتلال وإغلاق عدد من الطرق والمفترقات جنوب، وجنوب شرق المحافظة.
وأشار الناطق الاعلامي باسم حركة فتح في بلدة حواره عواد نجم بان المواطنون ' أفشلوا 5 محاولات لإحراق المنازل من قبل المستوطنين وإطفاء النيران التي أشعلها المستوطنون بأشجار قريبة من منتجع 'كنتري حوارة' غرب البلدة.
وأكد عواد بان 'هناك تكسير للسيارات واحتجاز لمئات المواطنين من قبل قوات الاحتلال داخل المنازل وعلى الشارع الرئيسي لمدة لا تقل عن 4 ساعات .'
واشار تقرير للارتباط العسكري الفلسطيني بأنه 'تم تسجيل 8 حالات لاعتداءات المستوطنين على الموطنين تمركزت في بلدتي بورين وحوراه وبالقرب من بلدة بيت فوريك، و4 حالات إغلاق للطرق المؤدية الى مدينة نابلس من شرقها وغربها، ووجود العديد من الحواجز الطيارة للجيش الاسرائيلي على الطرق دون العمل على التدقيق بهويات المواطنين او تفتيشها'.
ولم تقتصر أعمال المستوطنين وتخريبهم والحواجز والموجهات مع قوات الاحتلال في محيط مدينة نابلس فقط، بل امتدت الى جميع مناطق الضفة الغربية.
ففي بلدة سنجل وقع العديد من الاصابات نتيجة الموجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال بعد أن تجمع المستوطنون على مداخل البلدة.
وهذا ما حدث في الخليل وبيت لحم أيضا عندما تم إطلاق نار على مستوطنة مجدل عوز بالقرب من قرية بيت فجار واقتحام الجيش لمناطق عده في مدينة الخليل.
لكن الموجهات الأعنف كانت في بلدة كفر الديك قضاء سلفيت، حيث وقعت العديد من الاصابات بالاختناق والأعيرة المطاطية.
أرسل تعليقك