الخليل ـ فلسطين اليوم
تصحو الخليل على شهيد لتودع آخرا في نهاية اليوم، يوم أمس الثلاثاء كان حزينا في المحافظة التي ودعت 4 من أبنائها سقطوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل استهداف أبناء شعبنا.
تجلس العائلات في الخليل بأكملها أمام شاشات التلفاز مراقبتاً بحسرة لتتابع الأخبار، حيث يسقط بين كل شهيد وشهيد آخر .
أول ضحايا الاحتلال صباح أمس كان الشاب عدي هاشم المسالمة (24 عاماً) والذي يعمل لحاماً، خرج لقطف ثمار الزيتون، فباغتته رصاصة جندي اسرائيلي من مسافة قريبة جداً في مؤخرة الرأس لتشق طريقها خارجتاً من الجبهة الأمامية، تلاها عدة رصاصات في الأقدام اخترقت العظم، ما أدى لاستشهاده على الفور، ما ينفي رواية الاحتلال ومزاعمها من أن الشهيد حاول تنفيذ عملية طعن.
ساعات قليله وضجت الأخبار مجددا بأنباء عن شهيد آخر، من بيت عوا جنوباً الى بيت أولا غرب الخليل، بيت جديد فجع بالفقد، حمزة العمله (25 عاماً)، ويعمل نجاراً وخرج من منجرته في بيت اولا قاصداً مدينة بيت لحم لإحضار طلبية لعمله، ليطلق عليه جنود الإحتلال الرصاص على مفترق مستوطنة 'غوش عتصيون' ويفارق الحياة .
زحف الليل على مدينة الخليل، ليحضر معه فاجعة جديدة، ولتتوالى الأخبار عن شهيدين جديدين في محيط بناية الرجبي المغتصبة من المستوطنين.
حسام إسماعيل الجعبري (19 عاما) وبشار نضال الجعبري (15 عاما)، أولاد عم، خرجوا من عملهم في مصنع ذويهم مبكراً لتكون وجهتهم الأخيرة الى دار النعيم.
والدتا الشهيدان تجلسان متجاورتان تشد كل منهن بأزر الأخرى، لا العيون تبكى ولا الشفاه تحكي.
تسرق الكلمات طريقها خلال شهقات ابتسام الجعبري والدة حسام، تعزي نفسها به قائلة: 'حسام مهجة قلبي، حسام حبيبي روح الروح'.
وتضيف بحرقة: 'ابني حسام مرضي، ولم يكن من النوع الذي يذهب الى المسيرات أو لألقاء الحجارة، كان يعمل مع والده في مصنع العائلة، طلب مني أن أخطب له قبل يومين وقد أصر على أن نخطب له سريعاً، فوعدته أن يكون زفافه في الصيف، رحل الغالي عريساً بلا عروس'.
والدة الشهيد بشار الجعبري تبكى سنواته الخمسة عشر، بحسرة أم تنظر في عيون النسوة اللاتي حضرن لتقديم العزاء، تقول: 'بشار مسكين يا ريت كل الناس متلو، هاد ابني حبيبي هاد الصغير المدلل'. وحول ظروف استشهاده تقول: 'عاد ابني من العمل مبكراً و خرج مع ابن عمه لشراء بعض الحلويات من محل قريب من منزلنا، ووعدونا أنهم لن يتأخروا فقط سيذهبون لرؤية أولاد عم لهم يسكنون في حارة الجعبري على مقربة من بناية الرجبي، وهناك وحسب شهود عيان أخبرونا أن جنود الإحتلال أوقفوا حسام وبشار واعتدوا عليهم بالضرب ثم اقتادوهم الى محيط بناية الرجبي حيث قتلوهما غدراً'.
تضيف: 'حالة من الصدمة والحزن الشديد خيم على العائلة بعد أن تناقلت مواقع التواصل الإجتماعي صور الشهداء، حسرة في قلوبنا فنحن لم نستطيع توديع أطفالنا'.
وحسب وزارة الصحة فإن حصيلة الشهداء منذ بداية الشهر الجاري وحتى اليوم الأربعاء، بلغت 52 شهيداً في الضفة الغربية وقطاع غزة، من بينهم 11 طفلاً، وأم حامل.
أرسل تعليقك