اندلعت مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، مساء الجمعة، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي محيط محافظة نابلس منطقة عسكرية مغلقة حتى إشعار آخر، على خلفية مقتل مستوطنين اثنين قرب بلدة بيت فوريك شرق المدينة.
ودارت المواجهات في محيط مسجد بلال بن رباح "قبة راحيل" على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم شمال الضفة وأصيب عدد من المواطنين بحالات إغماء واختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع خلال المواجهات.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي باتجاه الشبان المتظاهرين الذين رشقوا قوات الاحتلال المتواجدة في برج المراقبة وخلف الجدار على مدخل بيت لحم الشمالي بالحجارة والزجاجات الحارقة، كما اندلعت مواجهات عنيفة بين المستوطنين وقوات الاحتلال من جهة؛ وشبان مخيم الجلزون من جهة أخرى بالقرب من مخيم الجلزون.
وشارك العشرات من مستوطني مستوطنة "بيت ايل" المقامة على أراضي المواطنين في قريتي بيتين ودورا القرع، في مسيرة للتنديد بقتل مستوطنين اثنين مساء أمس الخميس قرب بيت فوريك، ووصلوا برفقة جيش الاحتلال إلى الشارع العام الذي يربط نابلس مع رام الله وأغلقوه ومنعوا السيارات من المرور وهاجموا المواطنين الفلسطينيين.
وتوجه عشرات من شبان مخيم الجلزون نحو الشارع ودافعوا عن المواطنين؛ والقوا الحجارة والزجاجات الحارقة نحو المستوطنين وقوات الاحتلال التي اضطرت إلى إبعاد المستوطنين عن الشارع في ظل مهاجمتهم بضراوة من قبل شباب الجلزون؛ وطارد الشبان الجيش والمستوطنين وأصابوا عددا منهم خلال عملية الهروب من المكان.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع نحو الشبان؛ لكن ذلك لم يبعد أبناء الجلزون؛ بل دفع إلى قدوم شبان آخرين ومهاجمة قوات الاحتلال من مناطق أخرى.
وأصيب بعد ظهر الجمعة مواطنان بالرصاص الحي في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية في قلقيلية. وأفاد شهود عيان أن المصابين هم: مصور الوكالة الايطالية أحمد طلعت ومواطن آخر بالرصاص الحي في القدم، والذين أصيبا اثر قمع الاحتلال لمسيرة سلمية في المكان.
كما تعرضت سيارة مستوطنة إسرائيلية بعد ظهر الجمعة لإلقاء الحجارة لدى مرورها قرب مستوطنة "مِغْداليم" شمال شرق رام الله مما أدى إلى إصابة راكبتيها بجروح طفيفة لم تقتض معالجتهما، فيما اندلعت مواجهات عند باب الأسباط بعد منع المصلين من أداء صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى المبارك بعد فرض قيود على المصلين للرجال من تقل أعمارهم عن الأربعين عاما والنساء من كافة الأعمار.
وأفادت مصادر محلية في القدس المحتلة، عند طريق الواد بأنَّ مناوشات خفيفة اندلعت بين المستوطنين والمصلين من كبار السن وتعرض عدد منهم للضرب على يد جنود الاحتلال الذين منعوا من دخول كافة الأعمار من طريق الواد لدخول المسجد الأقصى المبارك من باب المجلس وباب القطانين بينما تم السماح للمستوطنين بالدخول.
وعند باب حطه تعرض عدد من الأطفال الذين كانوا يرافقون آبائهم وأمهاتهم لأداء صلاة ألجمعه في رحاب المسجد للتنكيل والاعتداء بالضرب، وعند باب الأسباط قامت قوات الاحتلال بقمع المصلين عند مدخل باب الأسباط لمنعهم من الدخول بإطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ورش غاز الفلفل، وأصيب الأطفال والشيوخ بحالات اختناق مما أدى إلى اشتباك بالأيدي بين الشبان وجنود الاحتلال وأصيب جندي إسرائيلي بجروح بالرأس.
وبعد الانتهاء من صلاة الجمعة بمشاركة المئات من المواطنين المقدسيين عند شارع باب الأسباط بإطلاق قنابل الصوت بهدف السماح للحافلات الإسرائيلية التي تقل المستوطنين بهدف التوجه إلى حائط البراق.
وأدى المئات من المقدسيين صلاة الجمعة لمن هم اقل من الأربعين عامًا عند حي المصرارة وباب الأسباط.حيث أقيمت صلوات الجمعة في شوارع القدس وطرقاتها بعد منع الشبان الذين تقل أعمارهم عن الـ 40 عاما من دخول المسجد الأقصى، في أسبوع "عيد المظلة- السكوت" العبري.
وحولت قوات الاحتلال منذ ساعات الصباح الأولى مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، بنشر قواتها المختلفة من (الوحدات الخاصة والشرطة وفرق الخيالة وحرس الحدود والمخابرات) في كافة شوارع المدينة وعلى مداخلها، وعززت من تواجدها على أبواب القدس القديمة والمسجد الأقصى، كما نصبت حواجزها الحديدية على أبواب الأقصى المفتوحة، ومنعت من تقل أعمارهم عن الـ 40 عاما من دخول البلدة القديمة.
وأدى الشبان صلوات الجمعة في منطقة (باب الأسباط وباب العمود والساهرة وباب المغاربة وفي حي وادي الجوز)، وسط حصار وتواجد شرطي مكثف حيث حاولوا مضايقات المصلين.
وفي منطقة باب الأسباط قمعت قوات الاحتلال المصلين خلال أداء الشبان صلاة "السنة" وبعد انتهاء صلاة الجمعة، بالقنابل الصوتية وغاز الفلفل، والأعيرة المطاطية.
وفي منطقة باب السلسلة اعتقلت القوات شابا بدعوى إلقاءه زجاجة حارقة، وقامت باقتياده إلى مركز التحقيق.واستنكر الخطباء خلال الصلوات التي أقيمت في الشوارع الحصار المفروض على المسجد الأقصى منذ أسبوع، لتأمين اقتحامات المستوطنين إليه، في وقت يمنع المسلمين من دخوله.وشدد الخطباء على ضرورة شدا الرحال الدائم إلى الأقصى، حفاظا عليه من مخططات الاحتلال.
وتواصل سلطات الاحتلال حصارها على المسجد الأقصى منذ مساء الأحد الماضي، حيث تغلق معظم أبوابه باستثناء ثلاثة منهم (باب حطة والمجلس والسلسلة)، ويمنع دخول من تقل أعمارهم عن الـ 50 عاما، وردا على ذلك وتأكيدا على حق الصلاة والعبادة تقام الصلوات الخمس (من الفجر حتى العشاء) ومنذ إغلاقه على أبواب الأقصى وفي أزقة البلدة القديمة.
أرسل تعليقك