أكدت لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها بلدية الخليل، أنَّ طواقم إطفاء البلدية تعاملت على الفور مع البلاغ عن حادث الحريق الذي اندلع في منزل المواطن خليل القواسمة، وكانت خلال فترة قياسية متواجدة في مكان الحادث. وأعربت اللجنة المكلفة بتقصي الحقائق عن الحادث المؤلم الذي وقع في بيت المواطن خليل إسماعيل القواسمة في بيان لها وصل "فلسطين اليوم"، عن عظيم بالغ وألمها للفاجعة التي ألمت بعائلة القواسمة وبأهالي مدينة الخليل، مؤكدة ضرورة التزام المؤسسات ذات الخصوص بمسؤوليتها تجاه العائلة المفجوعة.
وأوضحت اللجنة، أنَّه بناءً على تكليف من رئيس بلدية الخليل الدكتور داود الزعتري، بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول الحادث المؤسف الذي وقع فجر الأربعاء، لعائلة المواطن خليل إسماعيل القواسمة، ونتج عنه وفاة ثلاثة من أطفاله، تم اجتماع اللجنة في قاعة اجتماعات بلدية الخليل بحضور كل أعضائها.
وأضافت أنَّها انتقلت لمعاينة مكان الحادث، ودعت المسؤولين عن الإطفاء وتم سماع أقوالهم, ومن ثم تم الانتقال إلى قسم الإطفاء في البلدية للتأكد من المعلومات التي أوردتها طواقم الإطفاء من جهة وقت التبليغ عن الحريق والاستجابة له, وتم الاطلاع على تقارير برنامج التتبع وتلقي الإشارة والانطلاق والوصول.
وأبرزت أنه ثبت أنَّ التبليغ جاء في تمام الساعة 01:03:11 من خلال الهلال الأحمر الفلسطيني، متزامنًا مع اتصال المواطن نضال مرقه وبالاطلاع على الأوراق، تبيَّن الاستجابة الفورية لهذا النداء، إذ ثبت أنَّ سيارة الإطفاء المتواجدة في منطقة الصيرفية، الفحص، وصلت في تمام 01:07:26 وتوالت بعد ذلك وصول سيارات الإطفاء والمعنيين، وكانت سيارة الإطفاء هي أول من وصل من الجهات الرسمية وغير الرسمية، ولم يسبقها إلى الموقع سوى المجاورين وكانوا بأعداد كبيرة، وكان وجودهم معيق لعمل طواقم الإطفاء.
وأشارت اللجنة إلى أنَّه عند معاينة مكان الحادث والاطلاع على الكاميرات التي تخص الجار المقابل للعمارة التي وقع فيها هذا الحادث وهو محل كهربائي سيارات مقابل العمارة, وتم اطلاع اللجنة على كاميرات تابعة لذلك المحل واستطاعت اللجنة من التأكد من أن سيارة الإطفاء هي أول من وصل إلى مكان الحادث، وتم تأكيد الزمن الوارد في نظام التتبع للمركبات في البلدية وهو مطابق له, كما تم تأكيد أن سيارة الإطفاء الثانية وصلت بعد السيارة الأولى بدقيقة و 20 ثانية.
وتابعت "إنَّ اللجنة عندما توجهت إلى مكان الحادث لم تستطع الدخول إلى الشقة، موضوع الحريق، حيث أنها كانت مغلقة، سألت عن مفتاح الشقة فوجدت انه غير متوفر"، وتبين لها من خلال الكاميرات المشار إليها في مكان الحادث أنَّ الحريق كان قد نشب الساعة 12:35 تقريبًا وقد بدأت حركة المجاورين في الشارع الساعة 01:00:11 تقريبًا".
وفي ختام التقرير خلصت اللجنة استنادًا للمعطيات واطلاعها على الكاميرات، إلى أن طواقم الإطفاء في بلدية الخليل تعاملت فورًا مع البلاغ عن الحادث وكانت خلال فترة قياسية متواجدة في مكان الحادث، وقد كانت السيارة الأولى في منطقة الفحص متواجدة بعد مدة اقل من 4 دقائق وقد لحقت بها سيارة إطفاء أخرى بعد ذلك بدقيقة وعشرين ثانية.
كما خلصت إلى أنَّ التبليغ عن الحادث جاء من خلال الهلال الأحمر الفلسطيني في تمام الساعة 01:03:11 وأن هذا البلاغ جاء بعد اندلاع الحريق بأكثر من 25 دقيقة وهي فترة تعتبر طويلة جدا ومن الممكن خلال هذه الفترة أن يكون الحريق قد تفاقم إلى مراحل خطيرة جدا وهذا ما حدث فعلًا.
وبينت أنه تم العثور على طفلين في غرفة النوم الرئيسية تحت السرير مختنقين وقد فارقا الحياة وتم العثور على فتى في إحدى الغرف الأخرى بجوار النافذة محترق ومتفحم وقد فارق الحياة, وتم العثور على طفلين في غرفة الأطفال تحت السرير على قيد الحياة وتم إنقاذهما ونقلهما إلى المستشفى, وتم إنقاذ فتاة تعاني من حروق سطحية وتم نقلها إلى المستشفى وأما باقي أفراد الأسرة ومنهم الوالدين كانوا خارج الشقة عند وصول طواقم الإنقاذ.
وأوصت اللجنة ضرورة متابعة تطبيق إجراءات وشروط السلامة العامة بعد الترخيص في المباني من خلال حملة وطنية بهدف منع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية والتي تكررت في العديد من المدن الفلسطينية، كما تم تشكيل لجنة مختصة بالتعاون مع الجهات ذات الصلة لعمل زيارات ميدانية للتأكد من تطبيق إجراءات السلامة العامة برئاسة البلدية، والتركيز على الدور الايجابي للإعلام.
أرسل تعليقك