شيّع أهالي بلدة بيت أمر في مينة الخليل جنوب الضفة الغربية، الجمعة، جثمان الشهيد زياد جعفر مصلح عوض (28 عامًا) الذي ارتقى شهيدًا خلال تشييع جثمان الشهيد الأسير المحرر جعفر عوض.
وأكد منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان محمد عوض، أنّ "قوات الاحتلال أطلقت الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المشاركين في التشييع، كما منعتهم من سلوك الشارع الرئيسي للوصول إلى مقبرة البلدة".
وأوضحت المصادر المحلية أنّ "عددًا من المواطنين أصيبوا بالرصاص الحي خلال المواجهات التي دارت، الجمعة، مع قوات الاحتلال من بينهم: محمد محمود محمد عوض (40 عامًا) الذي أصيب برصاصة في رقبته وأدخل إلى مستشفى "الأهلي" حيث أجريت له عملية جراحية وتم استخراج الرصاصة من جسمه ووضعه الصحي مستقر بحسب الطواقم الطبية، كما أصيب الشاب حسن محمد حسن مقبل (18 عامًا) بعيار حي في رقبته ووصفت إصابته بالبليغة، ويخضع للعلاج المكثف في مستشفى "الميزان التخصصي"، كما أصيب شاب آخر لم تعرف هويته بعيار حي في ساقه ووصفت إصابته بالمتوسطة ونقل إلى إحدى مستشفيات وحالته مستقرة".
وأضافت المصادر "وأصيب أيضًا، في المواجهات خلال جنازتي الشهيدين جعفر وزياد 21 شابًا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في أنحاء مختلفة من أجسامهم نقل بعضهم إلى مجمع "الحكمة التخصصي" لتلقي العلاج، فيما أصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع".
كما أفادت أنّ "قوات الاحتلال أغلقت مدخل بيت أمر ببوابة حديدية واعتلت أسطح عدد من منازل المواطنين وحوّلتها إلى ثكنات عسكرية"، وشهدت بلدة بيت أمر إعلان الإضراب ثلاثة أيام غضبًا وسخطًا شعبيًا جراء ممارسات قوات الاحتلال".
وكان استشهد مواطن وأصيب آخرين بجراح خطيرة ظهر الجمعة برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات عنيفة اندلعت عقب تشيع جثمان الشهيد جعفر عوض في بلدة أمر بمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية.
وأبرزت المصادر الطبية، أنّ "الشاب زياد عمر عوض البالغ من العمر 27 عامًا استشهد بعد إصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي في رأسه؛ أثناء المواجهات التي اندلعت عقب تشيع جثمان ابن عمه الشهيد جعفر عوض"، فيما قال شهود عيان أنّ "قوات الاحتلال أمطرت المشاركين في جنازة الشهيد عوض بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع والمياه العادمة؛ ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف المواطنين، إصابة بعضهم خطيرة".
يشار إلى أنّ "الشهيد جعفر (22 عامًا)، أعتقل في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2013، وعانى خلال اعتقاله من أمراض عدة، أبرزها مشاكل في الغدة الدرقية، فضلًا عن مشاكل في العيون، وإصابته بالسكري، وتدهور وضعه الصحي بشكل مفاجئ ودخل في غيبوبة في سجون الاحتلال في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، ونقل على إثر ذلك إلى العناية المكثفة في مستشفى "أساف هروفيه"، وأفرجت عنه سلطات الاحتلال في كانون الثاني/يناير المنصرم بغرامة مالية عالية بالرغم من مرضه، وبدأ رحلة بالتنقل من مستشفى إلى آخر، حتى انتكست حالته الصحية ورفضت المستشفيات الصهيونية استقباله.
وكانت حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" حمّلتا الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية عن استشهاد المحرر عوض، فيما لفتت النائب في المجلس التشريعي سميرة الحلايقة إلى أنّ "مماطلة السلطة في علاج الأسير المحرر عوض، وتشترك بمسؤولية تدهور صحته".
من جهته، شدد الناطق باسم حركة "حماس" حسام بدران، على أنّ "العالم يدرك أنّ الأطباء في إدارة سجون الاحتلال جزء من المنظومة الاجرامية والعقلية العنصرية التي تتعامل مع الفلسطينيين كما لو أنهم ليسوا من البشر" داعيًا "المؤسسات القانونية والطبية الدولية إلى التدخل من أجل وضع حد لسياسة القتل البطيء التي يمارسها الاحتلال من خلال الإهمال الطبي في علاج الأسرى، أو اجراء التجارب عليهم وهو ما أدى إلى استشهاد عدد منهم خلال الفترة الماضية أمثال ميسرة أبو حمدية وزهير لبادة".
كما حذر، بدران "من استمرار هذه السياسة، خصوصًا مع وجود عشرات الأسرى الفلسطينيين المرضى في سجون الاحتلال" مردفًا "حق الأسرى علينا جميعًا أن تبقى قضيتهم على رأس الأولويات، وأن يكون تحريرهم هدفًا رئيسًا لدى كل القوى الفلسطينية الفاعلة".
وطالبت حركة "الجهاد الإسلامي" في بيان صحافي وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه، "المؤسسات القانونية والحقوقية بملاحقة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلية، وفضح ممارسات الاحتلال ضد الأسرى".
أرسل تعليقك