أنهى الأسير الفلسطيني خضر عدنان، فجر الأثنين، إضرابًا عن الطعام استمر 56 يومًا على التوالي، بعد أن تم الاتفاق مع سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" على إطلاق سراحه في الثاني عشر من الشهر المقبل.
وذكر رئيس نادي "الأسير" الفلسطيني قدورة فارس، في حديث مقتضب، "لقد حقق الأسير عدنان ما أراد وكان إنجازًا وطنيًا رائعًا وسنعرض تفاصيل الاتفاق ومجريات المفاوضات التي تمت خلال مؤتمر صحافي في وقت لاحق من اليوم".
وقال محامي نادي الأسير جواد بولس "أنهى خضر عدنان إضرابه الليلة، بعد التوصل إلى اتفاق مع السلطات "الإسرائيلية" لإطلاق سراحه في الثاني عشر من الشهر المقبل."
وأفادت زوجة الأسير رندة موسى بأن "الشيخ خضر عدنان انتصر على دولة الاحتلال بعد 56 يومًا من الإضراب"، مؤكدة أن الإفراج عنه سيكون يوم الأحد القادم 12/7/2015 الموافق 25 من رمضان بإذن الله (قبل ليلة القدر بيوم) .
وذكرت زوجة الأسير المتواجدة إلى جانبه في مستشفى "أساف هروفيه" قرب اللد وسط إسرائيل، أنه "تم الحصول عل كافة الضمانات التي طلبها الشيخ خضر."
واحتشد مساء الأحد عشرات المتضامنين في مستشفى "أساف هروفيه" لمساندة الأسير عدنان وعائلته التي اعتصمت في ساحة المستشفى، فيما انطلقت مظاهرة قبالة المستشفى تمجد صمود الأسير خضر عدنان البطولي المضرب عن الطعام منذ 56 يومًا، وتطالب بالإفراج عنه.
وكان والد الأسير خضر عدنان المعتصم في المستشفى مع زوجة الأسير ووالدته وأبناءه الستة، أوضح في تصريح صحافي أن خضر قابلهم على كرسي متحرك وهو في حالة وهن جسدي شديد وبدت علامات اصفرار في بياض عينيه، لكنه مصمم على الحصول على تعهد مكتوب بإطلاق سراحه وعدم اعتقاله إداريًا مجددًا.
يشار إلى أن الأسير خضر عدنان (37 عاما)، قد حظي برمزية كبيرة لدى الفلسطينيين، منذ إضرابه عن الطعام مدة 67 يومًا، عام 2012، قبل أن ينهيه باتفاق قضى بالإفراج عنه وقتها.
وأعيد اعتقال عدنان في 8 تموز/يوليو الماضي، على حاجز عسكري إسرائيلي في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، قبل أن يعلِن إضرابًا عن الطعام، في 5 مايو/ أيار الماضي، احتجاجًا على تمديد فترة اعتقاله الإداري.
والاعتقال الإداري، هو قرار توقيف دون محاكمة، لمدة تتراوح ما بين شهر إلى ستة أشهر، يجدد بشكل متواصل لبعض الأسرى، وتتذرع إسرائيل بوجود ملفات "سرية أمنية" بحق المعتقل، الذي تعاقبه بالسجن الإداري.
وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، يقبع في السجون الإسرائيلية حاليًا، نحو 6500 أسير.
وأجرى الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" الدكتور رمضان عبد الله شلح فجر اليوم الأثنين، اتصالًا هاتفيًا مع عائلة الشيخ خضر عدنان مهنئًا بانتصار شيخ الكرامة والمقاومة بعد 56 يومًا من الإضراب المفتوح عن الطعام رفضًا للإعتقال الإداري.
وعبّر الأمين العام لوالد الشيخ عن اعتزازه الكبير واعتزاز الشعب الفلسطيني كله بهذه العائلة المجاهدة وبابنها البار الشيخ خضر عدنان .وهنأ والدته بهذا الانتصار الكبير وقال إنه نتاج الكرامة التي تربى ونشأ عليها خضر الكبير.
وقدّم والد الشيخ خضر عدنان الشكر للأمين العام ولشباب الحركة وقيادتها على كل جهد بذلوه في دعم ونصرة الشيخ خضر عدنان.
وأكدت حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين اليوم الأثنين، أن معركة الأسرى لم تنته مع الاحتلال "الإسرائيلي" باتفاق الشيخ خضر عدنان، بل ستتواصل المسيرة لدعم كافة الأسرى في سجون الاحتلال، خاصةً الإداريون والمرضى منهم.
وشدد المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي" داوود شهاب في تصريحات له في مؤتمر صحافي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غداة الإعلان عن انتصار الشيخ خضر عدنان في إضرابه، على أن كافة أبناء الشعب الفلسطيني لن ينسون كافة الأسرى في السجون وسيتواصل دعمهم.
وأوضح شهاب، أن انتصار عدنان جاء في الذكرى السنوية الأولى للحرب على غزة، ليؤكد أن الشيخ عدنان أراد لغزة أن تنتصر وأن ينكسر الاحتلال، كما جاء انتصاره في شهر الإرادة والنصر شهر رمضان المبارك.
ووجه شهاب، شكره، لكل الأحرار والجمعيات والمؤسسات الحقوقية والمتضامنين وأهالي الأسرى، الذي ساندوا الشيخ عدنان في إضرابه عن الطعام وتضامنوا معه، وكثفوا الفعاليات من أجل قضيته وقضية كافة الأسرى في السجون.
وأشاد شهاب، بالإرادة القوية للأسير عدنان، التي انتصرت على السجّان "الإسرائيلي".
وكان الأسير الشيخ عدنان حقق في ساعة متأخرة من مساء الأحد, انتصارًا جديدًا أمام الاحتلال الصهيوني الذي رضخ لمطالبه, وهي أن يفك الإضراب في التوقيت الذي يضعه بالإضافة إلى حصوله على ضمانات بعدم الاعتقال الإداري له, بالرغم من مماطلة الاحتلال لأكثر من 56 يومًا وسط مساندة شعبية.
أرسل تعليقك