الرئيس الأميركي باراك أوباما يُبيّن أنَّه يُؤيّد كلينتون كمرشحة ديمقراطية

أنهى الرئيس الأميركي باراك أوباما فعليا السباق الديمقراطي مساء الثلاثاء مصدرا بيان أعلن فيه هيلاري كلينتون باعتبارها خليفته التي يفضلها الحزب، وأوضح البيت الأبيض في وقت متأخر الليلة في بيان أن الرئيس دعا كل من كلينتون وساندرز وهنأنهم على إقامة حملات ملهمة، وجاء في البيان "هنأ الرئيس وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون لنجاحها في تأمين المندوبين المطلوبين لحصولها على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة"، وأوضح السكرتير الصحافي للرئيس أن أوباما سيجتمع مع ساندرز الخميس في البيت الأبيض بناء على طلب السيناتور، وأعلن أوباما فوز كلينتون في السباق بعد فوزها في التصويت الشعبي الوطني في الانتخابات التمهيدية للحزب مساء الثلاثاء، وألمح البيت الأبيض الثلاثاء إلى أن أوباما ربما يؤثر في الانتخابات التمهيدية للحزب مع ظهور نتائج كاليفورنيا ونيو جيرسي.

وحظت كلينتون بترشيح الحزب وحتى في حال معاناتها من الإذلال من الخسارة أمام ساندرز في كاليفورنيا إلا أنها حظيت بتحالفات عنه في ثلث الدوائر الانتخابية وبالتالي فكان من المتوقع لها أن تجمع المندوبين المطلوبين، فيما رفض المتحدث باسم الرئيس بعد ظهر الثلاثاء التعليق بطريقة أو بأخرى على الانتخابات التمهيدية، وذكر جوش ارنست السكرتير الصحافي الثلاثاء " احتراما لدوهم في هذه العملية فسوف نمتنع عن التعليق حتى يحصلوا على فرصة للمشاركة وسنحاول مرة أخرى غدا"، وبين ارنست أن أوباما يريد أن يبقى عادلا ومحايدا ووصف الرئيس بالمُصدِق الهام.

وتجنب الرئيس أوباما القفز على الانتخابات التمهيدية الغاضبة وأشاد به سيناتو فيرمون بيرني ساندرز لحياده العلني، ويذكر أن أوباما اتصل هاتفيا بساندرز الأحد إلا أن البيت الأبيض لم يؤكد شئ حول المكالمة أو مضمونها، ويخوض الديمقراطيون الانتخابات التمهيدية المريرة على الرغم من أن معسكر ساندرز لا يزال يعلن أن كبار المندوبين غير المنتخبين لم يدلوا بأصواتهم في الواقع حتى المؤتمر الانتخابي،  ولذلك فالانتخابات لم تنته بعد، وأجل ساندرز خطابه مساء الثلاثاء بعد إعلان البيت الأبيض مساء الثلاثاء ما يشير إلى إعادة تقييم الأولويات، ولم ينسحب من السباق ولديه مسيرة مقررة الخميس في واشنطن العاصمة.

وربما تجد كلينتون نفسها تحصل على القوة الكاملة للبيت الأبيض ورائها مع دخول السيدة الأولى ميشيل أوباما في المعركة الانتخابية، وتابع ارنست عند سؤاله عما إذا كانت ميشيل ستنضم إلى زوجها " هناك ديمقراطيون وبعض المستقلين وبعض الجمهوريين يحترمون بشدة السيدة الأولى ولا أستبعد أن تعبر عند نقطة معينة عن تفضيلاتها في الانتخابات"، وكان البيت الأبيض حذر بشأن متى سيعلن أوباما عن رأيه، وأضاف ارنست " يعتقد الرئيس أنه من المهم بالنسبة للديمقراطيين العمل معا في ختام عملية الترشيح لدعم المرشح الديمقراطي بقوة بسبب ارتفاع الرهانات في الانتخابات العامة"، وعندما سُئل ارنست عما يقصده بنهاية عملية الترشيح أجاب ساخر " أنا أتعمد أن أكون غامضا".

ويبدو أن الناخبين في مقاطعة كولومبيا لا يحصلون على نفس الاهتمام، وقال ارنست عند سؤاله عن الانتخابات التمهيدية في العاصمة في 14 يونيو/ حزيزان أن الرئيس شجع المقيمين على المشاركة وجعل أصواتهم مسموعة لكنه لم يصر على أن الرصيد صمت احتراما، وأضاف ارنست الاثنين " ليس لدي أي أخبار بشأن توقيت التأكيد، لكننا سنعرف المزيد وسنترك هؤلاء الناخبين ليجعلوا أصواتهم مسموعة قبل اتخاذ أي قرارات إضافية، وبعد قيام الناخبين الديمقراطيين بالتصويت في كاليفورنيا ونيوجيرسي غدا سيكون لدينا فكرة أفضل عن الاتجاه الذي يسير نحوه السباق".

وكشفت NBC نيوز اليوم أن أوباما تحدث مع ساندرز خلال عطلة نهاية الأسبوع وهو ما لم تنفه أو تؤكده حملة ساندرز، وذكر المتحدث باسم ساندرز مايكل بريغز " أقول أنه تحدث مع الرئيس في عدد من المناسبات في البيت الأبيض وعلى الهاتف، لكنه لا يناقش طبيعة محادثاته الخاصة"، وبعد هذه المحادثة المزعومة تحدث ساندرز بلهجة أكثر تصالحية في مؤتمره الصحافي صباح الأثنين قائلا " دعونا نقيم ما وصلنا إليه بعد غد قبل أن نصدر تصريحات بناء على تكهنات"، ورد بطريقة مماثلة عندما سُئل عن التأييد المعلق للحزب قائلا " نحن نخمن مرة أخرى".

ومن المقرر أن يحضر أوباما جلسة جمع التبرعات للجنة الوطنية الديمقراطية في نيويورك الأربعاء في مانهاتن وهو ما يسهل لقاه مع كلينتون لتعزيز تأييده لها، ويتوقع أن يظهر في برنامج 'Tonight Show' مع جيمي فالون الخميس، ويحظى البرنامج بنسبة مشاهدة عالية بين الشباب الأميركي ما يعطي أوباما الفرصة للبدء في جلب أنصار ساندرز الساخطين مرة أخرى للعودة إلى الحزب، وتعهد ساندرز الثلاثاء بالاستمرار في المنافسة حتى إذا شعر سماسرة السلطة الديمقراطية بالقلق من استمرار الانتخابات التمهيدية الباعثة على الانقسام، واضاف ساندرز السبت " من المستبعد للغاية أن تحصل وزيرة الخارجية السابقة كلينتون على العدد المطلوب من المندوبين لإعلان انتصارها مساء الثلاثاء".

وذكر ساندرز للصحافيين في لوس أنغليس " الأن أسمع تقارير تشير إلى أن كلينتون ستعلن الانتهاء من جمع المندوبين مساء الثلاثاء، ولديَّ تقارير تفيد بأن وسائل الاعلام ستعلن نهاية السباق بعد صدور نتيجة ولاية نيوجيرسي وهذا ببساطة غير دقيق"، ويجادل الأن ساندرز بأنه حتى إذا فازت كلينتون بجمع المندوبين فإنها لن تفوز بترشيح الحزب حتى يدلي كبار المندوبين غير المنتخبين بأصواتهم في يوليو/ تموز، وتابع ارنست " بالطبع من يزعم بأغلبية المندوبين وكبار المندوبين لديه حجة قوية".

وبينت نيويورك تايمز أن أوباما بالفعل على اتصال بمعسكر كلينتون بشأن متى يمكن أن يكون مفيدا لها، وأخبر المتحدث باسم حملة كلينتون بريان فالون سي إن الأثنين أن الحملة تأمل في الاستفادة من الرئيس، وتحدث أوباما عن المشهد الانتخابي في حملة جمع التبرعات في فلوريدا الجمعة قائلا " أريدنا أن نسرع طوال الوقت وأن نأخذ هذه الانتخابات بجدية"، وأوضح أوباما أنه تحدث إلى موظفيه حول الوقت الذي أضاعه دونالد ترامب مضيفا " يعد المشاهير مثل السائق في هذه الثقافة وربما تحدث أشياء غريبة في الانتخابات إذا لم نعمل بجد ولم نشارك، وأصبح كل شئ محل خلاف فإذا أراد الناس أن يصدقوا شئ ما فإنهم يذهبون إلى هذه القناة التليفزيونية أو هذا الموقع ويكتشفوا كل شئ، ولذلك على الرغم من ثقتي في قدرتنا على الفوز أريد أن نسرع في حذر طوال الوقت".