أفغانستان تُبيّن أنَّ حامد كرزاي يقف خلف الفساد ويدعم الفوضى فيها
آخر تحديث GMT 04:25:16
 فلسطين اليوم -

يستقبل 400 شخص كل شهر بينهم شيوخ قبائل وجنرالات ومصرفيين

أفغانستان تُبيّن أنَّ حامد كرزاي يقف خلف الفساد ويدعم الفوضى فيها

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - أفغانستان تُبيّن أنَّ حامد كرزاي يقف خلف الفساد ويدعم الفوضى فيها

الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي
كابول - أعظم خان

وصف الرئيس الأفغاني الأسبق والخصم الحالي للحكومة السياسة الأفغانية حامد كرزاي (58 عامًا) بالماراثون، حيث يلتقي كرازي يوميًا بوسطاء سلطة إقليميين وشيوخ ومسؤولين حكوميين وزعماء دينيين ومتمنين يشتاقون إلى السنوات التي قضاها كرزاي في السلطة، ويبدو أن كرزاي لم يتوقف أبدا عن العمل والمناورة ولن يتوقف، ويعد نقاد السيد كرزاي من المقربين للرئيس أشرف غاني ويتهمونه بالعمل على زعزعة استقرار الحكومة واستغلال لحظة أزمة وطنية للعودة إلى السلطة، ويذكر النقاد أن كرزاي يحاول تقويض نشاط الرئيس مع الحفاظ على قطب بديل من النفوذ السياسي والمحسوبية، وتأجيج الحركات الاحتجاجية التي يخشى البعض أن تلجأ للعنف، إلا أن كرزاي نفى بشكل قاطع محاولته الإساءة للحكومة، لكنه أضاف بابتسامة ساخرة "إذا كان هناك بعض الناس الذي يعملون سريعا فالمتخلفين عنهم ينبغي آلا يشكون"، وبعد أيام من الاجتماعات وعشرات المناقشات وإيقاف الكاميرا مع السيد كرزاي أصبح من الواضح أنه لا يزال يعمل وكأنه رجل في السلطة، حيث يأتي له العديد من الزوار للحصول على نفوذه في الحكومة، وهو يسعد بالتقاط الهاتف والاتصال بوزير أو محافظ أو سفير فهو لا يزال على تواصل مع قادة العالم، ويوقع خطابات لهم بشكل يومي.

وتحدث العديد من المناقشات السياسية لكرزاي عند الظهر تقريبًا، عندما يجتمع حشد كبير للصلاة على العشب بالخارج ثم يتبعونه إلى الطابق العلوي حيث طاولة الطعام في الجو المشمس، وفي إحدى الأيام يتواجد معه مسؤولون سابقون وشيوخ قبائل وجنرالات وقضاة ومصرفيين وأعضاء سابقين في طالبان ودعاة من كبار المساجد في كابول، ويتخذ كرزاي المحادث الجيد مقعده على رأس الطاولة، وأحيانا ما تثار بعض القصص عن أيامه في السلطة وعدم ثقة الناس في الحكومة الحالية، فيما أصر وزير سابق والذي لا يزال يعمل كمستشار لدى كرزاي على أنه البديل الطبيعي الوحيد، وأنه يمثل أملا عظيما إلى 90% من البلاد والتي لم تعد على وفاق مع الحكومة الحالية، فيما استمع كرزاي بانتباه للحديث على طاولة الطعام في محاولة لاستدعاء السؤال عما إذا كان السيد كرزاي يريد العودة إلى السلطة وهو ما يحاول تحقيقه من خلال الضغط على الحكومة التي هي على شفا حفرة من الانهيار بالفعل، وفي أحاديث خاصة بدى المسؤولون الأفغان والغربيون قلقون من أن إدارة السيد غاني ربما تواجه أزمة وجودية كبيرة يمكن أن تبلغ ذروتها في أقرب وقت من الشهر المقبل.

وتعد نهاية سبتمبر/ أيلول الموعد النهائي للحكومة لتلبية التزامات الاتفاق السياسي الذي عُقد بوساطة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد النزاع على الانتخابات الكارثة عام 2014، وبحلول هذا الوقت يفترض أن تعقد أفغانستان انتخابات برلمانية مع إجراء اصلاحات انتخابية واسعة، وتعديل الدستور لاستحداث منصب رئاسة الوزراء للمنافس الانتخابي للسيد غاني والشريك الحالي في الحكم عبد الله عبد الله، إلا أن الالتزام بالموعد المحدد كان بالفعل مستحيلا قبل عدة أشهر، وأصر السيد كيري علنا بأن حكومة السيد غاني ستبقى حتى نهاية مدتها 5 سنوات، ويزداد الوضع الأمني للبلاد سوء على الرغم من زيادة مشاركة الجيش الأميركي في القتال، حيث استولت طالبان على العديد من المناطق وهددت بأخذ الكثير منها.

واضطر غاني إلى التركيز على أمن وتعثرت مبادراته الاقتصادية، فضلًا عن احتجاج حركات الشارع ضده حيث اتهمت جماعة الهزارة العرقية حكومته بالتمييز المنهجي، وكان آخر مظاهر الاحتجاجات التفجير الانتحاري الذي تبناه تنظيم داعش والذي أسفر عن مقتل 80 شخصًا، ويتهم المتظاهرون الحكومة حاليًا بجعلهم عرضة للهجوم عمدًا وأعطوا غاني مهلة لتنفيذ مطالبهم تنتهي في نهاية سبتمبر/ أيلول، فيما تنمو حركة احتجاجية جديدة يحتمل أن تكون أكثر خطورة في شمال كابول العاصمة تدعو الحكومة إلى إعادة دفن ملك لص وقاطع طريق بكرامة في الشمال في حين أنه توفى منذ قرن تقريبًا بطلق ناري من إحدى الفرق، ومن بين المتظاهرين المهددين باحتجاجات قادة الميليشيات الشمالية الذين يشككون منذ فترة في السيد غاني، والذين أعطوه أيضا مهلة حتى سبتمبر/أيلول.

ويتهم مسؤولون حكوميون كرزاي وحلفائه بتورطهم في الاحتجاجات الأخيرة لكنه أوضح أنه لا يهدف إلى انهيار الحكومة أو العودة إلى السلطة، مضيفا "ليس لدي شك في ذلك"، وأفاد كرزاي أنه يود تأكيد شرعية الحكومة بعد الموعد النهائي في سبتمبر/ أيلول وأن الطريقة الوحيدة لذلك هي دعوة مجتمع جيرغا وهو تجمع كبير من شيوخ العشائر من جميع أنحاء البلاد،  إلا انه يتم تفسير هذه الخطوة على نطاق واسع باعتبارها لعبة مخططة للعودة إلى السلطة، أو على الأقل للتفاوض من أجل مزيد من النفوذ، في ظل حفاظه على قوة علاقته بالقبائل وسماسرة السلطة في حين استبعد السيد غاني الكثير منهم، ويساعد ذلك على إدراك أن السيد كرزاي يمثل شبكة كاملة من السلطة الوطنية والمحلية والتي تراكمت على مدى 13 عامًا وأكثر، إلا أنه يتم اجتثاث هذه الشبكة تحت رئاسة السيد غاني، ومن الممكن إضعافها إلى حد كبير إذا استمرت الحكومة الحالية حتى أيلول/سبتمبر بشكل سليم، وفي قندهار تعرض الرجال الأقوياء الذي يدينون بصعودهم إلى حماية السيد كرزاي  لمواجهات مؤخرًا مع المسؤولين الذين بعث بهم السيد غاني من أجل الضرائب الجمركية حيث يذهب المال، فيما شكت إحدى مشرعات القوانين من الشمال والتي توقف لرؤية السيد كرزاي من أن الحكومة بصدد استبعادها مع العمل بشكل ممنهج لإضعاف قاعدة الدعم المتبادل بينهم، حتى أنها ربما لا تعود من عطلة في الخارج إذا استمر الوضع هكذا وإذا لم يحدد كرزاي ملامح خطته بشكل واضح.

وإذا وصل الأمر إلى صراع سياسي مفتوح فمن غير الواضح ما إذا كان السيد غاني سيمكنه تسجيل نقاط ضد السيد كرزاي في ظل ظهور بذور الأوضاع الأمنية والأزمات السياسية أمام كرزاي وأن الرئيس الأسبق ترك له نظاما يختنق بالفساد والمحسوبية، ويرجع ذلك جزئيا إلى انشغال السيد كرزاي باستخدام فطنته الاجتماعية في محاولة لتسليط الضوء بشكل أكبر على مدى ملائمة إرثه بعد 13 عاما من وجوده في السلطة، ويقول السيد كرزاي الذي يعيش على مرمى حجر من القصر الرئاسي أن روتينه تغير كثيرًا منذ أن كان رئيسا للبلاد، وأصبح لديه المزيد من الوقت للاسترخاء في فترة ما بعد الظهر لكن صباحه مشغولا حيث يلتقي العديد من الناس أكثر مما كان في السلطة، وفي المتوسط يلقي كرزاي أكثر من 400 شخصًا شهريا، وفي كل عيد تعقد احتفالات اسلامية لمدة 3 أيام مرتين سنويا ويفتح خلالها كرزاي أبوابه للزوار المتدفقين ما يصل إلى 6 آلاف شخصًا، ويصطحب كرزاي ابنتيه معا عند الخروج، ويحاط كرزاي بخدم سري، ويصف نفسه بأنه مفرط النشاط وهو نحيف للغاية ويشرب 4 أو 5 من قهوة الاسبريسو في اليوم.

ولا يزال كرزاي يتحرك بكل سهولة بين المجموعات المختلفة من الناس بداية من شيوخ أوروزغان إلى مجموعات من الشباب الذين يأتون إليه لتقديم أحدث أبحاثهم، فهو يجعلهم يضحكون، وإذا ما أذرف أحدهم الدمع مثلما حدث من مجموعة من وسط أفغانستان فإنه يعطيهم المناديل، واعترف مسؤولون غربيون في كابول أن كرزاي تكتيكي بارع وسياسي لا يحتاج بالضرورة أن يكون لديه مفهوم واضح لما يريد، ويمكنه تصعيد الضغط على الحكومة بطرق عدة، لكن السيد غاني لا يخلو من الموارد فيمكنه استمالة شخصيات كثيرة من معارضة الرئيس للحفاظ على كرزاي على الهامش، ويعد أكبر انتقادات كرزاي للحكومة ما وصفه بالتملق الكثير للولايات المتحدة والاعتماد عليها من أجل البقاء، وذكر كرزاي الذي ارسل الزهور إلى السفير الأميركي في الرابع من يوليو/ تموز ووقع مذكرة شكر للسفير في مقابلة له مع صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي " الأميركيون شعارهم الأساسي هو الديمقراطية لكنهم ينفذون خدعة الديمقراطية في أفغانستان".

وأفاد كرزاي أنه ليس متعصبا ضد الوجود الأميركي لكنه فقط يريد منهم التوقف عن قصف بلاده والتدخل في العملية السياسية، حيث اتهم السيد كيري بالمشاركة في ثورات الربيع في ظل إصراره على استمرار حكومة غاني لفترة ولاية كاملة، وأضاف كرزاي " يعد هذا تدخلا سافرا لتقويض سيادة أفغانستان، انظروا إلى هذا البلاد ماذا لدينا غير فخرنا وسيادتنا، ثم يأتي شخص من أميركا ويقف في بلادنا لتحديد مدة حكومتنا كما يراها مناسبة، هذه إهانة"، ويستمر السيد كرزاي في لقاء العديد من الزوار، وأخبر كرزاي قصة لمجموعة من المسافرين المتعبين في الصحراء الذين يرون النار على بعد ويسمعون الطبول، ويرقص الرجال في دائرة تسمى "عطان" وقرر المسافرون قضاء الليلة هناك وليجعلوا ضيوفهم يشعرون بالراحة وقرروا المشاركة في الرقص، لكن الرقص يمتد ويطول، وأضاف كرزاي للضيوف " أحد المسافرين حكيم وأدرك أنها رقصة الشيطان وأنها ستستمر طوال الليل، وعندما يأتي الصباح لن يكون هناك أي علامة على الرقص أو الشياطين، نحن عالقون في رقصة الشيطان، وعندما تشرق الشمس ستزول الشياطين لكننا سنترك في هذه الأرض الجافة".

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفغانستان تُبيّن أنَّ حامد كرزاي يقف خلف الفساد ويدعم الفوضى فيها أفغانستان تُبيّن أنَّ حامد كرزاي يقف خلف الفساد ويدعم الفوضى فيها



 فلسطين اليوم -

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 18:02 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

"العرقة" يزرع ويوزع 150 غرسة من الأشجار

GMT 02:12 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي حمزة تستضيف سوزان نجم الدين على الفضائية المصرية

GMT 08:55 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

نقشة المخطط في ديكورات منزلك بأسلوب مختلف وعصري

GMT 12:54 2019 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

حملة مداهمات واعتقالات بالضفة والقدس

GMT 16:21 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعةعلى المملكة العربية السعودية الأحد

GMT 16:15 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 29 مسلحا من حركة طالبان في غارات جوية وبرية في أفغانستان

GMT 17:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ورشة فنية تعزز مهارات الرسم والقدرات الإبداعية لدى الأطفال

GMT 06:06 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

انتقادات واسعة تطال إعلان لسلسلة فنادق "سوفيتيل"

GMT 17:21 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

صحف فرنسا تُبرِز خسارة أولمبيك مارسيليا الثقيلة أمام ليل

GMT 00:00 2018 الثلاثاء ,29 أيار / مايو

كوكاكولا تطرح أول مشروب كحولي في تاريخها
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday